نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها روث إغلاش، تقول فيه إن مدير غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أكد أن وكالته ترفض النقد الأمريكي بأن المنظمة عززت مشكلة اللاجئين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بيير كرنبول عبر عن ثقته في قدرة الوكالة الدولية على تأمين المبلغ الذي امتنعت الولايات المتحدة عن دفعه، وذلك بعد قرارها يوم الجمعة التوقف عن دفع المساهمة السنوية، وهي 200 مليون دولار، مؤكدا أن المنظمة التي يترأسها لا تطيل أمد اللجوء من خلال زيادة عدد اللاجئين.
وتلفت إغلاش إلى أن الولايات المتحدة ظلت الداعم الرئيسي للمنظمة الدولية منذ إنشائها عام 1949، التي قدمت في البداية الدعم لـ750 ألف لاجئ فلسطيني شردوا بعد نشوء دولة إسرائيل عام 1948.
وتذكر الصحيفة أن المنظمة الدولية، التي وصلت ميزانيتها اليوم إلى 1.2 مليار دولار، تقدم الدعم للبرامج التعليمية والصحية والاحتياجات الأساسية لـ5.3 مليون لاجئ فلسطيني، وهم أحفاد وأبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في داخل فلسطين والدول العربية، مشيرة إلى أن بيان وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أعلنت فيه وقف الدعم للأونروا، انتقد "توسع المجتمع الذي يحق له الاستفادة" من برامج الوكالة.
ويورد التقرير نقلا عن كرنبول، قوله من مكتبه في العاصمة الأردنية: "علينا وضع الأمور في نصابها الصحيح، من الخطأ وصف تلك الأمور بهذه الطريقة"، وأضاف أن "الشيء الوحيد الذي يطيل أمد وضع اللاجئين، وبينهم اللاجئون الفلسطينيون، هو الفشل الدولي الذريع في إيجاد حل عادل ونزيه وشامل للنزاع".
وتنقل الكاتبة عن كرنبول، قوله إن "الأونروا" لا تختلف عن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي "تتعامل مع اللاجئين وأبنائهم واحفادهم"، وأضاف أن توقف الولايات المتحدة عن المساهمة سيترك ميزانية "الأونروا" تعاني من نقص يقدر بـ446 مليون دولار.
وتورد الصحيفة نقلا عن كرنبول، قوله إنه تم سد العجز في الميزانية، وإن بشكل جزئي، من خلال الاتحاد الأوروبي والهند وقطر واليابان والسعودية والإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أن الوكالة الأممية ستنجو من التحرك الأمريكي على الأقل في الوقت الحالي، وأضاف: "لا يزال الوضع حرجا، وآمل بأننا سنغطي الدين البالغ 200 مليون دولار".
وقال كرنبول للصحيفة إن "الأونروا" منفتحة على الانتقادات، لكن عندما أعلنت الإدارة الأمريكية عن نيتها وقف الدعم عن "الأونروا" في كانون الثاني/ يناير، فإن هذا "عزز من موقفي بضرورة بقائها"، وأضاف: "هذا ما قادني إلى الاعتقاد بأن هذا القرار تم اتخاذه لأسباب سياسية، وكجزء من التوتر بين الولايات المتحدة والسلطة الوطنية، ولا يمكن (الأونروا) فعل شيء بشأنه".
وينوه التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحضر للكشف عن خطته الخاصة للتسوية، لكن فريقه حاول التواصل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والسلطة الوطنية، لافتا إلى أن الفلسطينيين يرون أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها كشف عن محاباة الإدارة الأمريكية لإسرائيل.
وتنقل إغلاش عن الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قوله: "هذا هو فن التفاوض؟ فقد وضعني أسلوبه التفاوضي في موقع ليس لدي فيه ما أخسره، فلماذا أتفاوض معه؟"، وأضاف: "إنهم أعفوا انفسهم من أي دور في العملية السلمية، ودمروا أي احتمال للسلام".
وتقول الصحيفة إنه بحسب تقرير في صحيفة "هآرتس"، فإن فريق ترامب، الذي يضم صهر ومستشار ترامب، جارد كوشنر، وضع أمام عباس خطة سلام من شأنها أن إنشاء كونفدرالية فلسطينية أردنية، وقال عباس في لقاء مع نواب إسرائيليين: "سئلت إن كنت أدعم الفيدرالية مع الأردن.. أجبت نعم أريد فيدرالية مع الأردن وإسرائيل، وسألت الإسرائيليين إن كانوا سيوافقون على هذا العرض"، وأضاف عباس أن إدارة ترامب "تريد تخريب (الأونروا) بشكل كامل".
وبحسب التقرير، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحب بقرار ترامب، وهو ما يتعارض مع موقف المؤسسة الأمنية، التي تخشى من إضعاف المؤسسة الأممية، ما سيؤثر على استقرار المنطقة.
وتشير الكاتبة إلى أن نتنياهو تحدث في افتتاح مدرسة، يوم الأحد، عن نجاح إسرائيل في استيعاب اليهود من أنحاء العالم كله، وقارن هذه التجربة باستيعاب اللاجئين الفلسطينيين، فقال: "أقاموا مؤسسة منذ سبعين عاما، ليس لاستيعاب اللاجئين، بل لجعل وضعيتهم دائمة".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول نتنياهو: "فعلت الولايات المتحدة أمرا جيدا عندما توقفت عن دعم مؤسسة تطيل من أمد اللجوء، التي تعرف باسم (الأونروا)، وبدأت في النهاية بحل المشكلة"، وأضاف أن الأموال يجب أن تستخدم في إعادة تأهيل اللاجئين، الذين يظل عددهم أقل مما تقدمه "الأونروا".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
صحيفة أمريكية: إدارة ترامب تلغي كامل تمويلها للأونروا قريبا
فورين بوليسي: ما هي تداعيات وقف تمويل واشنطن للأونروا؟
واشنطن بوست: هل تقطع واشنطن الدعم عن الأونروا؟