أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن إسرائيل تمهد للحرب القادمة عبر تجريد حركة حماس من قوتها، مستبعدا أن تؤدي جولة التصعيد الإسرائيلي الحالية مع غزة إلى حرب واسعة.
ورأى الخبير العسكري الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن الجولة الحالية من التصعيد مع قطاع غزة، "لا تبدو في الوقت الراهن، بأنها الطلقة الأولى لحرب أخرى بين إسرائيل وحماس".
وأضاف: "تبدو كمحاولة إسرائيلية لفرض قواعد أخرى للعب، موازية للمفاوضات غير المباشرة بين الأطراف التي تتوسط فيها مصر"، لافتا أنه غير "واضح كم من الوقت سيستمر وقف إطلاق النار".
اقرأ أيضا: هكذا علقت الصحافة الإسرائيلية على قصف غزة.. "عبث أم استنزاف"
وأوضح هرئيل، أن "وقوع عدد قليل نسبيا من الضحايا نتيجة الهجمات الإسرائيلية، وبذات الوقت تركيز حماس معظم قذائفها على الدائرة الأولى للتجمعات المجاورة لقطاع غزة؛ تشير إلى أن إسرائيل وحماس؛ ما زالتا تفرضان قيودا على نفسيهما، وتمنعان حاليا التدهور نحو حرب واسعة".
وأكد أن "قدرا كبيرا من الإحباط تراكم في إسرائيل بسبب عدم القدرة على وقف الحرائق التي تسببها الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة، والتي بلغ متوسطها اليومي نحو 20 حريقا خلال الأسابيع القليلة الماضية".
ونبه الخبير العسكري، أنه "رغم أن الطائرات الورقية لم تتسبب في وقوع إصابات، إلا أنها تسببت في توجيه ضربة قوية لمشاعر الأمن لدى الإسرائيليين، وفي الوقت ذاته قوضت صورة حكومة بنيامين نتنياهو كقوة تتعامل مع التهديدات".
ونوه إلى أنه "عندما حاول الجيش وقف إطلاق النار عبر شن هجمات جوية على مواقع حماس، ردت الأخيرة بإطلاق صواريخ وقذائف الهاون، وهي ظاهرة تكررت أربع مرات منذ نهاية أيار، وبذلك غيرت حماس من نهجها السابق بعد حرب 2014، وأصبحت تطلق الصواريخ بنفسها".
اقرأ أيضا: هكذا قرأ محللون دور الوساطة المصرية بين المقاومة والاحتلال
وقال: "هذه هي معادلة الردع الجديدة التي تحاول إسرائيل كسرها الآن، من خلال الهجوم الهائل أمس"، كاشفا عن أن "إصابة نائب قائد كتيبة مدرعة بجراح متوسطة، بعد رشقه بقنبلة يدوية، الجمعة، بالقرب من السياج الفاصل؛ هو الحافز الذي دفع إسرائيل للهجوم".
ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي، كان يستعد للتصعيد منذ عدة أسابيع، وهجوم أمس؛ هو جزء من جهد مستمر لتجريد حماس من الأصول العسكرية، تمهيدا لمواجهة محتملة"، لافتا أن رد المقاومة على القصف الإسرائيلي كان "منضبط؛ حيث تركز إطلاق النار (من جانب المقاومة) على مناطق تصل لعشرة كيلومترات من السياج، ولم تطلق صواريخ كبيرة وذات مدى أطول، كما انخفضت عمليات إطلاق القذائف من القطاع، عقب تحقيق وقف إطلاق النار".
وتابع: "كل هذه الخطوات تتوافق مع ما يحدث في قنوات التفاوض"، مشيرا إلى أن في "الخلفية تجري خطوة أوسع على نار هادئة، حماس تحتاج لتدفق الكثير من المال وتخفيف حرية الحركة في القطاع، وإسرائيل مستعدة من حيث المبدأ لمناقشة هذا الأمر، لكنها تشترط حل مسألة الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة".
وفي الوقت ذاته، "تتوقع حماس، الإفراج عن عشرات المحررين ضمن صفقة شاليط، والذين أعادت إسرائيل اعتقالهم بالضفة الغربية في عام 2014"، بحسب الخبير الذي أكد أن "عدم إحراز تقدم بشأن هذه المسألة عقبة رئيسية تحول دون التوصل إلى اتفاق بشأن تخفيف كبير في قطاع غزة"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: صواريخ المقاومة بغزة تفضح "مفخرة الصناعة الإسرائيلية"
وقدر هرئيل، أن "مفاوضات التوصل لتسوية أوسع نطاقا عالقة؛ وحماس تواجه ما يكفي من الضغط نتيجة الوضع في قطاع غزة، ولذلك تواصل إطلاق الطائرات الورقية والصواريخ"، معتبرا أنه رغم تشابه الوضع الحالي مع الظروف التي سبقت حرب 2014، إلا أننا "لم نصل بعد لعتبة العملية التالية".
وفي حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، رجح أن يقدم الجيش الإسرائيلي "عرض جوهري لقدراته يشمل؛ هجوم مركز، معظمه من الجو، على أمل أن يثبت لحماس ثمن الخسارة إذا لم يتم تنفيذ الاتفاق"، وفق قوله.
ضباط الاحتلال: نتعرض لاستنزاف بغزة والمطلوب قرارات حاسمة
تقديرات إسرائيلية ترجح مواجهة قريبة مع حماس لهذه الأسباب
تقديرات إسرائيلية: وقوع مواجهة واسعة بغزة بات مسألة وقت