أثارت تصريحات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن مفاوضات لتسوية الأوضاع في الشمال على غرار ما حدث في الغوطة الشرقية ودرعا جدلا، خاصة بعدما كشف الوزير أنها تجرى مع من كان يسمى "المعارضة المعتدلة" سابقا.
وأوضح الوزير الروسي
أن العمل لا يجري فقط مع المعارضة المسلحة في إدلب، بل ومع شيوخ قبائل هناك من أجل
الوصول إلى حل سلمي.
وسارعت بعض الفصائل
إلى نفي حصول أي مفاوضات من أي نوع مع الجانب الروسي، إذ نفى رئيس المكتب السياسي
للواء المعتصم في الجيش السوري الحر، مصطفى سيجري، أي لقاءات أو مفاوضات بشكل
مباشر أو غير مباشر.
وتابع سيجري:
"تصريحات وزير دفاع الإحتلال شويغو عن مفاوضات يجريها مركز المصالحة في قاعدة
احميميم تأتي في سياق الحرب الإعلامية والنفسية، ولا أساس لها من الصحة، والمقاومة
خيار الجميع".
ونفت الجبهة
الوطنية للتحرير، في بيان وزعته على حسابها على تطبيق "تلغرام"، اطلعت عليه "عربي21" أي
مفاوظات مع الجانب الروسي، متهمة الوزير بشن حرب نفسية على الأهالي في المناطق
المحررة.
وقال الناطق الرسمي
باسم الجبهة، النقيب ناجي أبو حذيفة، إن الجبهة جاهزة لصد أي هجوم للنظام على إدلب
والمناطق المحررة.
وأشار البيان إلى
اعتقال عدد من الأشخاص الذين روجوا للمصالحات و"الاستسلام" مع النظام
السوري.
وتضم جبهة التحرير الوطنية أكثر من 15 فصيلا معارضا مسلحة أبزرها حركة نور الدين زنكي.
الخبير العسكري أحمد الحمادي قال لـ"عربي21" إن إعلان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إجراء محادثات مع فصائل وشيوخ قبائل في شمال سوريا من أجل الخروج بتسويات على غرار الجنوب السوري، يأتي في إطار الحرب النفسية ضد فصائل الجيش الحر.
اقرأ أيضا: المقاتلون الجدد.. أين سيزج بهم النظام السوري؟
وأشار إلى أن الأمر في الشمال مختلف تماما عن الجنوب وإن إعلان الوزير "مفبرك" مثل إعلانات سابقة كزيادة التسلح الأمريكي في المتوسط، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الأمريكية، وإعلان التجهيز لعمليات قصف كيماوي تدبرها بريطانيا في إدلب لإلصاقها بنظام الأسد، الأمر الذي نفته بريطانيا أيضا بحسب الحمادي.
وتعليقا على كلام
شويغو عن محادثات مع شيوخ القبائل، قال الحمادي إن النظام اخترع شيوخ قبائل يتبعون
له، وعلى مقاس النظام، وإن جميع من يجلس مع النظام بهذا المسمى هم من المرتبطين
بالنظام أصلا.
ولفت إلى أن فصائل
الجيش الحر تتبع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية التابعة للمعارضة، وإنها لن
تدخل في مفاوضات بقرار منفرد.
وعن موقف تركيا من
إعلان الوزير الروسي، قال الحمادي إن تركيا إن أرادات الدخول في مفاوضات من أجل
الشمال، فلن تكون من أجل إحلال تسويات، لكنها ستكون من أجل وقف التصعيد العسكري في
الشمال.
ورغم عدم إعلان انطلاق
المعارك في إدلب، إلا أن النظام قال إن وحداته العسكرية أوقعت خسائر بين من وصفهم
بـ"صفوف المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريفي إدلب وحماة".
وقالت وكالة أنباء
النظام "سانا" إن القوات ضربت المقاتلين في بلدة الخوين بريف إدلب
الجنوبي والأطراف الشرقية لبلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، وعلى الأطراف الغربية
لقرية الزكاة في ريف حماة الشمالي.
وقال المرصد السوري
لحقوق الإنسان إن النظام مستمر في خرق الهدنة في مناطق بإدلب وحماة واللاذقية
وحلب.
من جهة أخرى، قال
المتحدث السابق باسم جبهة تحرير سوريا، مازن شيخاني، إنه لا معلومات دقيقة حول
مفاوضات بين الروس والفصائل بالشمال السوري لكنه لم يستبعد ذلك تماما قياسا على ما
حصل في الغوطة ومناطق أخرى.
وتابع شيخاني بأن بعض
الفصائل كانت تنفي أي مفاوضات وكانت الأصوات تتعالى بذلك، رغم وجود مفاوضات على
الأرض أسفرت عن تسويات في هذه المناطق.
كيف تكون المعركة بإدلب؟.. تعرف مناطق انتشار الفصائل (ملف)
ماذا تضمن المقترح الروسي لتركيا حول إدلب؟
ما أسباب تراجع "قسد" عن مساندتها للنظام في معركة إدلب؟