قال إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت إن "توترا نشب بين صربيا وإسرائيل على خلفية بيع الأخيرة
لكرواتيا عددا من طائراتها القتالية المتقدمة من طراز إف-16، ومشاركة هذه الطائرات
الإسرائيلية في العرض العسكري الذي نظمه الجيش الكرواتي إحياء لذكرى انتصاره على
صربيا، الذي تخلله طرد مئات آلاف الصرب".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن
هذه "المشاركة الإسرائيلية دفعت زغرب لإرسال برقية احتجاج لتل أبيب،
باعتبارها خطوة مستفزة، لأنها شاركت في مذبحة كرواتية ضد الصرب، فيما ردت إسرائيل
عليها بالقول إنها تعتبر صربيا صديقة حقيقية".
وأوضح أن "ثلاث طائرات إسرائيلية شاركت في
العرض العسكري الكرواتي، ما تسبب بنشوب حادث دبلوماسي بين إسرائيل وصربيا، لأنها
تزامنت مع مرور 23 عاما على انتصار الجيش الكرواتي في العملية العسكرية التي وقعت
عام عام 1995، وأسفرت عن مقتل الآلاف وطرد 250 ألف صربي، وقد أرسلت صربيا رسالة
احتجاج رفضت فيها المشاركة الإسرائيلية في هذه الفعالية الكرواتية، وانتقدت ما
وصفته بانعدام الإحساس لدى إسرائيل".
السفير الصربي في تل أبيب مالوتين ستانزوفيتش
أرسل إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية برقية عبر فيها عن حالة الإحباط التي يعيشها
بسبب مشاركة الطيارين الإسرائيليين في الاحتفال الكرواتي، لأنها لا تعتبر رسالة
صداقة إلى صربيا، ولا تعبر عن العلاقات الودية بين البلدين.
وأضاف السفير أن "صربيا أصيبت بخيبة أمل
شديدة من مشاركة الطيارين الإسرائيليين والطائرات القتالية الإسرائيلية في هذه
الفعالية، لأن ما حصل بحقنا من الجيش الكرواتي أشبه بمذبحة، تخللتها عملية
الطرد الكبرى التي ألمت بسكان صربيا منذ الحرب العالمية الثانية، وفي الوقت الذي
تحيي فيه كرواتيا أيام الانتصار، فإننا في صربيا نحيي أيام العزاء، نحن حزينون على
عملية الطرد التي نفذتها كرواتيا ضد مواطنينا، وكان لا يجب على إسرائيل أن تشارك
في مثل هذه الفعالية".
واتهم رئيس صربيا ألكسندر فيتيشيتش كرواتيا
بتنفيذ عمليات طرد وترحيل منظمة ضد المواطنين الصرب من كرواتيا بسبب قوميتهم، وقال
إن "ما حصل للمواطنين الصرب من كرواتيا يشبه ما حصل لليهود في الحرب العالمية
الثانية من قبل الجيش النازي، فأهداف الجانبين متشابهة، هتلر أراد عالما من غير
يهود، وكرواتيا أرادت رؤية كرواتيا بدون الصرب".
وأوضحت الصحيفة أن الطائرات الإسرائيلية
المذكورة وصلت إلى كرواتيا الخميس الماضي مع الدفعة الأولى من الطائرات المتقدمة من
طراز إف-16، التي تم بيعها لها ضمن صفقة تقدر بـ750 مليون دولار، وقد نشرت وزارة
الدفاع في زغرب صورا للطيارين الإسرائيليين والكرواتيين بجانب بعضهم البعض.
وشارك الطيارون الإسرائيليون مع طائرات ميغ
إس21 الكرواتية فوق مدينة كينين الواقعة بين مدينتي زغرب وسفليت التي يقام فيها
الاحتفال العسكري السنوي لإحياء انتصارهم على الصرب، بمشاركة القيادة الكرواتية،
وممثلين رفيعي المستوى من إسرائيل والولايات المتحدة، بينهم الجنرال ميشال بن باروخ
رئيس قسم الصناعات العسكرية في وزارة الحرب الإسرائيلية.
وزارة الحرب الإسرائيلية عقبت على الحادث
بالقول إنه في "إطار التعاون الثنائي المشترك بين سلاحي الجو الإسرائيلي
والكرواتي، فقد شاركت ثلاث طائرات من طراز إف-16 من نوع باراك في هذه الفعالية،
كجزء من التنسيق المشترك بين الدولتين، الذي يشمل تبادل المعلومات والتدريبات والتأهيل
المتبادل للقوات المسلحة، كما أن إسرائيل وصربيا لديهما علاقات صداقة قوية، وترى
فيها إسرائيل، كما كرواتيا، صديقة مقربة".
كاتب إسرائيلي: صراع "أردني سعودي تركي" في القدس
هآرتس: إذا نجحت "صفقة القرن الإيرانية" ستبتسم دمشق
قلق إسرائيلي من تطوير حماس طائرة مسيرة صغيرة حارقة