نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الجهات التي تصدر لها إسرائيل أسلحة عسكرية، التي تتمثل أساسا في "المجموعات النازية" والمتطرفة، وأيضا الأنظمة الاستبدادية والعسكرية في الدول النامية، وفق وصفها.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل، فضلا عن كونها أحد أكبر مصدري الأسلحة، فإنها تغذي العديد من الصراعات المشتعلة، خاصة في العالم الثالث.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من وجود تعتيم إسرائيلي حول هذه المسألة، ينجح العديد من النشطاء في إزاحة الستار عن هذه القضية المسكوت عنها.
ويتحدى النشطاء الرقابة العسكرية السائدة في إسرائيل؛ للتحقيق في هذه المسألة، والكشف عن بعض الحالات الملموسة، ونشرها في الصحافة الإسرائيلية.
تسليح جماعات متطرفة
وفي هذه المرة، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن تصدير أسلحة إسرائيلية إلى جماعات يمينية متطرفة في أوكرانيا، البلد الذي يفتقر إلى الاستقرار، الذي يعد محل نزاع مستمر بين روسيا والغرب. وتسمى هذه المليشيا "كتيبة آزوف"، وتتبنى أيديولوجية نازية.
وأضافت الصحيفة أن أصول هذه المليشيا، التي توجد على رأس قائمة أفضل عملاء صناعة الأسلحة الإسرائيلية، تعود إلى ثمانينات القرن الماضي. كما كان أول عناصرها من الألتراس المتطرفين ومثيري الشغب في ملاعب كرة القدم. لكن، لم تتحول مجموعة آزوف إلى مليشيا مسلحة إلا بعد الأزمة بين أوكرانيا وروسيا.
ونقلت الصحيفة أنه على الرغم من أن تفاصيل تصدير الأسلحة الإسرائيلية غير قابلة للنشر؛ بسبب الرقابة والعقوبات التي تفرض في حال عدم الالتزام بهذه القاعدة، إلا أنه نشرت مؤخرا صور ومقاطع فيديو لعناصر آزوف يحملون أسلحة إسرائيلية الصنع.
وأكدت صحيفة "هآرتس" أنها ليست المرة الأولى التي تعمل فيها مصانع الأسلحة الإسرائيلية لصالح الجماعات التي تتبنى الأيديولوجية المتطرفة.
وبينت الصحيفة أن حكومة بنيامين نتنياهو شعرت بارتياح كبير بعد انتصار دونالد ترامب، على الرغم من أنه من الداعمين لفكرة إشراك مجموعات من النازيين الجدد واليمين البديل في الحكم، لتصبح جزءا من الإدارة الأمريكية.
في الوقت ذاته، تتعاطف الحكومة الإسرائيلية مع الجماعات اليمينية المتطرفة الأوروبية، خاصة في بولندا والمجر. كما أنها تغض الطرف عن كون قادة هذه المجموعات النازية غالبا ما يناصرون إنكار الهولوكوست ومعاداة السامية.
التناقض الإسرائيلي
وأوضحت الصحيفة أنه على مر التاريخ، تكررت حالات التناقض الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بتعاون الحكومات الإسرائيلية مع جهات معادية لها.
على سبيل المثال، خلال الدكتاتورية العسكرية الأرجنتينية، عندما قتل جيش هذه الدولة آلاف اليهود، كان هذا التناقض جليا للعلن، خاصة بعد أن تبين أن عددا كبيرا من اليهود توفوا بأسلحة إسرائيلية، على غرار المدفع الرشاش عوزي.
دعم أنظمة مستبدة
وذكرت الصحيفة أن الإعلام الأجنبي والإسرائيلي على حد السواء ربط عمليات بيع الأسلحة الإسرائيلية بأنظمة متهمة بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
وعادة ما يشرف على صفقات بيع الأسلحة الإسرائيلية عناصر في جيش الاحتياط. ويحظى الكثير من هؤلاء العناصر بثقة السلطات الإسرائيلية، ويشغلون مناصب وزارية. وعلى سبيل المثال، شغل أحد هؤلاء الوكلاء منصب رئيس الوزراء، وهو إيهود باراك.
تسليح جماعات معادية للمسلمين
وأفادت الصحيفة بأنه خلال السنة الماضية، رفضت إسرائيل وقف بيع الأسلحة إلى بورما (ميانمار)، على الرغم من اتهام النظام بارتكاب إبادة جماعية، وتطهير عرقي، فضلا عن الاغتصاب، والتعذيب، ضد مسلمي الروهينغيا.
اقرأ أيضا: إسرائيل تسلح ميانمار وسط حملة إبادة لمسلمي الروهنغيا
علاوة على ذلك، استفادت إسرائيل من المأساة التي وقعت في جنوب السودان، لبيع الأسلحة لذلك البلد الذي دخل في صراع مستمر يتسبب في عدد كبير من الوفيات، بما في ذلك المدنيين. وقد نتج عن هذا الصراع حوالي 300 ألف ضحية، إلى جانب مليوني نازح ولاجئ.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسلحة الإسرائيلية وصلت أيضا إلى أيدي الجماعات التي نفذت إبادة جماعية في رواندا خلال سنة 1994 ضد المسلمين. وخلفت هذه المذبحة حوالي مليون ضحية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن عسكريين مباشرين وآخرين سابقين في الجيش الإسرائيلي يبررون موقفهم بالإشارة إلى أن "ما تفعله إسرائيل هو تماما ما تقوم به باقي الدول".
وعلى سبيل المثال، كانت القنبلة التي تسببت في موت 40 طفلا يمنيا خلال الشهر الجاري، التي استخدمها الطيران السعودي، من صنع أمريكي.
واشنطن بوست: إلى متى ستواصل ميانمار تغطية جرائمها؟
ناشونال إنترست: هكذا عاد الروس للبقاء في الشرق الأوسط
الداخلية البريطانية تمنع كاتبة فلسطينية من المشاركة بمهرجان