نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للصحافي لاخلان ماركاي، يقول فيه إن شركة غامضة قدمت تبرعا كبيرا لمجموعة مناصرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا العام، يديرها رجلا أعمال مولودان في الاتحاد السوفييتي، تم تكريم أحدهما في لقاء للمولين في منتجع مارالاغو في آذار/ مارس.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن شركة "غلوبال أنيرجي بروديوسرز المحدودة" تبرعت بمبلغ 325 ألف دولار لمجموعة "أمريكا فيرست آكشن" في شهر أيار/ مايو، بحسب الأوراق المقدمة لمفوضية الانتخابات الفيدرالية، ما جعل الشركة من أعلى 20 متبرعا لـ"أمريكا فيرست آكشن"، بالإضافة إلى الأسماء الجمهورية الكبيرة والأعمال المرتبطة بها، مثل الممول السابق للحزب الجمهوري ستيف ويين وشركة الفحم العملاقة "ماري أنيرجي".
ويستدرك ماركاي بأنه "على غير ما هو حال المتبرعين الآخرين، فإن شركة (غلوبال أنيرجي بروديوسرز) غير معروفة تقريبا، ودفعت تبرعا سياسيا آخر لتاريخ اليوم 50 ألف دولار تبرعا لمجموعة تؤيد الممثل الجمهوري رون دي سانتيس في حملته الانتخابية لرئاسة ولاية فلوريدا، وليست هناك وثائق تظهر من هم القائمون على الشركة التي تم إنشاؤها في ديلوير، وهي ولاية تمنح الشركات التي تؤسس فيها سرية شبه كاملة".
ويقول الموقع إن ما يمكن جمعه من معلومات حول موظفي الشركة يأتي من حقيقة أن مديرين تنفيذيين قاما بتقديم تبرعات شخصية لمرشحين فيدراليين آخرين، مشيرا إلى أن كلا المديرين رجل أعمال شرق أوروبي، أحدهما له مصالح مالية واسعة في الخارج، والآخر يعاني من تاريخ قانوني مضطرب.
ويشير التقرير إلى أنه بعد شهر من تبرع الشركة لـ"أمريكا فيرست آكشن"، كتب إيغور فرومان شيكات من 4 خانات لحملتي النائبين بيتر سيشنز وجو ويلسون، وكلا الحملتين سجلتا في الملفات المقدمة لمفوضية الانتخابات الفيدرالية فرومان على أنه مدير شركة "غلوبال أنيرجي بروديوسرز"، بالإضافة إلى أن سيشنز حصل على تبرع من أحد سكان فلوريدا، اسمه ليف بارناس، الذي أدرج نفسه على أنه مدير تنفيذي في شركة "غلوبال أنيرجي بروديوسرز"، لافتا إلى أن موقع "ديلي بيست" لم يحصل على رد من فرومان أو من بارناس حول هذا الموضوع.
ويلفت الكاتب إلى أن فرومان ولد في روسيا البيضاء، وعاش في أوكرانيا قبل أن يهاجر إلى ميامي، ولا يزال يحتفظ بعمليات تجارية كبيرة في أوكرانيا، عن طريق شركة "أف دي إمبورت أند إكسبورت كوربوريشين"، مشيرا إلى أن فروع الشركة تشارك في قطاع الإنتاج والألبان والقهوة وقطاع الكماليات الفاخرة.
ويقول الموقع إن "سبب اهتمام فرومان وبارناس بالسياسة الأمريكية أمر غير واضح، كما لا يمكن معرفة بالضبط وبالتأكيد من هم المستثمرون في الشركة، وما هي طبيعة عمل الشركة، أو مصادر دخلها، وبإمكان الشركة تقديم تبرعات مجهولة المصدر لمنظمات مثل (أمريكا فيرست آكشن) بسبب قرار المحكمة العليا عام 2010 في قضية (ستزنز يونياتد) ضد مفوضية الانتخابات الفيدرالية، وهو القرار الذي حذر أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين بأنه سيفتح الطريق أمام التبرعات السياسية غير الشرعية، من غير المواطنين الأمريكيين مثلا".
وينقل التقرير عن المديرة التنفيذية لمركز السياسة المستجيبة شيلا كرامهولز، قولها للجنة في مجلس الشيوخ الشهر الماضي: "إن الشركات المحدودة أصبحت وسائل جذابة لنقل الأموال، من خلال شركات هيكلية ومجموعات أخرى تنفق على الانتخابات الأمريكية دون الكشف عن مصدر تلك الأموال.. وهذا يترك المجال مفتوحا أمام المصالح الأجنبية لأن يتم تحويل الأموال السياسية سرا باستخدام الشركات المحدودة وغيرها من المؤسسات (التي لا تكشف عن مصادر التمويل)".
ويجد ماركاي أن ما هو أكثر وضوحا أن فرومان راهن على ترامب ومؤيديه في الكونغرس، مشيرا إلى أنه حضر اجتماع ممولي ترامب في منتجع مارالاغو في آذار/ مارس، حيث له صورة مع الرئيس، ووصف ذلك الاجتماع لموقع أخبار روسي اسمه "فورام ديلي"، قائلا إنه دعي بعد أن تبرع لحملة ترامب عام 2016، وليس لدى مفوضية الانتخابات الفيدرالية.
وينوه الموقع إلى أن نشاط فرومان كان خلال هذه الدورة أكبر، حيث تبرع شخصيا بمبلغ 100 ألف دولار لحماية لجنة التمويل الجمهورية المشتركة، وحسابي تمويل آخرين تستفيد منهما حملة ترامب وحملة حاكم فلوريدا ريك سكوت لمجلس الشيوخ.
وبحسب التقرير، فإن الأوراق المقدمة لمفوضية الانتخابات الفيدرالية تظهر اسم فرومان مكتوبا بشكلين مختلفين (Fruman) و(Furman)، لكن كلها تستخدم أحد عنوانين له، شقة في ميامي يملكها، وعنوان آخر في وودمير في نيويورك يملكه ستيفين فرومان، الذي يبدو أنه أخ لأيغور فرومان، مشيرا إلى أن العنوان في وودمير أدرج بصفته عنوانا بديلا لفرومان، وبصفته عنوانا للشركة في تقارير تبرعاتها لدي سانتيس.
ويقول الكاتب إن "القوائم المقدمة لمفوضية الانتخابات الفيدرالية تورد عنوانا مختلفا للشركة، وهو عنوان لرجل مولود في روسيا أيضا، هو فيكتور إمبر، وليس من الواضح إن كانت هناك علاقة بين إمبر وفرومان أو بارناس، لكن الأخير استخدم العنوان ذاته في تسجيله لتبرعه لسيشنز لدى المفوضية".
ويشير الموقع إلى أن بارناس، المولود في روسيا، دعم، مثل فرومان، ترامب في حملته عام 2016، وتبرع بمبلغ 2700 دولار للحملة، و50 ألف دولار للجنة المشتركة لتمويل ترامب، و33400 دولار للجنة القومية للحزب الجمهوري.
ويكشف التقرير عن أن بارناس يدير شركة اسمها "فرود غارانتي"، التي تدعى أيضا "غلوبال أسيتس"، وتقول إنها تعمل في نيويورك وفلوريدا ونورث كارولاينا وكاليفورنيا وروسيا والهند والمملكة المتحدة، وتقدم الشركة تحليلا للمخاطرة، وتبحث في المنتوجات لمنع وقوع الاحتيال المالي، بحسب موقع الشركة.
ويورد ماركاي نقلا عن موقع الشركة، قوله إن بارناس نفسه كان ضحية الاحتيال، وأقام الشركة بناء على عمله الطويل في مجال المال؛ "بصفته محترفا ماليا مرخصا على مدى أكثر من 20 عاما، ويفتخر بارناس بحقيقة أنه بقي في تلك المهنة تلك الفترة كلها، دون أي شكوى ضد ترخيصه أو عمله".
ويعلق الكاتب قائلا إن في ذلك مبالغة واضحة، فبالرغم من أنه لم يرخص لبارناس شخصيا العمل في قطاع المال، إلا أنه عمل مع ثلاث شركات تم سحب تراخيصها بعد مغادرته.
ويبين التقرير أن قاضيا فيدراليا أمر بارناس في عام 2015 برد مبلغ يزيد على نصف مليون لصديق له أدانه إياه للاستثمار في مشروع فيلم قبل ذلك بأربع سنوات، وبحسب قضية مقدمة للمحكمة مؤخرا لم يدفع بارناس المبلغ للمستثمر، الذي يسعى بدوره للحصول على ماله من خلال محكمة في فلوريدا، بالإضافة إلى أن هناك قضية ضد بارناس من مالك البيت الذي يسكن فيه هو وعائلته، حيث لم يدفع 11 ألف دولار مقابل الإيجار.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالقول إنه بالرغم من هذه الديون، فإن بارناس يبدو أنه متورط في مشروع مالي يضخ مبالغ ضخمة في الحملات السياسية.
إندبندنت: بوتين المستفيد الوحيد من قمة هلسنكي ..كيف؟
"إندبندنت" تنقل كلاما مثيرا لخبراء حول رأي الكرملين بترامب
ديلي بيست: هل يسلم ترامب سوريا لبوتين؟