تحدثت مجلة "ذي إيكونوميست" السبت، عن أسباب تراجع وسائل النقل العام في الدول الغنية، وسبل وقف هذا التراجع.
وقالت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"،
إن "وسائل النقل العام أصبحت أقل انشغالا في لندن ونيويورك ومناطق أخرى كندية
وأوروبية"، مشيرة إلى أنه "بالرغم من النمو السكاني وزيادة العمالة،
فإن وسائل النقل العام في بعض الأحيان تكون فارغة في الدول الغنية".
وأوضحت أن "سبب ذلك يعود إلى انتشار خدمات
سيارات الأجرة المستندة إلى التطبيقات مثل Uber وغيرها، والتي تعد أكثر راحة وملاءمة من القطارات أو
الحافلات"، إضافة إلى توفر الدراجات للإيجار على نطاق واسع.
تطبيقات الإنترنت
وأضاف التقرير أن "السيارات أصبحت أيضا رخيصة
للشراء، وذلك بفضل القروض بأسعار مخفضة"، منوها إلى أن "التسوق عبر
الإنترنت والعمل من المنزل، جعل الكثير من الأشخاص يتجنبون السفر تماما واستخدام
وسائل النقل العام".
وأشار إلى أن "التطبيقات على الإنترنت أتاحت في
الآونة الأخيرة، السماح للأشخاص باستئجار الدراجات البخارية الكهربائية، ومن ثم
التخلي عنها على الرصيف"، لافتا إلى أن "الصين تعمل على صناعة الدراجات
دون قفص أو الدراجات الإلكترونية التي تعمل بالبطاريات، وكلاهما ينتشر".
اقرأ أيضا: رقم صادم لنسبة التحرش في الأماكن العامة بفرنسا
وبين تقرير المجلة أن "كل ذلك ساعت على التخلي
عن النقل الجماعي، وهو ما ظهر في مترو أنفاق أفنيو-2 في نيويورك، وخط مترو في لندن
وآخر في الجانب الشمالي الجنوبي من أمستردام"، معتبرا أن "بناء خطوط قطار
جديدة أصبح أمرا معقدا وباهظا للغاية".
واستدرك التقرير بقوله: "لكن لا تزال وسائل النقل
العام الجماعي تقدم خدمة لكبار السن أو الصغار أو الفقراء أو الخائفين من قيادة
الدراجة أو ركوبها"، موضحا أن "مترو الأنفاق يتسبب في تلوث أقل من
السيارات، وينقل الناس بسرعة كبيرة".
خدمة رابحة
وذكر أن "الخطر يكمن في أن تصبح وسائل النقل
العامة خدمة رابحة، وأقل شعبية وأقل جودة من أي وقت مضى"، مرجعا ذلك "إلى
عدم شعبيتها، وقلة ركابها، ما يؤدي إلى الانتظار لفترة أطول لأولئك الذين يرغبون
في الاستمرار في استخدامها".
ورأى التقرير أنه "يمكن وقف هذا التراجع عن
استخدام وسائل النقل العام، من خلال فرض رسوم على كل استخدام للطريق بوسائل النقل
الخاص، مع رفع الأسعار في الأماكن المزدحمة"، إلى جانب احتضان وكالات النقل
للشركات الناشئة.
وختمت المجلة تقريرها بالقول إنه "من المشكوك فيه
أن معظم الناس لا يفرقون بين وسائل النقل العامة والخاصة، لأنهم يريدون فقط الوصول
إلى وجهتهم المحددة".