قال كاتب إسرائيلي، الاثنين، إن "التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا والأردن لحل الأزمة في سوريا حوّل إسرائيل إلى شريكة غير مباشرة، لكنها مهمة في المحادثات مع النظام في دمشق".
وأوضح الكاتب تسفي برئيل، في مقال له في صحيفة
"هآرتس" الإسرائيلية، أن "إنقاذ مئات نشطاء منظمة الخوذ البيضاء في
جنوب سوريا حدث تقريبا في اللحظة الأخيرة؛ من أجل تجنب مذبحة كان سينفذها جنود
الأسد، الذين احتلوا أجزاء كبيرة من منطقة الجنوب"، مرجحا أن "يواصلوا
تقدمهم من أجل التمركز على طول خط الفصل في هضبة الجولان في الأيام القريبة القادمة".
وأشار برئيل إلى أن "إسرائيل والأردن والولايات
المتحدة ودول أخرى شاركت في هذه العملية، وكذلك مليشيات فرسان الجولان السورية
المدعومة من إسرائيل"، مبينا أنهم "أجروا في الأيام الأخيرة الترتيبات
الأمنية قبل عملية الإنقاذ".
وذكر أن "أحد المخاوف التي سبقت العملية هو أن
تواجد مئات اللاجئين من قرى هضبة الجولان قرب الحدود سيشوش عملية الإنقاذ"،
مستدركا بقوله: "لكن توقيع اتفاق الإخلاء بين سوريا وروسيا ومليشيات المتمردين
ومغادرة المتمردين للمنطقة أدى إلى العودة السريعة للمهجرين إلى بيوتهم، يومي
الخميس والجمعة".
وتابع قائلا: "في يوم السبت، لم يبق أي لاجئ قرب
الحدود"، مؤكدا أن الخوف على حياة أعضاء "الخوذ البيضاء" مبرر لعدة
أسباب، منها أن هذه المنظمة التي بدأت عملها في 2012 على أيدي مجموعات متطوعين من
المناطق التي سيطر عليها المتمردون، تحولت في 2014 إلى منظمة دفاع مدني معروفة،
والتي شملت أكثر من 3 آلاف متطوع من بينهم عشرات النساء".
اقرأ أيضا: النظام السوري يهاجم عملية إجلاء الخوذ البيضاء.. هكذا وصفها
ولفتت إلى أنهم "حصلوا على تمويل يقدر بـ30
مليون دولار سنويا من الولايات المتحدة ودول الخليج ومنظمات المساعدة
الدولية"، مشيرا إلى أنه "حسب المعطيات التي نشرتها المنظمة، نجحت في
إنقاذ أكثر من 80- 90 ألف شخص؛ من خلال تعريض حياة أعضائها للخطر".
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن "إنقاذ أعضاء
الخوذ البيضاء بالتعاون مع إسرائيل، الذي تضمن التزام دول غربية باستضافتهم وحتى
منحهم الجنسية بعد خروجهم القريب من الأردن، هو بادرة حسن نية مهمة جدا، لكنها غير
كافة".
ونوه برئيل إلى أنه "بحسب مصادر سورية، فإن
أعضاء المليشيات المسلحة المدعومة من تل أبيب عارضوا في البداية تدخل إسرائيل، لكن
عندما أعطتهم إسرائيل رواتب ومواد طبية وغذاء وماء، فإن هؤلاء الأشخاص بدؤوا بتأييدها، وعددهم غير قليل".
وأكد أن "الاتفاق الجديد لنشر القوات السورية
في هضبة الجولان يسمح لهذه المليشيات بالعمل في المنطقة منزوعة السلاح، شريطة ألّا
يتصادموا مع القوات السورية"، مشددا على أن "تدخل إسرائيل في الحرب
السورية عميق وواسع أكبر مما يعدّ مساعدات إنسانية".
واستكمل قائلا: "التنسيق العسكري بين إسرائيل
وروسيا والأردن بصورة مباشرة أو غير مباشرة في النقاشات على خطة روسيا لحل الأزمة
السورية، وقدرتها على التأثير على خطوات تكتيكية في منطقة هضبة الجولان، تحولها
إلى شريكة غير مباشرة في المحادثات، لكنها مهمة مع النظام السوري".
ورأى أن "الأسد يستطيع من الآن الاعتماد على
أنه لا يوجد أي خطر على وجوده من ناحية إسرائيل".
بعد سيطرة الأسد على الجنوب.. إسرائيل تريد عودة "الدوليين"
موقع إسرائيلي: مواجهة محتملة بين إسرائيل وسوريا.. متى؟
الإعلام الإسرائيلي: إيران تعد لاغتيالات انتقامية في الخارج