نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن "الرؤية الإصلاحية" لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وقالت: "يبدو أن البرنامج الإصلاحي لولي العهد السعودي أصبح مهددا بالفشل نتيجة سياسته الاستبدادية. ولئن يبدو ابن سلمان شخصا حداثيا، إلا أنه لا يتسامح مع أي حراك اجتماعي".
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أنه خلال الأسبوع الماضي، تفاجأ الرأي العام السعودي بخبرين صادمين، حيث يتعلق الخبر الأول بإلغاء خطة وضع أسهم عملاق النفط "أرامكو" في البورصة العالمية. أما الخبر الثاني فيتعلق بحكم الإعدام الصادر في حق الناشطة الحقوقية، إسراء الغمغام، التي أقدمت على نشر مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت تصور مظاهرات القطيف.
وأكدت أن حادثتي أرامكو والغمغام تدلان على أن برنامج "رؤية 2030" لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مهدد بالفشل خاصة أن شركة أرامكو، التي تعتبر الممول الرئيسي لبرنامج ابن سلمان الإصلاحي، تعيش أزمة. علاوة على ذلك، كشف حكم الإعدام الصادر في حق الناشطة الحقوقية الشابة الغمغام أن ابن سلمان لا يسعى من خلال برنامجه الإصلاحي الاجتماعي سوى إلى تلميع صورته أمام الغرب.
اقرأ أيضا: فايننشال تايمز: آن للسعودية أن تتخلى عن فانتازيا "رؤية 2030"
وأشارت إلى أنه منذ ثلاثة أشهر، أقدم ولي العهد السعودي على اعتقال عدد من الناشطات الحقوقيات اللاتي لطالما ناضلن من أجل إحداث إصلاح اجتماعي في المملكة. وفي الوقت الراهن، تتعرض هؤلاء النسوة لحملات تشويه، حيث تتعامل معهن وسائل الإعلام كمجرمات مهددات بعقوبات سجنية طويلة.
وأوضحت الصحيفة أن النيابة العمومية السعودية وجهت للغمغام تهما تتعلق بنشر شعارات تحرض على الحكومة ودعم المتظاهرين معنويا. وبدلا من أن تسهر الحكومة السعودية على حل المشاكل الاجتماعية، التي يعاني منها شرق السعودية، فقد بادر القضاء السعودي بمعاقبة المحتجين. وعوضا عن التخلص من قانون وصاية الرجال على النساء، فقد أقدمت السلطات السعودية على محاكمة الناشطات الحقوقيات.
وأفادت بأن ابن سلمان ينتهج سياسة داخلية وخارجية عنيفة، حيث شوهت حملات المقاطعة الغريبة ضد كل من السويد وقطر وكندا بجانب الحرب اليمنية صورة المملكة في الخارج. ونتيجة لذلك، تراجع الاستثمار الأجنبي في المملكة وغادر العديد من المستثمرين الأجانب البلاد نتيجة تراجع ثقتهم في السلطات السعودية.
وأوردت أن سوق الشغل السعودي انهار وارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير نظرا لأن أغلب الشبان السعوديين يعتقدون بأن الشغل حكر على الأجانب وأن نعمة النفط تلبي احتياجاتهم دون أن يبذلوا أي جهد. ومن الواضح أن الشباب السعودي يفتقر لمبادئ العمل والانضباط، وهو ما يجعل المملكة غير قادرة على الارتقاء إلى مصاف الدول القوية على المستويين الاقتصادي والتكنولوجي.
اقرأ أيضا: مركز كارنيغي يرسم صورة متشائمة لـ"رؤية 2030" السعودية
وأضافت الصحيفة أن أغلب السعوديين يعملون في القطاع العام، فيما يبقى القطاع الخاص من نصيب المهاجرين الباكستانيين والهنود. وفي حال تم طرد اليد العاملة الأجنبية، فستبقى الوظائف في القطاع الخاص شاغرة. وفي الوقت الراهن، تم خلق حوالي 500 ألف موطن شغل في القطاع العام تماما مثلما حدث خلال الطفرة النفطية في السبعينيات.
وذكرت أنه في الوقت الذي تسعى فيه المملكة العربية السعودية إلى بناء اقتصاد حيوي، فإنه يبدو الأمر غير قابل للتحقق في الوقت الراهن خاصة أن السلطات السعودية ما فتئت تلجم كل الأصوات الناقدة وتلقي القبض على المفكرين والناشطين الحقوقيين، ولعل الأمر المثير للقلق هو أن البرنامج الإصلاحي الملكي معطل، بينما تواصل السلطات السعودية حملة اعتقالاتها ضد الحقوقيين. وبهذه الطريقة، لن يجرؤ أحد على الإبداء عن رأيه خاصة أن انتقاد الحكومة يمكن أن يقود إلى كرسي الإعدام.
وبينت الصحيفة أن ابن سلمان لن يفكر في نشر الثقافة الاجتماعية في بلاده أو في تبني مبدأ حرية التعبير. وعوض الاستفادة من أفكار النقاد في بلورة برنامجه الإصلاحي، يلقي ولي العهد السعودي بكل صوت معارض في غياهب السجون. وعموما، يقود ابن سلمان المملكة العربية السعودية إلى الهاوية بسبب تفرده بالرأي وسياسته الاستبدادية.
"بلومبيرغ" لابن سلمان: لتكن مشاريعك على قدر حجمك
فايننشال تايمز: كيف كان إلغاء خطة "أرامكو" ضربة لابن سلمان؟
ميدل إيست آي: هذه دلالات تأخير خطط "أرامكو" السعودية