قتل 31 شخصا على الأقل، وجرح 35 آخرون، في هجوم انتحاري قرب مركز اقتراع في مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان، اليوم الاربعاء، بحسب ما أعلن مسؤولون، في وقت يدلي ملايين الناخبين بأصواتهم في انتخابات تشريعية.
وأفادت مصادر طبية لتلفزيون "جيو" الباكستاني، أن من بين القتلى 5 من رجال الشرطة وطفلان.
وأعلنت حسابات منسوبة لتنظيم الدولة، مسؤولية التنظيم عن الهجوم.
وقال المسؤول المحلي في كويتا، هاشم غيلزاي، إن المهاجم "كان يحاول دخول مركز الاقتراع، وعندما حاولت الشرطة منعه فجر نفسه". وأكد مسؤول محلي ثان وقوع الهجوم والحصيلة.
وفي سياق آخر، أصيب مرشح للانتخابات البرلمانية، وسائقه بجروح، صباح اليوم، جراء هجوم بقنبلة يدوية على مكتبه الانتخابي، في مدينة لطيف آباد جنوبي البلاد.
وانطلقت صباح اليوم الأربعاء عملية الاقتراع في باكستان، لانتخاب أعضاء المجلس الوطني (البرلمان الاتحادي) ومجالس الأقاليم (البرلمانات الإقليمية).
وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (03.00 ت.غ)، ويستمر حتى السادسة مساء (13.00 ت.غ)، من خلال 85 ألف صندوق انتخابي في عموم باكستان.
وبحسب لجنة الانتخابات الباكستانية، يحق لـ105 ملايين و960 ألف ناخب المشاركة في الانتخابات العامة.
ويتنافس نحو 12 ألفا و27 مرشحا، لحجز 849 مقعدا في كل من المجلس الفيدرالي، ومجالس الأقاليم، 272 مقعدا منها في المجلس الوطني الباكستاني (NA)، و577 مقعدا في مجالس الأقاليم.
من ناحية أخرى، يختار نواب البرلمان أعضاء مجلس الشيوخ، البالغ عددهم 104 أعضاء، لمدة ولاية قدرها 6 أعوام.
ويتولى المجلس الوطني مهمة التشريع بالبلاد، في حين يفوز بمنصب رئيس الوزراء رئيس الحزب الأكثر نيلا للأصوات، إلا أنه يحتاج لنيل الدعم من 172 عضوا في المجلس الوطني لتشكيل الحكومة.
اقرأ أيضا : تحالف حزبي "سني شيعي" لخوض الانتخابات بباكستان
ويضم المجلس الوطني 342 مقعدا، حيث يختار الشعب 272 عضوا منهم بشكل مباشر، في حين يخصص 60 مقعدا -من أصل 70- للنساء، والمقاعد العشرة الأخرى مخصصة لممثلي الأقليات الدينية، حيث تختار لجنة الانتخابات هؤلاء النواب من الأحزاب التي تتجاوز حاجز الـ5 بالمئة.
وتبلغ مدة ولاية الحكومة التي ستنبثق عن المجلس الوطني 5 أعوام، إذ يعد حزب الرابطة الإسلامية الوحيد الذي أكمل مدة ولايته بعد فوزه في انتخابات عام 2013.
ويتم تمثيل إقليم البنجاب، أكثر أقاليم البلاد اكتظاظا بالسكان، بـ148 نائبا في المجلس الوطني، بينما يمتلك إقليم بلوشستان 14 مقعدا، وإقليم السند 61 مقعدا، وإقليم خيبر بختونخوا 35 مقعدا، في حين يمثل 14 نائبا المنطقة القبلية.
وبهذا يلعب إقليم البنجاب، الذي يضم نحو 60 بالمئة من سكان البلاد، دورا كبيرا في حسم الانتخابات وتحديد الحكومة المقبلة.
كما تمتلك الأقاليم الأربعة في البلاد مجالس إدارية خاصة بها، حيث تتضمن أيضا مقاعد للنساء، ولممثلي الأقليات الدينية.
ويبلغ إجمالي تعداد مقاعد مجالس الأقاليم الأربعة، وهي البنجاب، والسند، وبلوشستان، وخيبر بختونخوا، 728 مقعدا، حيث يساهم الشعب في اختيار 577 ممثلا فيها بشكل مباشر.
ويعد عدد مقاعد مجلس إقليم البنجاب هو الأكبر بـ297 مقعدا، يليه مجلس إقليم السند بـ130، ثم خيبر بختونخوا بـ 99، وأخيرا مجلس إقليم بلوشستان بـ51 مقعدا.
وخلال أيار/ مايو الماضي، جرى إلحاق منطقة القبائل إلى مجلس إقليم خيبر بختونخوا، حيث ستمتلك المنطقة في المجلس 24 مقعدا، إلا أن الممثلين في هذه المقاعد سيبدؤون مهامهم عقب الانتخابات المحلية المقبلة العام القادم.
تشكيل الحكومة
يعد رئيس الحزب الأكثر حصدا للأصوات هو المخوّل بتشكيل الحكومة الجديدة، إلا أنه يجب عليه نيل ثقة الأغلبية في المجلس.
وتبرز 3 أحزاب وتحالف واحد في الانتخابات التشريعية، التي سيشارك فيها حوالي 100 حزب وتحالف، يأتي في مقدمتها حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي تمكن من تشكيل الحكومة في الانتخابات الماضية، لكن المحكمة الدستورية عزلت رئيس الوزراء (نواز شريف) فيما بعد.
وتمكن حزب الرابطة الإسلامية من تشكيل الحكومة 3 مرات، منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه تم عزله عن الحكم نتيجة انقلاب عسكري بالمرة الأولى، وإثر الضغوط السياسية في المرة الثانية.
وبالرغم من سجن رئيس الوزراء حاليا، لكن يعد هذا الحزب هو الوحيد الذي أكمل فترة حكومته الممتدة لـ 5 أعوام لآخرها، نتيجة فوزه بانتخابات 2013.
اقرأ أيضا: تحالف حزبي "سني شيعي" لخوض الانتخابات بباكستان
وعقب عزل نواز شريف بتهمة "الفساد" ودخوله السجن، تولى شقيقه شهباز شريف رئاسة الحزب، ورئاسة حكومة إقليم البنجاب.
وتعد حركة العدالة الباكستانية ثاني أكبر مرشح لتشكيل الحكومة، حسب استطلاعات الرأي، وأسسه ويترأسه كابتن فريق الكريكت السابق الحائز على بطولة العالم، عمران خان.
ويعدّ "خان" من أشد معارضي حزب الرابطة الإسلامية ونواز شريف، كما يلفت الأنظار بتصريحاته المناهضة للفساد.
وحسب الاستطلاعات، يعدّ حزب الشعب الباكستاني برئاسة بيلافال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء الراحلة نتيجة عملية اغتيال، بنيظير بوتو، ونجل رئيس البلاد السابق آصف علي زرداري، ثالث أكبر حزب في الانتخابات، حيث من المرتقب أن يلعب دورا مصيريا في تشكيل الحكومة، في حال أفضت الصناديق إلى حكومة ائتلافية.
وبالرغم من عدم امتلاكه الحظوظ الكافية لتشكيل الحكومة، يدخل "مجلس العمل المتحد" الانتخابات وسط تحالف مع 5 أحزاب، فضلا عن بعض المجموعات الدينية الكبرى بالبلاد.
ارتفاع حصيلة التفجير الانتحاري في باكستان إلى 149 قتيلا
باكستان تعلن الحداد يومين بعد هجمات دامية أوقعت 128 قتيلا
مكافحة الفساد بباكستان تعتقل نواز شريف إثر عودته للبلاد