أثارت تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بخصوص تأكيد دعم بلاده
للشرعية في
ليبيا متمثلة في
حكومة الوفاق والاتفاق السياسي، تساؤلات حول أهداف هذه
"المغازلة" الآن والرسائل التي تحملها محليا ودوليا.
وأكد الجبير "وقوف بلاده إلى جانب الشرعية في ليبيا، متمثلة في حكومة
الوفاق، وكذلك دعم الاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية نهاية
2015، مشيرا إلى أن الرياض تتطلع في أن تسهم الجهود الليبية في احتواء الأزمة من خلال
دعم الحكومة الشرعية واتفاق الصخيرات".
دعم "سلامة"
كما أشار الوزير السعودي، خلال كلمته في اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية
العامة للأمم المتحدة، إلى دعم جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، وأن
"حل الأزمة الليبية من خلال دعم حكومة الوفاق الوطني من شأنه الحفاظ على أمن البلاد
ووحدة أراضيها"، حسب كلامه.
وكان الوزير السعودي قد اتهم في وقت سابق دولتي إيران وقطر بدعم الإرهاب
في ليبيا، وإرسال أسلحة لـ"مليشيات" مرتبطة بتنظيم القاعدة في ليبيا، وهو
ما أثار ردود فعل غاضبة؛ كون هذه التصريحات تزعم وجود "قاعدة" في ليبيا.
والإمارات تدعم أيضا
وفي سياق متصل، أكد المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة،
عبيد الزعابي، دعم بلاده لخطة البعثة الأممية بشأن ليبيا، كونها أفضل إطار قابل للتطبيق
لحل الأزمة هناك، مطالبا في إحاطة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأطراف
الليبية بتكثيف الجهود لتجاوز العقبات أمام المسار الانتخابي".
وطرحت تصريحات الجبير والمندوب
الإماراتي تكهنات حول محاولة الرياض خاصة "مغازلة" المجتمع الدولي بدعمها
للحكومة المعترف بها دوليا.. والسؤال: ماذا عن الجنرال العسكري،خليفة
حفتر، والذي لا
يعترف بالحكومة ولا يخضع لها؟
مغازلة "أمريكا والنفط"
من جهته، قال الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، إن "
السعودية تسعى
للانسجام مع الموقف الأمريكي في المنطقة دائما، وهذا التصريح بخصوص ليبيا يأتي في هذا
السياق. أما دعمها لحفتر، فأعتقد أن الرياض لن تتخلى عن "حفتر" في الوقت الراهن، ولكن ستسعى لإيجاد بدائل في حال خروج الأخير من المشهد".
وأوضح لـ"
عربي21": "الرياض تدرك جيدا أن الملف الليبي
يمثل ملف تسوية بين أمريكا والدول الأوروبية فيما يخص العقوبات على إيران، وأن تعويض
النفط الإيراني سيكون بالنفط الليبي، لذا دعم الخطة الأممية لتحقيق الاستقرار يدعم
التوجه الأمريكي تجاه إيران، وهو ما يهم السعودية بالدرجة الأولى"، وفق قوله.
وماذا عن "المداخلة"؟
لكن المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش، أكد أن "هذا الدعم والتأييد
من قبل السعودية للوفاق والبعثة الأممية ليس جديدا، والأهم منه أن تقوم الرياض بإلجام
بعض الشيوخ الذين يصدّرون لنا فتاويهم التي يتلقفها أتباعهم، في محاولة لاستنساخ النمط
السعودي الذي لا يتماشى مع وسطية المجتمع الليبي"، وفق تعبيره.
وأضاف في تصريحات لـ"
عربي21": "كما نتمنى ألا يكون هناك
دعم، كما يشاع، للتيار المدخلي الذي لا يؤمن بالانفتاح على العالم، ولا يؤمن بالديمقراطية،
كون هؤلاء "المداخلة" لهم مجموعات مسلحة في ليبيا تحاول فرض آرائها بقوة
السلاح، ومكنوا أنفسهم في الشرق الليبي تحت عباءة حكومة الثني "الموازية".
"خوفا
من العقوبات"
عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، أشار إلى
أن "مغازلة الجبير لحكومة الوفاق مقرون بحالة الانفتاح الأخيرة التي تشهدها المملكة،
وأصبحت القيادة السياسية هناك تعي أن القضية الليبية تتجه إلى التدويل، وأن هناك عقوبات
ستطال من قوض العملية السياسية في ليبيا ودعم أجسام موازية".
وأوضح أن "الرياض تحاول أن تلعب دور الداعم للاستقرار بعد أن كانت
تدعم طرفا على حساب آخر، والاهتمام المتزايد من قبل واشنطن للملف الليبي أجبر كثيرا
من الأطراف المتداخلة في الملف على مراجعة حساباتها وترتيب أوراقها، خاصة مع اقتراب موعد
مؤتمر روما الدولي حول ليبيا"، كما قال لـ"
عربي21".