كشفت مصادر إعلامية
كردية، أن نظام الأسد طرد وفد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD الذي زار دمشق لإجراء المفاوضات مع النظام،
وذلك عقب فشل المحادثات بين الطرفين.
ونقل موقع
"باسنيوز" الكردي عن مصدر خاص به، لم يكشفه، تأكيده أن الجهات الأمنية
في النظام السوري أصدرت مذكرات توقيف بحق الوفد المفاوض، وتدخلت روسيا وأعادتهم
إلى القامشلي على متن طائرة يوشن للشحن.
وأضاف أن النظام حاول
فرض إملاءاته وقراراته خلال المحادثات في دمشق، بينما طالب وفد PYD بالشراكة بين الإدارة الذاتية والإدارة
المحلية، مؤكداً أن النظام صمم على انضمام الإدارة الذاتية إلى الإدارة المحلية، في حين أن الأخير رفض ذلك.
وأشار إلى أن الجهات
الأمنية في النظام على إثر ذلك أصدرت مذكرات توقيف بحقهم وتدخلت روسيا وأرسلتهم
لمدينة القامشلي على متن طائرة يوشن للشحن.
وفي هذا الصدد، رأى
نائب رئيس "التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة" محمود الماضي، أنّ
حزب الاتّحاد الديمقراطي في سباق محموم مع الزمن لتسوية وضعه مع النظام، حيث شهدت
دمشق زيارات متكررة بهذا الشأن، وآخر هذه الوفود كان يوم الأحد بقيادة سيهانوك ديبو
مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي.
وقال في حديثه
لـ"
عربي21"، إن حزب PYD أدرك أنّه لم يعد هناك مجال لاستمراره بعدما أنهى المهمة التي أوكلت له وأنّ الإرادة
الإقليمية والدولية تستوجب تفكيك هذه المنظومة وعلى رأسها تركيا، لذلك فإنه تنازل عن
كلّ مشاريعه التي كان قد أعلن عنها في وقت سابق.
واعتبر الماضي أن
إصدار النظام مذكرات توقيف بحقّ وفد PYD وتدخل روسيا الذي حال دون توقيفهم ثم قيامها بإرجاعهم إلى مدينة القامشلي، يأتي بسبب تخلّي أمريكا وروسيا عنهم بالإضافة إلى استغناء النظام
عن خدماتهم بعد أن تنفس الصعداء وسيطر على معظم مناطق المعارضة.
ويعتقد الماضي أن
النظام قادر على مواجهة مليشيا PYD وانتزاع كافّة المناطق التي تحت سيطرتها، وبالتالي فإن النظام سيفرض ما يريده عليهم
بسبب الظروف الدولية والموقف الروسي المساند بعد أن تفرّد بالملف السوري.
بدوره اعتبر رئيس مجلس
السوريين الأحرار أسامة بشير، أن "
قسد لم تفهم طبيعة النظام ولن تفهم، حيث إن قسد
تعتقد بأنها تستطيع فرض ما تريد على النظام وأن النظام سيفاوضها حقا!".
ويرى في حديثه
لـ"
عربي21"، أن قسد تأخرت كثيرا في اتخاذ قرار التفاوض مع النظام، حيث
كان عليهم أن يستغلوا ضعف النظام سابقا والذي كان بحاجة إليهم آنذاك، وبالتالي فإنهم كانوا
يستطيعون وقتها الحصول على بعض ما يطلبونه الآن، إلا أن أحلامهم كانت أكبر وخاصة أنهم اعتقدوا أن الدعم الأمريكي لهم سيمنحهم فيدرالية.
وأضاف بشير أنه بعد
مضي سنوات، فقد وجدت قسد نفسها ليس إلا ورقة ولم تحقق أي شيء، لذلك ارتمت بأحضان النظام عسى أن يتفضل عليها ببعض
الامتيازات ولكنها تأخرت كثيرا، حيث إن النظام اليوم ليس كالسابق ولن يتعامل معهم
بالطريقة الدبلوماسية فهو بعد أن سكنت له الأمور في دمشق ودرعا وبعض المناطق
واستعاد أنفاسة فإنه لن يتعامل معهم إلا بالطريقة التي كان يتعامل معهم قبل الثورة.
وكان مصدر مطلع قد كشف
في وقت سابق، أن وفداً من منظومة PYD برئاسة سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة
المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، يزور دمشق للقاء مسؤولين في النظام وإجراء
مفاوضات حول الإدارة المحلية، هو الوفد الثاني الذي ترسله "قسد".