كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن طرح الإدارة الأمريكية لمقترح يفضي بتشكيل إدارة محلية في قطاع غزة بعيدا عن السلطة الفلسطينية تقوم بالإشراف على إقامة مشاريع إغاثية وتنموية لتحسين الأوضاع المعيشية في غزة.
يأتي الحديث عن هذا المقترح في ظل تحركات وزيارات مكوكية يجريها مبعوثو الرئيس دونالد ترامب للمنطقة بقيادة جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات والتي كانت أبرز محطاتها كلا من مصر والأردن وإسرائيل والسعودية تحضيرا لما يسمى بصفقة القرن.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت في الأيام الماضية عن طلب الرئيس الأمريكي من دول الخليج دفع مبلغ مليار دولار لتنفيذ مشاريع إغاثية طارئة في غزة من أبرزها إقامة محطات للطاقة الشمسية في مدينة العريش وميناء بحري في صحراء سيناء يخدم المصالح التجارية لقطاع غزة.
اقرا أيضا : "واشنطن بوست" تكشف كواليس بدء العد التنازلي لصفقة القرن
وفي وقت سابق كشفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي عن أن مخطط صفقة القرن بشأن غزة يتضمن منح الفلسطينيين دولة محاصرة في قطاع غزة يتم منحها نوعا من الرخاء الاقتصادي بما يسمح باستئصال غزة كليا من فلسطين.
سلطة موازية في غزة
من جهته أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، أنه "لا يمكن الجزم بشأن الترتيبات النهائية لصفقة القرن، ولكن ما هو مؤكد بالنسبة للقيادة الفلسطينية أن الصفقة تتضمن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتفكيك المؤسسات الفلسطينية بين شطري الوطن عبر إقامة كيان لسلطة موازية في غزة يتم الإشراف عليه من دول الإقليم دون سيادة للسلطة على هذه المناطق".
وأضاف مجدلاني في حديث لـ"عربي21" أنه "رغم حالة القطيعة مع حركة حماس وتعثر جهود المصالحة التي قد تكون مساندة لإبرام الصفقة، إلا أن الموقف الثابت بالنسبة للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير هو رفض أي خطة للسلام يكون من بنودها فصل قطاع غزة".
ونوه مجدلاني إلى "تلقي القيادة الفلسطينية اتصالات من دول عربية تم من خلالها شرح الموقف الأمريكي بشأن صفقة القرن"، دون الإفصاح عن تفاصيلها.
اقرا أيضا : عريقات يكشف تفاصيل ما حملته الجولة الأمريكية في المنطقة
وفي سياق متصل كشفت مصادر فلسطينية عن زيارة وفد فلسطيني ترأسه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج للمملكة الأردنية للقاء الملك عبد الله بعد ساعات من انتهاء زيارة بنيامين نتنياهو للعاصمة عمان تم من خلاله استعراض رؤية الطرفين بشأن ما طرح ويشاع حول الصفقة.
حماس ترفض المقترح
على الجانب الآخر تبدي حركة حماس رفضها المطلق للقبول بأي صفقة تطرحها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن صفقة القرن وقد أكدت على لسان رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية استمرار مسيرات العودة في جمعتها الثالثة عشرة تأكيدا على موقف الحركة من رفض الصفقة.
القيادي في حركة حماس، يحيى موسى، أكد أن "حماس منفتحة على جميع دول الإقليم وقد تلقت الحركة مقترحات لتحسين الأوضاع الاقتصادية في غزة خلال الفترة الماضية من خلال المخابرات المصرية ولكنها لم ترتق بعد لمستوى وتطلعات الحركة"، مشددا على أن "حماس ترفض أي مقترحات تتم صياغتها من قبل الإدارة الأمريكية أو الإسرائيلية ضمن بات يعرف بصفقة القرن".
ونوه موسى في حديث لـ"عربي21" أن "الحديث عن دولة فلسطينية في سيناء هو أمر مرفوض وقد أبلغنا ذلك للجانب المصري"، مع الإشارة إلى أن "أي مقترحات لتحسين الأوضاع في غزة يجب أن تكون ضمن توافق بين حماس ومصر بعيدا عن الإملاءات الأمريكية".
توزيع الصلاحيات الإدارية
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ناجي شراب، أوضح أن "الترتيبات الخاصة بغزة ضمن صفقة القرن تقوم على مبدأ توزيع الصلاحيات الإدارية في المؤسسات الحكومية في غزة لصالح جهات إقليمية بالتعاون مع الأمم المتحدة بعيدا عن السلطة مع منح سكان غزة تسهيلات اقتصادية وإنسانية أبرزها حل مشكلة الكهرباء والمياه والرواتب وإيجاد فرص عمل لعشرات الآلاف من العاطلين عن العمل".
وأكد المحلل السياسي في حديث لـ"عربي21" أن "صانع القرار في غزة قد يكون مضطرا للقبول بهذه التسهيلات عند مقارنته بالمقترحات التي تطرحها المخابرات المصرية، في حين ستكون السلطة بموقف لا يسمح لها برفض الصفقة كونها لا تمتلك سيادة حقيقية على قطاع غزة".
وتابع: "يمكن لحركة حماس التي تدير القطاع أن تقبل بهذه الصفقة عند مقارنة عوائدها الاقتصادية والتي فشلت خلال سنوات حكمها في إيجاد حلول لها، كما أن التقارب الجغرافي بين مدينة العريش وقطاع غزة يمنحها عوائد اقتصادية من خلال إنشاء مدينة صناعية ومنطقة تجارة حرة بعيدا عن الجانب الإسرائيلي الذي كبل الاقتصاد في غزة خسائر كبيرة وجعلها رهينة للضغوط السياسية التي تمارس عليه.
لحظات مرعبة.. لقاء "عربي21" مع ناج من مجزرة العودة (فيديو)
ما علاقة تسهيلات مصر في غزة بخطة كوشنر؟.. محللون يجيبون
كعك العيد.. موروث فلسطيني يجمع العائلات (صور)