لا تزال تداعيات حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سوريا قبل يومين، تحتل مساحات واسعة من قراءات الصحف الإسرائيلية، للتعرف على تأثيرها على العلاقات بين موسكو وتل أبيب.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في
افتتاحيتها الخميس، إن "الحادثة في سماء سوريا، والرد الروسي الذي جاء في
أعقابها، هما سببان حقيقيان للقلق ويدفعان إسرائيل للحذر والحكمة، سواء في خطواتها
العسكرية أو سلوكها الدبلوماسي".
وأضافت الصحيفة أنه "من السابق لأوانه معرفة
إذا كانت الحادثة ستمس بالعلاقات مع روسيا أم أنها ستسجل فقط كحدث مؤسف"،
مؤكدة أنه "لا نعرف أيضا إذا كانت روسيا ستفرض قيودا على حرية عمل إسرائيل ضد
أهداف إيرانية في سوريا".
وتابعت: "كما ستمس هذه إذا ما فرضت بقدرة
إسرائيل على وقف تثبيت التواجد الإيراني، في ظل غياب الولايات المتحدة عن الجبهة
السورية"، معتبرة أن "روسيا شريك حيوي في الصراع ضد تثبيت وجود طهران
العسكري".
وشددت الصحيفة الإسرائيلية على أنه "بعيدا عن
الرد الروسي، فإن الحادثة يجب أن تشكل تذكيرا أيضا أن سوريا ليست ميدان تدريب،
ومحظور النسيان بأن الهجمات العسكرية في مجال سوريا، مثل كل عمل حربي، ليست عديمة
المخاطر"، على حد تقديرها.
اقرأ أيضا: هكذا سترد موسكو على إسرائيل بعد إسقاط طائرتها بسوريا
ووصفت تصريحات الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين حينما
أعلن عن تنفيذ أكثر من 200 هجوم جوي في سوريا منذ 2017، لمنع أي تثبيت تواجد عسكري
إيراني؛ هي تصريحات "متبجحة".
واعتبرت "بيان الشجب الأول الذي نشرته وزارة
الدفاع الروسية صباح الثلاثاء الماضي، جاء شاذا في صياغاته الهجومية، وألقى
بالمسؤولية عن الحادثة على إسرائيل"، منوهة إلى أن "ذلك يعطي تذكيرا
مهما أن التنسيق الأمني موضعي، وليس كافيا عندما تكون هناك مصالح متضاربة واستخدام مكثف
للقوة".
وذكرت أنه "في بيان الشجب وصفت روسيا الهجوم
الإسرائيلي كاستفزاز مقصود، وأوضح بأنها تحتفظ بحقها في الرد على قتل جنودها،
وكانت السرعة التي تبنت بها روسيا لغة الثأر، واجبة الإشعال لضوء أحمر في
القدس".
ولفتت "هآرتس" إلى أن "الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين أطلق رسالة تصريح معتدلة أكثر، وجاء فيها أن إسقاط الطائرة كان
نتيجة سلسلة أخطاء مأساوية وليس هجوما إسرائيليا، ولكنه أضاف بأن بيان وزارة
الدفاع صيغ بإقراره وأنه ستكون خطوات رد في مجال الدفاع عن القوات الروسية في
سوريا، وسيرى هذه الخطوات الجميع".
وأوضحت أن "إسرائيل بدأت بمساع دبلوماسية تضمنت
حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع بوتين، إلى جانب إصدار الجيش بيان يوضح
الحادثة"، مشيرة إلى أنه "في الحالتين أعرب عن الأسف عن موت الجنود
الروس، ولكن المسؤولية وجهت لسوريا".
هكذا تحدث نتنياهو عن قدرة إسرائيل على صناعة أصدقائها
تقدير إسرائيلي للقمة الثلاثية و"الهجوم الأكبر" على إدلب
هآرتس: الوصول لاتفاق دولي لن يمنع هجوم الأسد على إدلب