سلطت كاتبة إسرائيلية الضوء على ما قالت إنها "مباحثات جارية بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية لإنجاز التهدئة في غزة" في ظل ما اعتبرته مخاوف لدى اليمين الإسرائيلي في حال أبرمت التهدئة.
وفي مقال لها بصحيفة "يديعوت أحرونوت" -ترجمته "عربي21- قالت ليئات شيلزينغر إن "حديث اليمين الإسرائيلي يزداد عن ما يعتبرونه كارثة "الانفصال عن غزة الذي حصل في مثل هذه الأيام من عام 2005".
وأضافت أن "ما قام به شارون من انسحاب كامل من قطاع غزة شكل مصلحة حيوية لأمن إسرائيل، مع أن التصعيد الحاصل في قطاع غزة، يوفر للسياسيين اليمينيين في إسرائيل مادة دعائية دسمة للصراخ، والتحذير من تبعات الكارثة التي وقعت عليهم قبل ثلاثة عشر عاما".
وتتابع: "هم لا يحاولون إقناعنا ببطلان خطة الانسحاب من غزة، ولا يدعون للعودة لمستوطنات غوش قطيف هناك، بل يعملون على منعنا من الانسحاب من مستوطنات أخرى في المستقبل ضمن أي حل سياسي مع الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وأشارت شيلزينغر، وهي رئيسة حركة "مولد" (المركز الإسرائيلي لتجديد الديمقراطية)، إلى أن "الساسة الإسرائيليين من اليمين الحاكم دأبوا في الآونة الأخيرة على إطلاق أوصاف قاسية على خطة الانسحاب في ظل إحياء ذكراها الثالثة عشرة هذه الأيام، فقد وصفها وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس بأنها عملية حمقاء، ويرى أوفير أكونيس وزير العلوم أنها أدت لإحلال كارثة أمنية لملايين الإسرائيليين، وقال نفتالي بينيت وزير التعليم إنها تسببت لنا بضرر أخلاقي وسذاجة عملية على أرض الواقع، واعتبرتها وزيرة الرياضة ميري ريغف عملية خطيرة، مع أنها كانت جزءا منها، حين عملت آنذاك ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي".
وأوضحت أنه "رغم غياب معارضة جديرة بالرد على هذه الادعاءات، فإنه يمكن القول عمليا إن الانسحاب من غزة بعيد كل البعد من أن يكون كارثة أمنية، لأنها لم تنتج العمليات المسلحة في غزة، بل إن الانسحاب من غزة أثبت النظرية التي دأب اليسار الإسرائيلي على ترديدها منذ سنوات طويلة وهي أن إخلاء المستوطنات أمر حيوي لأمن إسرائيل، مع أن التنفيذ الميداني للخطة التي حظيت آنذاك بدعم وزير المالية بنيامين نتنياهو في حينه لم تكن كاملة وسليمة".
وقالت إن "القرار الإسرائيلي في حينه جاء بالانسحاب من طرف واحد دون التشاور مع الفلسطينيين، بدلا من أن يكون مقدمة للانطلاق نحو عملية سياسية واسعة معهم، ولذلك عملت على تقوية الأطراف الراديكالية في المنطقة وعلى رأسها حماس، لكن الخلاصة النهائية من يقررها هم رجال الأمن وضباطه الذين يؤكدون أن الانفصال عن الفلسطينيين في القطاع كان أمرا ضروريا لحفظ أمن إسرائيل، وليس العكس".
وأوضحت أن "المستوطنات تعتبر عبئا على إسرائيل من مختلف النواحي، لأنها تتطلب تواجدا عسكريا إسرائيليا مكثفا ودائما على مدار الساعة، وتؤدي لنشوء احتكاك مع الفلسطينيين والمستوطنين، فقد أقام في القطاع عشية الانسحاب ثمانية آلاف مستوطن مقابل 1.7 مليون فلسطيني، فضلا عن الصدام الدائم بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي".
واعتبرت أن "موجات التصعيد الأخيرة لم تبدأ فقط بعد الانسحاب من عزة، وكانت ستقع حتى بدون إخلاء المستوطنات، ما سيجعل العمليات العسكرية للجيش في القطاع أكثر تعقيدا، وأكثر خطورة على المستوطنين أنفسهم في القطاع".
وأكدت أن "أنصار اليمين يتناسون الحقبة التي سبقت الانسحاب حين تساقطت قذائف الهاون وصواريخ القسام وظهر تهديد الأنفاق، كلها نشأت قبل الانسحاب من غزة بسنوات، وفي العام 2001 أطلقت باتجاه إسرائيل العشرات والمئات من قذائف الهاون والصواريخ، وفي 2004 اعتبر الجيش الإسرائيلي تهديد الأنفاق أحد التحديات الأمنية الصعبة التي تواجه إسرائيل".
وتحدثت الكاتبة عن أنه "لا يمكن نسيان جولات العنف التي كان يشهدها القطاع بين حين وآخر قبل الانسحاب منه، فعمليات القتل لم تتوقف للجنود، وقوافل المستوطنين داخل طرق القطاع كانت تصاحبها المواكب العسكرية خشية استهدافها، ومشاهد الجنود وهم يبحثون عن جثامين زملائهم وأشلائهم في الرمال، والعبوات الناسفة والأنفاق المتفجرة وعمليات إطلاق النار".
وختمت بالقول إنه "في الخمس السنوات التي سبقت الانسحاب قتل ما لا يقل عن 162 إسرائيليا في القطاع بين جندي ومستوطن، ومن أجل المقارنة فإنه في السنوات العشر التي أعقبت الانسحاب، وهي فترة طويلة، ورغم الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة فقد قتل 140 إسرائيليا فقط".
ضبابية "الكابينيت".. التوصل لتهدئة بغزة ضعيف والجيش مستعد
الصحافة الإسرائيلية عن اجتماعات غزة: مفاوضات على حبل رفيع
كاتب إسرائيلي: الحرب مع حماس أقرب من أي حل سياسي