أفاد ناشطون في محافظة دير الزور شمال شرق سوريا، بأن الشرطة الروسية طردت ميليشيات أفغانية مدعومة من إيران، بالإضافة إلى قوات "الدفاع الوطني" (الشبيحة) التابعة لنظام الأسد من معابر يسيطران عليها بريف المحافظة.
وأكدت مصادر محلية لـ"عربي21" انتشار الشرطة العسكرية الروسية في معابر الجنينة، والشميطية، ومراط، في ريف دير الزور الغربي، وذلك بعد نشوب اشتباكات بين ميليشيات موالية لإيران والدفاع الوطني "الشبيحة" بسبب خلافات على تقاسم واردات النفط، والمحروقات، والإتاوات المأخوذة من المدنيين.
ووفق المصادر، فإن ميليشيا لواء "فاطميون" الأفغاني نفذ قبل أيام هجومين على نقاط تمركز قوات النظام و"الدفاع الوطني" على أطراف البوكمال، وسيطر على عدة مزارع وقتل أكثر من 20 مسلحا بينهم قادة مجموعات، بينما توعدت بحل ميليشيا "الدفاع الوطني" واعتقال قادته.
اقرأ أيضا: مصدر عسكري لـ"عربي21": روسيا تحل مليشيات تقاتل مع الأسد
وتعليقا على الموضوع اعتبر الصحفي السوري في شبكة "فرات بوست"، صهيب الجابر، أن طرد الشرطة الروسية لميليشيات موالية لإيران مناورة إعلامية، حيث أن روسيا لن تستطيع إخفاء حقيقة أن قادة هذه الميليشيات باتوا رموزاً للانحطاط الأخلاقي والفساد، كما أنها لن تستطيع كبح جماح ميليشيات أخرى كفاطميون، وزينبيون، وأبوالفضل، والحرس الثوري.
وأشار الجابر إلى أن الخلافات بين هذه الميليشيات بدأت أواخر العام 2017، مباشرة بعد انسحاب تنظيم الدولة عن البوكمال، وهو ما تسبب بانسحابهم من المدينة ثلاث مرات قبل إعلان السيطرة عليها بشكل نهائي.
وأوضح أن نظام الأسد أقر تسليم هذه المناطق للميليشيات الإيرانية وأخرى مدعومة من إيران، لتبدأ هذه الميليشيات عمليات التغيير الديموغرافي في المنطقة، واللافت في الأمر أن تغيير معالم المنطقة لم يزعج ميليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لنظام الأسد، بقدر ما أزعجها عدم محاصصة الميليشيات الإيرانية إياها في واردات المعابر النهرية وآبار النفط.
ورجح الجابر أن تستمر هذه الاشتباكات في دير الزور لفترة طويلة، حتى وإن تدخلت "الشرطة العسكرية الروسية" وهي التي استخدمت كل هذه الميليشيات سابقاً لبسط سيطرتها على المحافظة، حتى وإن تدخلت للادعاء أنها تحافظ على الأمن.
اقرأ أيضا: عناصر كردية تنضم لصفوف مليشيات موالية لإيران شمال حلب
من جهته، يرى المعارض السياسي السوري، عبد الغني حمادة، أن روسيا اليوم تقوم بدور المحتل الذي لا يريد أحد أن يشاركه على المناطق التي يسيطر عليها مع النظام، لا في دير الزور، ولا في جنوب دمشق أو الساحل.
لكنه في المقابل، قال في حديثه لـ"عربي21"، إن إيران ترفض فقدان نفوذها في سوريا، وتريد البقاء للمحافظة على الإمداد البري لحزب الله وذلك من خلال دعم ميليشياتها التابعة لها لضمان استمرارية الحزب وقيامه بدور استشاري وعسكري وسياسي في سوريا على المدى البعيد.
وأكد حمادة أن إيران تريد إبقاء سوريا في حالة فوضى وعدم استقرار، حيث من مصلحتها إضعاف مؤسسات الدولة من أجل استمرار وجودها، وتحقيق مصالحها، ونشر ايديولوجيتها في شمال شرق سوريا.
الجدير بالذكر أن محافظة دير الزور وريفها يشهد بين الحين والآخر اشتباكات بين قوات الأسد والميليشيات الموالية لإيران، وذلك بسبب خلافات على المحاصصة لثروات المحافظة، وفق ناشطون.