أثار هجوم رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، على معارضي الانتخابات المنتظرة، ووصفهم بأنهم يريدون الفوضى وعدم الاستقرار، تساؤلات حول رسائله من هذا الهجوم الذي جاء بعد تصريحات للواء خليفة حفتر يهاجم العملية الانتخابية ويؤكد إجهاضها.
وقال صالح في بيان متلفز إن "الانتخابات هي الطريق الوحيد لإخراج جميع الأجسام غير الشرعية من المشهد الليبي، دون ذكر هذه الأجسام"، مؤكدا أن "انتخاب رئيس للدولة هو حل وحيد للخروج مما تعانيه البلاد، كون الرئيس سينهي النزاع، ويوحد المؤسسات، ويشكل حكومة وطنية يراقبها البرلمان".
انقسام ومؤامرة
وحرض صالح الشارع الليبي ضد النواب المتغيبين عن جلسات البرلمان، مطالبا بمحاسبتهم في مناطقهم ودوائرهم الانتخابية على ذلك، مشيرا إلى وجود حالة انقسام داخل البرلمان ومجلس الدولة والرئاسي "وهو ما يمنع حدوث توافق".
وزعم رئيس البرلمان بأن "هناك مؤامرة مدبرة تهدف إلى استمرار الفوضى في البلاد وخلق ذريعة للتدخل الخارجي واختراق سيادة ليبيا"، دون مزيد من التفاصيل.
والسؤال: هل يقصد صالح الهجوم على حفتر بهجومه على "معرقلي" الانتخابات؟ ولماذا يصر على إجراء الانتخابات الآن؟
"دعوة شجاعة"
من جهته، وصف وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، تصريحات صالح بأنها "دعوة إيجابية وشجاعة من قبل رئيس البرلمان لم نكن نتوقعها، وأن الأعضاء المقاطعين حضور الجلسات و "البرقاويين" (نسبة لإقليم برقة شرق ليبيا) يجب ألا يدلوا بأصواتهم فهم لا يمثلون الشعب الليبي"، حسب كلامه.
اقرأ أيضا: قرار من عقيلة صالح قد يسبب صداما مع حفتر.. لماذا؟
لكنه أكد، في تصريحات لـ"عربي21"، أن "يكون الاستفتاء على الدستور وإقراره يجب أن يسبق الانتخابات ليضع شروط انتخاب الرئيس ومدة رئاسته ونوع نظام الحكم فى البلاد".
تصعيد ضد حفتر
لكن الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أشار إلى أن "الخلاف بين عقيلة صالح و حفتر يتجه للتصعيد. فحفتر لم يتوقف في الآونة الأخيرة عن مهاجمة مجلس النواب، مستثنياً بعض النواب الداعمين له، ويبدو أن تصريحات صالح تأتي في سياق استمرار الخلاف بين الرجلين".
وأضاف لـ"عربي21": "صالح بدأ يشعر أن حفتر يريد أن يتجاوز البرلمان الذي استخدمه واجهة سياسية له. فحفتر منذ لقاء باريس صار طرفاً سياسياً مباشراً، ومجلس النواب عائق في طريقه يجب تخطيه، ومن المرجح لو احتدّ الخلاف بينهما أننا سنرى تحشيدا قبليا من الطرفين في المنطقة الشرقية"، وفق تقديره.
رسائل لأطراف عدة
ورأى الكاتب من الشرق الليبي، نصر عقوب، أنه "من خلال حديث صالح يتضح وبجلاء أنه قد حدد طريقه واختار مساره المغاير لمسار حفتر ومنهجية بعض النواب، وأن البون بينهما يزداد اتساعاً وتباعداً نظراً لاختلاف مصالحهما وتطلعاتهما السياسية"، حسب كلامه.
وقال لـ"عربي21" إن "رسائل صالح في خطابه واضحة وجلية، وموجهة لأطراف عدة، ولا خلاف أن حفتر أحد هذه الأطراف، خصوصاً بعد حديث حفتر الأخير واستنكاره للمسار الذي يسير عليه صالح، وإصرار الأخير على الانتخابات لإدراكه أنها السبيل الأخير لاستمراره في السلطة والمشهد السياسي".
ضغوطات دولية
عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، أوضح أن "رئيس البرلمان واقع تحت ضغط المجتمع الدولي واسمه مدرج في قائمة العقوبات، ما يضعه في موقف محرج خاصة مع دخول أمريكا بشكل مباشر في الأزمة الليبية، وهنا يحاول صالح الخروج بشكل المنقذ للبلاد من الانقسام السياسي والاقتتال العسكري".
وتابع: "هذه التصريحات لصالح عبارة عن رسالة من المجتمع الدولي إلى حفتر بأن العملية الدستورية سوف تكون هي الفيصل، ولا بديل عن صندوق الانتخابات، ومن يطمح لرئاسة البلاد عليه خوضها، ولا جدوى من أي عمليات عسكرية أو محاولة تقويض العملية الانتخابية"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
اتفاق باريس مهدد بالفشل بعد إخفاق التحضير للانتخابات الليبية
هل ينجح برلمان ليبيا في إقرار استفتاء أم يلجأ للانتخابات؟
ماذا وراء هجوم المبعوث الأممي لليبيا على برلمان طبرق؟