أعلن اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، أن قوات "عملية الكرامة" ستتحرك لتحرير العاصمة الليبية طرابلس في الوقت المناسب، وفق خطة مرسومة، بحسب وسائل إعلام محلية.
وقال حفتر، خلال لقائه ممثلي القبائل الليبية، أمس الخميس، وفقا لـ"بوابة الوسط": "هذه الأزمة في طرابلس لا بد أن تنتهي في أقرب وقت، ولا يمكن أن نصمت أمام الوضع الحالي وتحرير طرابلس وفق خطة عسكرية مرسومة خيار لا مناص منه".
وزعم حفتر أن 85 بالمئة من أهالي طرابلس تؤيد قوات "عملية الكرامة" التي يقودها، مشيرا إلى أن قواته لا تتحرك إلا بحسابات دقيقة، ودخولها طرابلس مجازفة محسوبة، وليست انقلابا عسكريا على السلطة.
وأوضح قائد "عملية الكرامة" أنه يدعم إجراء الانتخابات في ليبيا، وسيعترف بنتيجتها، شرط أن تكون نزيهة، قائلا: "أنا أول من يريد الانتخابات، ولكن لو ثبت أن الانتخابات لم تكن نزيهة، فإن الجيش سوف يقوم بعمل يجهضها".
اقرأ أيضا: عين "حفتر" تتجه إلى طرابلس.. هل سيستغل الاشتباكات؟
وأكد حفتر أن كل الاتفاقات السياسية مع الأطراف الليبية لا فائدة منها، مجددا تعهده بالالتزام باتفاق باريس، الذي تم توقيعه في العاصمة الفرنسية، في التاسع والعشرين من شهر أيار/ مايو الماضي بين الأطراف السياسية الليبية، وتضمن من بين أشياء أخرى إجراء انتخابات في شهر كانون أول/ ديسمبر القادم.
وهاجم حفتر الدعم الإيطالي لما وصفهم بـ"قادة المليشيات في طرابلس"، قائلا: "هناك من يسبح بحمد إيطاليا، وهي ترى في نفسها عدوا بالنسبة لنا".
وفي تصريحات له الأسبوع الماضي، قال آمر القوات الخاصة بقوات "حفتر"، العميد ونيس بوخمادة، إن "قواته جاهزة، وبانتظار أوامر القائد العام (يقصد حفتر)، للتدخل في طرابلس من البر والبحر والجو، وأنهم مستعدون لتقديم المزيد من الشهداء في طرابلس"، بحسب تصريحاته.
وأظهرت الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية مؤخرا، وقبلها المعارك التي اندلعت في الحقول النفطية، حالة التنافس بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، واللواء الليبي خليفة حفتر، على قيادة البلاد، وسط دعم دولي لكل طرف، ما يشكك في جدية المجتمع الدولي في حلحلة الأزمة.
اقرأ أيضا: السراج وحفتر بليبيا.. صراع محموم بين السياسي والعسكري؟
وجاءت تأكيدات الدول الكبرى في بيانها الأخير حول الاشتباكات، حول التشديد على شرعية ودعم حكومة الوفاق والقوات التابعة لها، بمنزلة رسالة قوية لحفتر الذي يحظى أيضا بدعم فرنسي مباشر وغير مباشر.
وأعلنت البعثة الأممية في ليبيا، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في طرابلس، خلال اجتماع بمدينة الزاوية (50 كلم غربي طرابلس)، يقضي بإنهاء الأعمال القتالية وإعادة فتح مطار معيتيقة الدولي.
ومن أبرز هذه المجموعات المسلحة المتنافسة على نفوذ ونقاط تمركز في طرابلس "اللواء السابع"، وهو فصيل مسلح من مدينة ترهونة (88 كلم جنوب شرقي العاصمة)، وكتيبة "ثوار طرابلس" التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق.
ومن ناحيته، أكد رئيس الوزراء الليبي الأسبق، مصطفى أبو شاقور، أن كثيرا من الدول الإقليمية وبعض الدول الغربية (لم يسمها) لعبت دورا أساسيا في عدم استقرار ليبيا، ودفعت بمزيد من المال والسلاح لتستمر البلاد في حالة الاقتتال الداخلي، مضيفا أن "الليبيين الذين أصبحوا يمثلون هذه الاتجاهات وهذه الدول هم الذين يعرقلون أي حل سياسي".
وقال "أبو شاقور"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري شريف منصور في برنامج "كل الأبعاد" المُذاع على "تلفزيون وطن"، إن "مجلس النواب الليبي مُختطف، ويُمنع من أن ينعقد، كما أنه لعب دورا أساسيا في عرقلة الاتفاق السياسي، ويرفض بعض أعضائه الانخراط في أي اتفاق سياسي، وهو ما يحول دون حل الأزمة في البلاد".
وحول أسباب استمرار القتال في مدينة طرابلس بشكل متكرر منذ اندلاع الثورة الليبية، أضاف أنه "دائما بعد الثورات وفي دولة لم يكن بها مؤسسات قادرة على الاستمرار بعد سقوط النظام تبرز هذه الظواهر، والسبب وراء القتال المستمر كل هذه السنوات يكمن في عدم وجود مؤسسة أمنية تابعة للدولة، ما أدى إلى انتشار الفصائل المسلحة".
وأوضح "أبو شاقور" أن "رئيس الحكومة الانتقالية فايز السراج والمجلس الرئاسي لم يستطيعوا السيطرة على الأوضاع داخل طرابلس، بل إن السيطرة الحقيقية الآن أصبحت في يد الكتائب والمليشيات المسلحة، ولذلك لجأ السراج وحكومته للاحتماء بهم"، على حد قوله.
وحول إمكانية إيجاد إطار سياسي ملائم لإنهاء الأزمة القائمة:" الإشكالية هي كيف يكون هذا الإطار السياسي الذي يملك شرعية؟ ومن أين يكتسب هذه الشرعية؟ فلا يزال الاتفاق السياسي هو المُعترف به دوليا، وهو من يستطيع أن ينبثق من خلاله أي تغيير"، مؤكدا أن "أزمة ليبيا لن تُحل إلا عندما يقدم الليبيون أنفسهم مصلحة بلادهم على أي مصالح أخرى".
هدوء حذر يسود طرابلس بعد هدنة وقف إطلاق النار
البعثة الأممية في ليبيا تدعو أطراف القتال لاجتماع الثلاثاء
السراج: لن نسمح بوجود مليشيات مسلحة في ليبيا