قال أمير أورن، الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري إن "المصالحة التاريخية بين إثيوبيا وأريتريا لم تفاجئ الأوساط الأمنية والسياسية في تل أبيب، في ظل العلاقات التاريخية الطويلة التي ربطتها بالدولتين الواقعتين في شرق أفريقيا".
وأضاف في تحقيق مطول، مزود بالوثائق والإفادات
التاريخية، وترجمته "عربي21" أن "اتفاق السلام الذي جمع بين زعيمي
الدولتين آفي أحمد وآسياس آفورقي في أسمرة، لم يقل في تأثيره وقوته على لقاء
مناحيم بيغن مع أنور السادات، أو إسحاق رابين مع ياسر عرفات، بل إنه كان أكثر أهمية
لإسرائيل من لقاء القمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب".
وأشار إلى أن "اتفاق السلام بين أريتريا الدولة
الصغيرة ذات الخمسة ملايين نسمة، مع إثيوبيا الكبيرة التي تزيد بعشرة أضعاف من
مساحتها، وعشرين ضعفا من سكانها الذين يزيدون على مائة مليون نسمة، تضمن وقف
الأعمال العدائية بعد عشرات السنين من المعارك والعمليات الدامية المتبادلة".
وأوضح أن "الإسرائيليين يعرفون إثيوبيا من
الزاوية اليهودية، ويعرفون أريتريا من جهة مهاجري العمل وطالبي اللجوء، فيما قدمت
إسرائيل مساعدات كبيرة لإثيوبيا في سنوات وعقود ماضية خلال حربها مع أريتريا،
واعتبرت هذه المساعدات نموذجا للتحالف الإسرائيلي الكبير مع جهات غير عربية وغير
إسلامية في المنطقة".
اقرأ أيضا: فورين بوليسي: هل يحتاج ترامب لصفقة كبرى بالقرن الأفريقي؟
وينقل الكاتب "عينات من وثائق وأبحاث وأرشيف
وزارتي الخارجية الإسرائيلية والأمريكية التي تضيف تفاصيل جديدة ومؤثرة حول حجم
المباحثات التي شهدها مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية والبيت الأبيض بواشنطن وأدت في
نهايتها لنشوء مباحثات استراتيجية بين الدولتين، بموجبها ساعدت تل أبيب أديس أبابا
في قمع الثوار الأريتريين الذين رفضوا ضم إثيوبيا لبلادهم".
وأكد أورن أن "التقييم الإسرائيلي لعلاقة
أريتريا بالنسبة لإثيوبيا، هو كما لبنان بالنسبة لسوريا، وقطاع غزة بالنسبة للضفة
الغربية، فهي تبدو ملحقة لها، وفي مرحلة لاحقة من ضم أريتريا، باتت إثيوبيا مطلة
على البحر الأحمر، بما يشمله ذلك من باب المندب جنوبا وجزيرة تيران شمالا، ما يعني
أنه أصبح لديها علاقات وثيقة مع إسرائيل".
ونوه الكاتب إلى أنه "في حين أن الأغلبية
الأريترية الرافضة للضم الإثيوبي كانوا من المسلمين، وحظوا بدعم من بعض الدول
العربية، فإن نظرية حلفاء المحيط لدافيد بن غوريون القائمة على توثيق التعاون مع إثيوبيا وتركيا وإيران، ووصلت للأكراد وأوغندا، دفعت إسرائيل إلى أن توثق صلاتها مع
أديس أبابا منذ زمن الإمبراطور هيلا سيلاسي".
أورن يكشف النقاب أن من "أشرف على هذه
الاتصالات الإسرائيلية-الإثيوبية هو أوري لوبراني سفير إسرائيل الأسبق في أوغندا
وإثيوبيا وإيران، بجانب عدد كبير من المسؤولين السياسيين وضباط الجيش الإسرائيلي
والموساد ووزارة الخارجية والدفاع، بعضها من خلال اتصالات علنية، ومعظمها بصورة
سرية".
وأوضح أنه "بموجب هذه الاتصالات فقد تعهدت
إسرائيل بتوفير الحماية الأمنية للإمبراطور، وتدريب جيشه، وإمداده بالمعلومات
الأمنية والاستخبارية اللازمة، حيث أجرت تل أبيب اتصالات مع أديس أبابا عقب حرب الأيام
الستة عام 1967 لإقامة قاعدة عسكرية في باب المندب بالتعاون مع إيران، لكبح جماح
النفوذ السوفييتي المتزايد آنذاك في المنطقة، وإحباط التهديد المصري عقب فقدانها
سيناء وشرم الشيخ".
التقرير الإسرائيلي المطول يكشف النقاب عن
"لقاء جمع وفدين كبيرين من إثيوبيا وإسرائيل ذكر فيه رحبعام زئيفي، أحد
الوجوه اليمينية الإسرائيلية، الذي قتلته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في 2002،
أن الشرق الأوسط وشرق أفريقيا مناطق واحدة، وليس فيها أغلبية عربية، ما يتطلب
تكثيف التعاون بين أديس أبابا وتل أبيب لإتاحة حرية الملاحة وتجهيز البنى التحتية
لذلك، والتعاون الأمني والعسكري".
قناة إسرائيلية: وفد عسكري إماراتي زار إسرائيل.. لماذا الآن؟
صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل "خطة لتخفيف أزمة غزة"
خبير إسرائيلي يهاجم أردوغان ويقول إنه "يدمر إرث أتاتورك"