نشرت مجلة "الأتلانتيك" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن ضرورة مناقشة الوالدين للمواضيع المتعلقة بالجنس والأفلام الإباحية مع أطفالهم، خاصة أن هذا النوع من الأفلام يفسد ذوق الطفل.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن استطلاع رأي جديدا أجراه الأستاذ المساعد من كلية الإعلام بجامعة إنديانا براينت بول، والأستاذة في كلية الصحة العامة بجامعة إنديانا ديبي هيربينك، بين أن 39 بالمائة من الأطفال في سن الرابعة عشرة يشاهدون الأفلام الإباحية، مع العلم أن ثلثهم أقروا بمشاهدة هذه الأفلام لأول مرة في سن الـ12 أو أقل. وبيّن الاستطلاع أن 81 بالمائة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما تعرضوا للمواد الإباحية عن غير قصد، إما عبر الإنترنت أو تلقيها دون طلب.
وذكرت المجلة أن الأطفال يعمدون إلى مشاهدة الأفلام الإباحية بعيدا عن أنظار الوالدين، ويتركون بمفردهم مع أجهزتهم للتعامل مع المحتوى المعروض على شبكة الإنترنت دون تلقي أي توجيهات من الوالدين. وعلى الرغم من أن هناك ارتفاعا في عدد المدارس التي تتعامل مع الحوادث التي تنطوي على إرسال محتويات جنسية، وإنتاج وتوزيع الصور الجنسية من قبل الطلاب، إلا أن العديد من المدارس الأخرى مازالت غير قادرة على معالجة هذه المسألة.
وخلال السنوات العشر الماضية، ارتفع عدد الآباء الذين أعربوا عن قلقهم إزاء مشاهدة أطفالهم للمواد الإباحية، وذلك حسب ما صرحت به مونيشا ميهرا.
و أكدت ميهرا على ضرورة "تحدث الآباء والأمهات إلى أطفالهم حول هذا الموضوع بغض النظر عن عدم ارتياحهم أو عادات المشاهدة الخاصة بهم، لأن السلامة والصحة الجنسية لأطفالهم يجب أن تكون في المقام الأول".
وأوضحت المجلة أن التعامل مع هذا الموضوع يتطلب وجود استراتيجيات فاعلة تتجاوز الحلول التقليدية، على غرار مرشحات الإنترنت أو منع الأطفال من مشاهدة المحتوى الجنسي الصريح. ولكن هذه الإجراءات لا تعزز التواصل بين الوالدين والأطفال حول مواضيع الجنس والحياة الجنسية، التي من شأنها أن تدعم الأطفال في اتخاذ القرار عند شعورهم بالارتباك حول مشاهدة المحتوى الجنسي أو المعلومات أو الخبرات المعروضة.
وبينت المجلة أن اعتماد الآباء أسلوب حوار يتناسب مع عمر أطفالهم عند مناقشة قضايا مثل الموافقة والاستقلالية الجسدية والسلامة والعلاقات الصحية من شأنه أن يكون حجر الأساس للحوار المستمر الذي ينشأ بين الطرفين حول القضايا المتعلقة بالصحة الجنسية للأطفال، بما في ذلك مشاهدة المواد الإباحية.
وأوردت المجلة رأي جاكلين فريدمان، وهي مثقفة جنس ومؤلفة كتب، حول هذه المسألة. وقد كشفت فريدمان عن التصوّر الخاطئ الذي يفيد بأن حديث الآباء مع أطفالهم حول الإباحية يعني تشجيعهم ضمنيا على البحث حول هذا الموضوع. وفي هذا الصدد، أوضحت فريدمان أن "هناك الكثير من عدم الارتياح في ثقافتنا حول الحديث عن الجنس. وهناك خوف من المس في براءة الأطفال".
وفي ظل غياب الحوار، سواء في المنزل أو في المدرسة، فقد يفتقر الأطفال إلى الأدوات المهمة لفهم الرسائل التي ترد على مسامعهم ويقوم بمشاهدتها على الشاشات بشكل متكرر. ويمكن للإباحية السائدة وهي النوع الذي يمكن العثور عليه بسهولة مع أبسط عمليات البحث على الإنترنت، تضخيم الرسائل الضارة التي يتلقاها طلاب المدارس في ما يتعلق بهذه المسألة، على غرار شكل وحجم أجسادهم.
وأكدت المجلة أن انعدام الفرص للتحدث بصراحة عن الجنس يعني أن الطفل لن يكون واعيا بالمخاطر المحتملة المنجرة عن مشاهدة المواد الإباحية. وفي إحدى الدراسات، توصل الباحثون إلى أن مشاهدة الأفلام الإباحية في عمر مبكر يزيد من احتمال ممارسة الجنس الفموي والاتصال الجنسي، وأفكار أقل تقدمية حول أدوار الجنسين.
وذكرت المجلة أن ردود الأطفال حول الإباحية تتفاوت لتشمل الارتباك والانزعاج من جهة، إلى الفضول والإثارة من جهة أخرى، وهذا يرتكز أساسا على العمر والجنس والتوجه الجنسي.
وكشفت دراسة أسترالية أن "الأطفال الأصغر سنا (الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 سنة) هم أكثر عرضة للاكتئاب أو الاضطراب بعد تعرضهم للإباحية عن غير قصد". وبين الباحثون أن "الأولاد وجدوا أن الأفلام الإباحية مسلية ومثيرة ومضحكة في حين اعتبرتها البنات صادمة أو مخيفة أو مزعجة".
وأشارت المجلة إلى أنه بالنظر إلى انتشار كل من الإباحية والجنس عبر الرسائل، فإن مجرد منع الأطفال من مشاهدة الأفلام الإباحية قد لا يكون حلا فعّالا. وفي الحقيقة، إن الأطفال مستعدون لمناقشة هذا النوع من المواضيع أكثر من الآباء والمدرسين.