انتقد تقرير لصحيفة
"الأخبار"
اللبنانية، سياسات رئيس الوزراء اللبناني سعد
الحريري،
المقرب من
السعودية، في ما يخص سياسة النأي بالنفس، متهمة إياه بتأييد المواقف
السعودية رغم نأيها بالنفس عن تأييد دول وقفت إلى جانب لبنان مثل فنزويلا.
وقالت الصحيفة إن
البلد اللاتيني الذي وقف إلى جانب لبنان، والشعب اللبناني، لم يجد تضامنا لبنانيا
مع محاولة اغتيال الرئيس نيكولاس مادورو، غير أن الحريري كسر قاعدة النأي بالنفس
عندما دخلت السعودية في صراع دبلوماسي مع
كندا.
وفي التقرير الذي
كتبته "ليا القزي"، قالت الصحيفة إن الحريري، "الذي لم يُمانع
تدخّل فرنسا والولايات المتحدة لدى الرياض للإفراج عنه غداة اعتقاله في 4 تشرين
الثاني الماضي"، دعا إلى احترام السعودية في قضائها وقوانينها ضدّ كندا التي
اعترضت على الإجراءات المُتخذة بحق ناشطي حقوق الإنسان في الرياض.
وأشارت القزي إلى أن
"اللاموقف بحالة فنزويلا، والموقف بحالة السعودية، هما مثالان على الازدواجية
التي تُعاني منها الدولة اللبنانية في ما خصّ مفهوم النأي بالنفس، الذي كان من
المفترض أن يكون أداة لضبط المواقف المحلية، وإذا به يتحوّل أداة ضغط دولية على
لبنان".
وتابعت الصحيفة: "لا أحد يعلم لماذا فوّض الحريري إلى نفسه
التدخّل في صراع دبلوماسي دولي بين بلدين يستقبلان العديد من اللبنانيين لديهما.
عندما يدعو الحريري وفريق 14 آذار اللبنانيين من السياسيين والإعلاميين والمدونين
إلى عدم التعاطف مع الشعب اليمني بحجة أن ذلك يهدّد مصير آلاف العائلات اللبنانية
العاملة في الخليج، وفي السعودية على وجه الخصوص، تراهم يظهرون خبرات مفاجئة في
الاقتصاد فيحذرون من انعكاس ذلك على التحويلات الواردة من اللبنانيين هناك".
وأضافت: "لبنان
نفسه، يصمت أمام تدخّل المجتمع الدولي ومشاركته في الحرب على
سوريا، واستخدام
الدول الأجنبية للأجواء اللبنانية لقصف دمشق والاعتداء على سيادتها. والصالونات
اللبنانية تُفرش بالورود أمام الدبلوماسيين العرب والأجانب، لشرب فنجان قهوة
والتدخل في كلّ شاردة وواردة محلية".
وقالت الصحيفة إن
الدوائر الدبلوماسية في لبنان توصلت إلى أن "لبنان لا يُمارس النأي بالنفس إلا في ما خصّ الملف السوري، أما في
القضايا الأخرى، فهناك تماهٍ كلّي مع الرؤية السعودية، وتصف المصادر ما يحصل بأنّه
عقلية الخوف تجاه دول الخليج. أكثر الميادين التي يبرز فيها الخلل اللبناني،
اجتماعات المنظمات العربية أو الدولية، حيث يتطلب الأمر تصويتاً على قرار ما".
وتابعت: "إدارة
اللعبة تتناقض مع سياسة الرئيس ميشال عون، القائمة على أن يكون لبنان جسراً للحوار
بين الدول العربية بما له من علاقات معها، وتحفظ لبنان بعيداً عن أي محاولات لجرّه
والمنطقة إلى ساحة للصراعات"، وهذا ما جاء على لسان عون في القاهرة 2017.
وختمت الصحيفة بأن
هنالك دراسة جدية في وزارة الخارجية لمواقف لبنان الخارجية والمعايير المعتمدة لكتابة
تقرير يرفع إلى الوزير جبران باسيل يتضمن كل المخالفات بهذا الشأن.