يحاول الإيرانيون
إصلاح البيت الداخلي في مواجهة الضغوط الغربية بشأن الملف النووي الإيراني،
وانسحاب الولايات المتحدة منه، وفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وتهديدها بوقف تصدير
نفط إيران عبر إقناع الدول بعدم شرائه.
ورغم صعوبة المفاوضات
مع الغرب والشركات الأجنبية التي بدأ بعضها بالانسحاب من السوق الإيراني، فإن ترتيب البيت الداخلي يبدو أكثر سهولة في محاولة تخفيف الأعباء على المواطن الإيراني،
المتضرر الأول من العقوبات الغربية.
وإلى جانب بعض
القرارات الاقتصادية والسياسية المتعلقة بالداخل الإيراني، وقفت القيادة العليا
للبلاد، ممثلة في مرشد الجمهورية، علي خامنئي، إلى جانب الرئيس الإيراني، حسن
روحاني وفريقه الاقتصادي في محاولة لتهدئة الشارع.
وقال خامنئي، إن
بلاده قادرة على تخطي المشاكل الاقتصادية بجهود ومساع دؤوبة من جميع المسؤولين
والتعاون والمواكبة من أبناء الشعب.
وأضاف في تصريحات
نقلتها وكالة "فارس" الإيرانية أن "الفريق الاقتصادي للحكومة هو
المتولي والمحور الأساس للعمل والتحرك في البلاد"، داعيا "جميع الأجهزة
للتنسيق مع هذا الفريق".
اقرأ أيضا: خامنئي يشيد بمواقف روحاني "القوية" ويدعو لدعم حكومته
ووصف خامنئي مواقف روحاني
خلال زيارته الأخيرة لدول أوروبية بأنها "كانت قوية"، مشددا على ضرورة
"إظهار الاقتدار أمام الأجانب خاصة الأمريكيين، وأن هذا الأمر يجب أن يتم في
الوقت المناسب وبصراحة وحزم".
رئيس المركز العربي
للدراسات الإيرانية، محمد صالح صدقيان، قال في حديث لـ"عربي21" إن ما
تروج له الولايات المتحدة الأمريكية من عقوبات في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل،
غير منطقي وغير ممكن.
وتابع صدقيان بأن لا
أحد يمكنه تعويض النفط الإيراني ولا حتى المملكة العربية السعودية، لخلق توازن في
سوق النفط.
ولفت إلى أن الضغوطات
الأمريكية تستهدف بالمقام الأول المواطن الإيراني العادي، من أجل الضغوط على النظام الإيراني ليقدم
تنازلات للإدارة الأمريكية على طاولة المفاوضات.
وأشار إلى مؤشرات على
تفاوض قريب محتمل، خاصة بعد عرض ترامب إجراء مفاوضات مع الإيرانيين.
وحول البيت الداخلي
الإيراني، والإجراءات الأخيرة، لم ينف صدقيان أن الإصلاحات الأخيرة تأتي للتخفيف
من الضغوط النفسية التي تمارس على المواطن الإيراني.
لكنه استدرك بأن
بعضها، مثل رفع الإقامة الجبرية عن بعض الشخصيات المحسوبة على الإصلاحيين، كان أحد
وعود الرئيس روحاني في حملته الانتخابية.
وأكد أن هنالك دعوات
من كل الأطراف الإيرانية، رغم خلافات البعض، على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية.
اقرأ أيضا: إيران ترفع الإقامة الجبرية عن الإصلاحيين موسوي وكروبي
على الجانب الاقتصادي،
وافق مجلس الوزراء الإيراني، الأربعاء الماضي، على تعيين عبد الناصر همتي رئيسا
جديدا للبنك المركزي الإيراني، خلفا لولي الله سيف.
وقال روحاني، خلال
اجتماع مجلس الوزراء اليوم، وفقا لوكالة مهر "الإيرانية"، إن همتي يحمل
شهادات جامعية، وصاحب خبرة في مجال البنوك والتأمين، ويتمتع بروح النشاط والعمل.
واعتبر روحاني أن
إصلاح النظام البنكي والسياسات المالية، وتحسين العلاقات المصرفية الدولية، وتطوير
نظم التأمين المالي الثنائي، وحماية ودائع العملة الأجنبية، من أولويات محافظ
للبنك المركزي الإيراني.
وذكرت وسائل إعلام
رسمية إيرانية، السبت الماضي، أن إيران تعتزم تقديم حوافز تتعلق بالأسعار والضرائب
لمستثمري القطاع الخاص لتولي مشروعات الدولة المعطلة والمساعدة في دعم الاقتصاد مع
مواجهة البلاد لعقوبات أمريكية وانسحاب الكثير من الشركات الأجنبية.
الخبير والمحلل
الاقتصادي، أحمد مصبح، أشار لـ"عربي21" إلى أن الإصلاحات الأخيرة في إيران
لا تكفي لمواجهة العقوبات الاقتصادية، وأن الحصار الاقتصادي والعزلة الدولية لا
تكفي معه إصلاحات على المستوى الداخلي.
ورغم موافقته على أن
فكرة العقوبات المطروحة على إيران بهدف وقف التعامل معها نفطيا غير واقعي، وأنه لا
بديل متوفرا لتعويض حصة إيران من النفط، فإن أسواق مستوردة موجودة لا تستطيع
أمريكا إقناعها بعدم الشراء من إيران.
وعن انعكاس الواقع
الاقتصادي على البيت الداخلي الإيراني، ومحاولة الإصلاح للتخفيف من الغضب الشعبي،
قال مصبح إن الشارع الإيراني سوف يحمل القيادة المسؤولية بسبب السياسات الخارجية
للبلاد التي تنعكس عليه بطبيعة الحال.
ولفت إلى أنه إذا
استمر الوضع الاقتصادي بهذا الحال ربما يخرج الإيرانيون إلى الشارع من جديد.
سياسيا، وافق المجلس
الأعلى للأمن القومي في إيران، الأحد، على رفع الإقامة الجبرية المفروضة على
مسؤولي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، منذ سبع سنوات لقيادتهما حركة احتجاج
في العام 2009، بحسب ما قال أحد الأقرباء لإعلام محلي.
وصرح حسين كروبي نجل
المسؤول الإصلاحي بالقول: "لقد سمعت أن المجلس الأعلى للأمن القومي صادق على
القرار برفع الإقامة الجبرية"، بحسب ما أورد موقع "كلمة" القريب من
الأسرة.
"الناتو العربي" ضد إيران.. فكرة أمريكية للمناورة أم التنفيذ؟
هل تستطيع أمريكا إقناع تركيا بالتخلي عن إيران؟
تظاهرات العراق.. غضب شعبي أم تصفية حسابات سياسية؟