كتب المعلق غاري يانغ في صحيفة "الغارديان" مقالا، عن التطورات الأخيرة في واشنطن، وإدانة كل من محامي الرئيس دونالد ترامب ومدير حملته السابقة، وانعكاسات هذا كله على قاعدة ترامب الانتخابية.
ويقول يانغ في بداية مقالته: "كان هناك وقت، ليس بالبعيد، عندما تظهر اتهامات خطيرة عن رئيس أقام علاقة مع موديل في مجلة (بلاي بوي)، بعد عام من زواجه الثالث، وبعد أشهر قليلة من إنجاب زوجته لولدهما، وبعد ذلك خانها مع ممثلة أفلام إباحية بعد شهر، فهي كفيلة بنهاية المسار السياسي".
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى محاكمة الرئيس بيل كلينتون في علاقته مع مونيكا لوينسكي، حيث ذكر السيناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا ليندسي غراهام المجلس الأعلى في الكونغرس أن "محاكمة الرئيس ليست عن العقاب، بل عن تطهير مكتب الرئيس، والمحاكمة هي عن إعادة كرامة مكتب الرئاسة".
ويستدرك يانغ بأن "الوضع الحالي ليس عاديا، فقيام مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بمداهمة مكتب محامي ترامب الخاص، وإقناعه بالتخلي عن زبونه، والاعتراف بأنه قام بدفع أموال بناء على طلب من الرئيس قبل أشهر من الانتخابات، يأخذ وقتا لتقديم الرئيس نفسه للمحاكمة، وكما قال غراهام نفسه يوم الخميس إنه (من الباكر لأوانه) القول إن كان ترامب ستتم محاكمته".
ويلفت الكاتب إلى أنه بعد ساعات من إدانة رئيس حملة ترامب السابق بول مانفورت في ثماني قضايا تتعلق بالجريمة المالية، ومحاميه مايكل كوهين، الذي اعترف بثماني قضايا أخرى، خاطب ترامب تجمعا في ويست فيرجينيا، حيث صرخ الحاضرون "اسجنها"، ( في إشارة للمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون)، و"طهر المستنقع"، في إشارة إلى جماعات اللوبي في واشنطن، وبدت الأحداث وكأنها شاشة منقسمة أو واقع منقسم.
ويفيد يانغ بأن ترامب تحدث عن المهاجرين الذين يرتكبون جرائم، والجدار مع المكسيك، وسيارات شيفروليه في بكين، وجمال الفحم الحجري، والديك الرومي الذي كانت تعده والدته، فيما لم يتحدث عن الإدانات، ولا إدانة هيئة محلفين في بداية ذلك اليوم لدانكن هانتر، ثاني سيناتور دعمه؛ لأنه اساء استخدام المال في حملته الانتخابية.
ويؤكد الكاتب أنه "كلما اقترب المحقق الخاص روبرت مولر من التحقيق في التدخل الروسي، تجاهل ترامب التحقيق ونفاه باعتباره أخبارا مزيفة وعملية ملاحقة، ونقلت مجلة (بوليتكو) عن أحد داعمي ترامب الذين كانوا في التجمع، واسمه ريك هانت، تعليقه على أحداث الثلاثاء، قائلا: (كل ما أعلمه أن الجميع يرتكبون أخطاء.. لكن إن حاولوا إزاحته من الرئاسة فستحدث ثورة)".
ويعلق يانغ قائلا إن "مصير الرئيس، وعلى خلاف ما يريده الليبراليون، لن يتم تقريره في المحكمة، فكونه كاذبا وغشاشا ومحتالا يعتمد على ما سيحدث بعد، لكن هذه الأمور ليست حاسمة، وسيقرر مصيره في المواجهة بين النظام القضائي والسياسي في لحظة يبدو فيها حرف النظر عملة مهمة ويتم تداوله دون الانتباه للتفاصيل".
ويستدرك الكاتب بأن "تهديد القضاء لترامب لا يمكن التقليل من أهميته، خاصة ان سبعة من مقربيه تمت إدانتهم، ونتيجة للتحقيق الذي يجريه مولر، ولا علاقة لأي من هذه الحالات بروسيا، ولكن معظمها قد تكون ورقة مهمة تقود إلى روسيا، خاصة أن كوهين سيكون صيدا ثمينا".
ويذكر يانغ أنه "لم يطلب من كوهين الوقوف أمام مولر للتحقيق، إلا أن محاميه سعيد لفعل هذا؛ لأنه يعلم عن وجود احتمال (مؤامرة أو تعاون لإفساد الديمقراطية الأمريكية)، وكذلك (القرصنة على الحاسوب وإن كان ترامب يعلم بالجريمة مقدما)، وقد يصبح الرجل الذي قال مرة إنه سيتلقى رصاصة من أجل ترامب واحدا من فرقة الموت التي ستطلق الرصاص عليه، حيث أصبح المقربون منه يحاولون حماية أنفسهم ويتهمون بعضهم البعض".
ويرى الكاتب أن "محاكمة الرئيس وهو في المنصب تظل شأنا سياسيا وليس قضائيا، وتحتاج إلى موافقة غالبية النواب في الكونغرس للتصويت على محاكمته، وتتبع ذلك محاكمة أمام مجلس الشيوخ، حيث يجب أن يصوت ثلثا الأعضاء على إزاحته من المنصب، وفي الوقت الحالي يسيطر الجمهوريون على المجلسين، النواب والشيوخ، وقد يفوز الديمقراطيون في مجلس النواب في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، وهناك فرصة قليلة للفوز في مجلس الشيوخ، ولن يكونوا قادرين على الإطاحة بالرئيس دون الحصول على غالبية مجلس الشيوخ، إلا في حالة انقلب الجمهوريون على ترامب، وهذا سيناريو غير محتمل".
ويقول يانغ إنه "لا يوجد رئيس حصل على موافقة من حزبه بعد 500 يوم من انتخابه مثل ترامب، وربما كان جورج دبليو بوش في الموقع ذاته بعد هجمات 11/ 9 ، وقد تقود مشكلاته القانونية لتخفيف قاعدة الدعم، وبدأ الجمهوريون بإخبار المرشحين من الحزب في المقاعد الهامشية لإبعاد أنفسهم عن ترامب، لكن هذا لن يقود في حد ذاته لانهيار قاعدة الدعم الشعبية".
ويجد الكاتب أن "فهم وضعية ترامب تقضي فهم قاعدته الانتخابية، ففي أثناء تغطيتي للانتخابات من مونسي في ولاية إنديانا أدهشني عدم وجود من عبر عن حب لترامب، بل وصفه الكثيرون بـ(النفاية) و(البلطجي) و(المدير المتعجرف)، و(على خلاف هيلاري لم يفعل شيئا إجراميا)، كما قال أحدهم".
وعاد يانغ للمنطقة بعد عام من انتخاب ترامب، ليجد أن الرئيس ليس محبوبا، وقال أحدهم: "لا يزال يفتح فمه ويتقيأ كلاما يجعلني أنكمش.. أحرج الولايات المتحدة في أكثر من مرة"، فيما قال آخر: "إنه مثل عمك السكران في حفلة".
ويبين الكاتب أن "الرئيس بالنسبة لهم يقوم بعمل جيد، حيث أشاروا إلى التنظيمات الضريبية، وتعيينات المحكمة العليا، وعافية السوق المالية وقالت امرأة: (لن يكون الرجل الذي أحب الخروج معه، ولا أحب أخلاقه وبلطجته، لكنني معجبة بمهاراته التجارية والتفاوضية)".
ويعلق يانغ قائلا: "يبدو أن الناخبين اختاروا مدير شركة وليس رئيسا، فلست مضطرا لحب مديرك طالما ظلت الشركة تربح، وكما نقلت (بي بي سي) عن كاثي دي غريزيا، التي قالت: (لا يهمني إن دفع لممثلة إباحية أو موديل في بلاي بوي، فهذا لا يؤثر على قرارات السياسة)".
ويفيد الكاتب بأن "هذا الموقف جديد، فشخصية الرئيس التي كانت من أهم المفاتيح في الرئيس، حتى لو تمت صناعتها أو خلقها، تعني أن عنصرية الرئيس ليست من صناعته، بل من صناعة من انتخبوه".
ويختم يانغ مقاله بالقول إنه "لهذا السبب، فإن المقارنة بين ترامب ونيكسون ووترغيت عادة ليست صحيحة، فلو ظهرت في السبعينيات من القرن الماضي (فوكس نيوز) لتعمل نيابة عن نيكسون، وتضخ للمشاهد مع (فيسبوك) النسخة التي تريدها من الواقع، لما كان هناك ووترغيت، وفي الأوضاع الطبيعية لم يكن لترامب أن يتولى الرئاسة، لكننا نعيش في أوقات غير طبيعية".
"صندي تايمز" تكشف رسالة مثيرة من أبي حمزة المصري لترامب
لماذا تعد تكتيكات ترامب التي ينتهجها ضد إيران بلا فائدة؟
CNN: ما هو موقف كوهين من تواطؤ ترامب مع روسيا؟