شكل استمرار التوتر الأمني مع قطاع غزة مناسبة جيدة لزعماء المعارضة الإسرائيلية لتوجيه اتهامات قاسية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووصفه بأنه عاجز عن مواجهة الطائرات الورقية والمسيرات الفلسطينية.
ونقل موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، عن زعيم حزب "هناك مستقبل" المعارض، يائير لابيد، قوله إنه "بعد مرور أربع سنوات على انتهاء حرب الجرف الصامد في غزة 2014، لم يفعل نتنياهو شيئا لكبح جماح التوترات الأمنية الناشئة هناك، لأنه لو كان لديه خطة استراتيجية للتعامل مع غزة، لكنا لم نشهد اليوم طائرات ورقية، ولا حقولا محترقة في غلاف غزة".
وأضاف في كلمته أمام كتلته البرلمانية ترجمتها "عربي21" أن "الوضع الناجم في غزة اليوم يشكل إخفاقا استراتيجيا كبيرا لإسرائيل، بسبب المشاكل التي يعانيها مستوطنو الغلاف، مع أن نتنياهو اليوم يحظى بهامش كبير في الحركة السياسية، لكنه لا يستغله لحل مشكلة غزة".
اقرأ أيضا: إسرائيل تشدد حصارها على غزة وتغلق معبر "كرم أبو سالم"
وتساءل لابيد، وهو وزير المالية السابق: "هل ينتظر نتنياهو الأمريكان؟ هل هذه خطته؟ الأمريكان سيأتون بخطتهم الخاصة بقطاع غزة، ويفرضونها على إسرائيل كي تقبل بها، إدارة ترمب آتية للمنطقة بخطة قائمة على فكرة غزة أولا، ولعلها تنقذ نتنياهو من فشله في غزة".
وأشار لابيد إلى أن "نتنياهو يعلم، مثل أي أحد في إسرائيل، أن هناك جولة أخرى قادمة في الطريق من المواجهة العسكرية في غزة، لكنه لم يفعل شيئا للحيلولة دون وقوعها، لم يقدم خطة، لأنه ليس لديه هذه الخطة، إذن المواجهة قادمة لا محالة، الحقول تحترق، ومعها يحترق الردع الإسرائيلي، لماذا يتنازل نتنياهو عن المبدأ الذي قامت عليه إسرائيل (من يضربنا فليتلقى عن رأسه)؟".
وأوضح أن "الجيش يسعى للحصول من الحكومة على أدوات وأساليب أكثر فاعلية وجدوى، وقادة حماس عليهم أن يعلموا أنهم طما داموا يشكلون خطرا على حياة مستوطني الجنوب فإن حياتهم يجب أن تكون في خطر هي الأخرى، وعلى نتنياهو أن يعلن أن من يهمه كثيرا أمن مواطنيه فلا ينتظرنّ الأمريكان".
وزاد بالقول: "فقط إسرائيل هي التي تقرر مصيرها، ولا أحد سواها، لن نحصل على إدارة أكثر قربا منا من ترامب، لكن الأمريكان لديهم مصالحهم مع مصر والسعودية ودول الخليج وروسيا، ولا نستطيع السماح لهم بأن يقرروا بالنيابة عنا في ما يتعلق بغزة".
وختم بالقول إن "إسرائيل يجب أن تضع خطة لمواجهة غزة تقوم على ردود أمنية عاصفة واستراتيجية طويلة المدى، تعتمد إعادة إعمارها مقابل نزع سلاحها، ولو كان نتنياهو اليوم في صفوف المعارضة وليس الحكم لذهب إلى حدود غزة، وصرخ بأعلى صوته: ما هكذا تدار الدولة. ونحن نقول اليوم: ما هكذا يدار الأمن في إسرائيل".
اقرأ أيضا: معاريف: أدلة قوية ضد نتنياهو في قضية الفساد "ملف 4000"
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس المعسكر الصهيوني المعارض، آفي غاباي، أنه "اتهم نتنياهو بعدم القيام بأي شيء طيلة السنوات الأربع الماضية التي أعقبت حرب الجرف الصامد 2014، كي تكون إسرائيل أكثر أمانا".
وتساءل في تقرير ترجمته "عربي21" قائلا: "لماذا لم يقم نتنياهو بأي خطوة تجاه غزة: سياسية أو اقتصادية أو استراتيجية؟ لماذا لم يحدث شيء من هذه الأمور؟ لأنه لم يعد رجل الأمن في إسرائيل، بل رجل الميكروفون فقط".
وأضاف أنه "بدلا من الاستمرار بخطة سياسية محكمة تجاه غزة بسبب الضعف الذي أصاب حماس بعد الحرب، فقد أضاع نتنياهو هذه السنوات الأربع، الحرب لم تفشل، الذي فشل هو الحكومة، بعد أربع سنوات من الحرب بدأ الجنوب يحترق، آلاف الدونمات اشتعلت فيها النيران بسبب عدم وجود قائد في إسرائيل، هناك سياسي مدرب جيدا على عدم اتخاذ القرارات، ويحول جلسات الحكومة والمجلس الوزاري المصغر إلى ساحة لإبداء التنافس بين أعضائه".
وختم بالقول إنه "لا يوجد لدى نتنياهو اليوم تفكير إلى الأمام، لا مبادرة، ولا شي إطلاقا، والنتيجة عملية إثر عملية، وحرب تتلوها حرب، وقتلى بعد جرحى، مقابل ماذا؟ فقط من أجل الحصول على فترة زمنية قصيرة من الهدوء، من أجل هذا سفك الدم الإسرائيلي في الحرب الماضية، وهكذا فإنه حين يظهر عدم نجاح نتنياهو في لجم العنف المتزايد في الجنوب، نراه يبتعد عن مصطلح الفشل".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: سيناريو حرب غزة 2014 يعيد نفسه الآن
من جهته قال، زعيم حزب العمل السابق، الجنرال عمرام متسناع، لموقع القناة السابعة التابع للمستوطنين إنه "ليس من المعقول بعد أربع سنوات من حرب الجرف الصامد، هي الأطول في تاريخ إسرائيل أن نعود لذات السؤال القديم الجديد: ماذا نفعل مع غزة؟".
وطالب متسناع في حوار إذاعي ترجمته "عربي21" نتنياهو والحكومة بـ"الذهاب إلى عملية جوهرية أمام حماس في غزة مكونة من شقين: إعادة إعمار القطاع من جهة، ومعاقبة المسؤولين عن الأعمال الحاصلة على الجدار من جهة أخرى، لأن صناع القرار في تل أبيب يتجاهلون البحث عن الحلول الجدية للمشاكل المزمنة في غزة، وبدل أن ينشغلوا في إيجاد هذا الحل الجذري لكل أزمات غزة، فإنهم يقضون أوقاتهم بتوفير حلول للتهديدات الجديدة القادمة من هناك".
وأكد أن "إسرائيل أضاعت وقتا كبيرا بدلا من إجراء الحوارات والمبادرات اللازمة للتخلص من كل ما تمثله غزة لنا من أوجاع ومشاكل، مع العلم أن كل من يفكر أنه باستهداف مطلقي الطائرات الورقية ستنتهي المشكلة فإنه مخطئ وواهم وغير واقعي" .
وأضاف: "هدف حماس الاستراتيجي هو البقاء والاستمرار، ومن هنا يجب تهديدها، والضرب على هذا الوتر لديها، من خلال العودة لسياسة الاغتيالات والتصفيات الموجهة ضد بعض قياداتها السياسية والعسكرية في قطاع غزة".
تقدير إسرائيلي: سيناريو حرب غزة 2014 يعيد نفسه الآن
ضباط الاحتلال: نتعرض لاستنزاف بغزة والمطلوب قرارات حاسمة