اختتم في إسطنبول، مساء الجمعة، اجتماع بين وفود من تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، تحضيرا لقمة تجمع زعماء الرباعي، لبحث الأزمة السورية، ولكن لم يتفق المشاركون بعد على موعد لعقد القمة في إسطنبول.
واستمر الاجتماع نحو ثلاث ساعات فقط، تناول الملف السوري، لا سيما التطورات بشأن منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، إضافة إلى مكافحة الإرهاب، وملفات إقليمية أخرى.
وضمت الوفود فرق فنية من أجل الترتيب للقمة الرباعية، التي دعا أردوغان، في تموز/ يوليو الماضي، إلى عقدها في أيلول/ سبتمبر الجاري.
ولم يرشح عن الاجتماع تحديد تاريخ لعقد القمة.
والخميس، قال قالن، في مؤتمر صحفي: "نتوقع من جميع الأطراف، في الأيام القادمة، مواقف تسهم في التوصل إلى حل سياسي، وتزيل العقبات أمام تسوية في إدلب".
وتابع بأن أردوغان، وجّه، الأسبوع الماضي، مناشدات إلى موسكو وطهران والرأي العام العالمي، خلال قمة ثلاثية، استضافتها الأخيرة، بشأن سوريا، مفادها أن "أي هجوم على إدلب لن ينتهي بمأساة إنسانية فحسب، بل سيترتب عليه نتائج سياسية ودبلوماسية خطيرة للغاية".
وشدّد قالن، على أن الجهود التركية وحدها لن تكفي لوقف الهجوم على إدلب.
وتابع: "على الرأي العام العالمي، أن يتحمل مسؤولياته، فأي هجوم على إدلب قبل كل شيء سيقوض المسارات السياسية المستمرة، ويمهد الطريق لأزمة ثقة خطيرة، ويدفع مئات الآلاف إلى النزوح نحو تركيا".
بدورها، أعلنت برلين، في وقت سابق، أن أولويتها تتمثل في منع أي هجمات، بما فيها الكيميائية، ومنع حدوث مأساة إنسانية جديدة؛ مشددة على أن روسيا هي اللاعب الأهم في هذا السياق.
فيما شددت باريس على أن أي عملية عسكرية في إدلب من شأنها وضع أوروبا أمام أزمة إنسانية كبيرة، وأن الحل الوحيد يتمثل بالالتزام بالعملية السياسية ووقف إطلاق النار.
وإزاء ذلك، فإن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال في تصريح على هامش زيارة إلى ألمانيا، اليوم الجمعة، إن بلاده ستعمل على فتح معابر إنسانية في إدلب، بالتزامن مع "التشجيع على وقف إطلاق النار المناطقي"، مؤكدًا حرص موسكو تجنيب المدنيين أية أضرار.
يذكر أن ترقبًا مشوبًا بالقلق يعم المنطقة والمجتمع الدولي، مع تواتر أنباء بتحضيرات يجريها النظام السوري وداعموه، بمن فيهم روسيا، لمهاجمة إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، مئات الآلاف منهم نازحون.
ورغم إعلان المحافظة السورية ومحيطها "منطقة خفض توتر"، في مايو/أيار 2017، بموجب اتفاق أستانة بين الأطراف الضامنة (موسكو وأنقرة وطهران)، إلا أن النظام السوري والقوات الروسية يواصلان قصفها من حين لآخر، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
ونقلت وكالة الأناضول عن مراسلها، أن "المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالن ترأس الوفد التركي، في حين ترأس الوفد الألماني يان هيكر مستشار الأمن القومي للمستشارة أنغيلا ميركل، والوفد الفرنسي ترأسه فيلبي اتينه كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس إيمانويل ماكرون، والروسي ترأسه يوري أوساكاوف كبير مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين".
اقرأ أيضا: أردوغان يلتقي بوتين مجددا الاثنين المقبل لبحث ملف إدلب
روسيا تعلق على تجهيزات معركة إدلب.. نستعد بعناية وسرية
تركيا: الأسد وروسيا لن يجازفا بإدلب مع وجود قواتنا هناك
تشاووش أوغلو: الهجوم على إدلب سيدمر العملية السياسية