تتواصل عمليات الإغاثة بمشاركة عشرات المروحيات ومئات المراكب
في كيرالا؛ لإنقاذ آلاف من السكان الذين احتجزتهم مياه السيول والفيضانات، التي خلفت
أكثر من 320 قتيلا في هذه الولاية في جنوب الهند.
وحذرت سلطات كيرالا السكان منذ الجمعة من أن الأرصاد تتوقع
أمطارا غزيرة جديدة يوم الأحد.
وأعلن رئيس حكومة كيرالا بينارايي فيجايان، الجمعة، ارتفاع
حصيلة القتلى إلى 324 خلال عشرة أيام من الأمطار الغزيرة، التي قال إن الولاية لم تشهد
مثيلا لها منذ قرن.
لكن بحسب وسائل إعلام، عُثر السبت على 14 جثة جديدة على الأقل.
وقال مسؤولو ولاية كيرالا إنهم يتوقعون ارتفاع حصيلة القتلى بعد الإبلاغ عن انهيارات
أرضية جديدة.
وأمام ما وصفها بأنها "أزمة خطيرة جدا"، انطلقت عمليات
الإغاثة بمشاركة مئات العسكريين وأكثر من 320 زورقا؛ لمساعدة آلاف الأشخاص العالقين
بسبب ارتفاع المياه، وتم تعزيز الفرق مع نشر المزيد من المراكب ومن عناصر الجيش، وفق
ما أكد مسؤول حكومي في كيرالا لفرانس برس.
وتقوم مروحيات بإلقاء الطعام ومياه الشرب للسكان العالقين
في مناطق معزولة، وأرسلت قطارات محملة بمياه الشرب إلى كيرالا.
وقالت السلطات إن نحو 310 آلاف شخص شردتهم السيول والفيضانات
لجأوا إلى ألفي مخيم أعدت لاستقبالهم.
وفُتحت عشرات السدود والخزانات؛ لأن مستوى المياه بلغ عتبة
خطيرة، ما تسبب بفيضانات في العديد من القرى الواقعة عند المصب.
وكان الوضع في مدينة شينغانور، الواقعة على بعد حوالي 120
كيلومترا نحو شمال عاصمة كيرالا ثيروفانانثابورام، والتي انقطعت عن العالم لأربعة أيام،
ينذر بالخطر بشكل خاص.
وتم إرسال سفن تابعة للجيش وجنود إلى هذه المدينة.
وقال ساجي شريان، ممثل شينغانور في الجمعية العامة في كيرالا
لقناة "اسيانيت تي في"، إنه يخشى حصيلة تصل إلى 50 قتيلا في هذه المدينة، وانفجر
بالبكاء، مطالبا بمروحيات لإنقاذ السكان.
وزار رئيس الوزراء ناريندرا مودي مساء الجمعة كيرالا، حيث
التقى مسؤولين، وتفقد المنطقة من الجو، ثم كتب على تويتر: "اطلعت على الوضع. الحكومة
قدمت كل مساعدة ممكنة لكيرالا. هذا يتضمن مساعدة مالية ومن الحبوب والأدوية".
وخصصت مساعدة عاجلة بقيمة 75 مليون دولار للولاية.
ولادة
وحذر مكتب فيجايان مجددا سكان الولاية، البالغ عددهم 33 مليونا، الجمعة، من أن جميع الأقاليم في حالة الخطر ما عدا إقليم كاسارغود.
وتدخلت مروحية لإغاثة ساجيتا جابيل، البالغة من العمر 25 عاما، والتي وضعت مولودها مباشرة بعد نقلها إلى المستشفى إثر إنقاذها.
ووجه كثيرون نداءات استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب أجو فرغيز على فيسبوك في رسالة سرعان ما انتشرت: "عائلتي والعائلات المجاورة
تواجه صعوبات بسبب السيول في المنطقة الممتدة من بنداناد نكادا إلى ألابوزا. الهواتف
الجوالة لا تعمل. ساعدونا أرجوكم".
وأكد مسؤول محلي أن أعطال شبكة الهاتف تجعل الاتصال مع الناس
متعذرا.
وعطلت السيول والأمطار أكثر من عشرة آلاف كيلومتر من الطرق، وفق حكومة كيرالا التي أمرت بفتح بوابات 34 سدا وخزانا للمياه بلغت فيها المياه مستوى
خطرا.
وتقرر إبقاء مطار كوشي الدولي مغلقا حتى 26 آب/ أغسطس على
الأقل، علما أن كيرالا زارها أكثر من مليون سائح السنة الماضية.
وتتعرض الولاية سنويا لأمطار غزيرة في الفترة من حزيران/ يونيو
إلى أيلول/ سبتمبر، لكن الأمطار كانت قوية جدا هذه السنة.
وغمرت الأمطار ولايات هندية أخرى. وقالت وزارة الداخلية إن
868 شخصا قضوا في سبع ولايات منذ بداية الأمطار الموسمية.