يلف الغموض مصير الكاتب الصحفي المعارض جمال خاشقجي الذي اختفى الثلاثاء بعد مراجعته للقنصلية السعودية في اسطنبول، في ظل صمت رسمي من الرياض وأنقره.
وتضاربت الأنباء حول مكان احتجازه، فرغم تأكيد جهات أمنية تركية أنه غادر مبنى القنصلية أمس، إلا أن مسؤولين تركيين أكدا الأربعاء أن خاشقجي لازال داخل القنصلية دون أن يعطيا مزيدا من التفاصيل.
وتثير الحادثة أسئلة عديدة لعل أبرزها يتركز حول مدى تسبب هذه الحادثة في نشوب أزمة دبلوماسية بين السعودية والرياض؟ خاصة إذا ما ثبت أن خاشقجي قد جرى نقله فعليا خارج الأراضي التركية، بشكل يتنافي مع الأعراف الدبلوماسية.
المعارض السعودي ورئيس حركة الإسلامية للإصلاح سعد الفقيه توقع أن ترد الحكومة التركية على حادثة اختفاء خاشقجي حال ثبت تورط السعودية في تهريبه خارج البلاد، "كونها أقدمت على هذه الخطوة على الأراضي التركية، وهي بذلك تكون قد مارست سلطتها خارج مبنى القنصلية وعلى الأراضي التركية، خلافا للقانون والأعراف الدبلوماسية".
وقال الفقيه في حيث لقناة الحوار تابعته "عربي21" إنه حال ثبوت نقل خاشقجي إلى السعودية فإن الحادث يمثل سوء استخدام للأعراف الدبلوماسية، خاصة أن سفارات الدول تعطى الحق في عدم تفتيش السيارات الدبلوماسية، وحتى الموظفين الدبلوماسيين، والسعودية بهذا التصرف تكون قد أساءت للثقة الدبلوماسية الممنوحة لها من الدولة المضيفة وهي تركيا.
وأضاف الفقيه: "السعودية لها تاريخ أسود في هذه الحوادث، فقد أقدمت سابقا على خطف الأمير سلطان بن تركي من سويسرا وأحضرته بطائرة خاصة إلى البلاد، حيث تورطت السفارة السعودية هناك في الحادث بعد أن قدمت أوراقا مزورة للسلطات تدعي فيها أن الأمير مريض وخاضع للتخدير الطبي".
وذكّر الفقيه أيضا بما حدث مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قبل أشهر حينما أجبر على تقديم استقالته من الرياض وتعرض لما يشبه الاعتقال هناك.
لكن الكاتب والصحفي التركي رامي دامير استبعد من جهته أن تؤدي حادثة اختفاء خاشقجي إلى أزمة دبلوماسية بين الرياض وأنقره، "خاصة أن كاميرات المراقبة أظهرت خروج الكاتب السعودي من مبنى القنصلية بعد 20 دقيقة من دخوله إليها".
وقال دامير لـ"عربي21" إن القنصلية السعودية تعتبر بعثة دبلوماسية وليست أمنية لتقوم بعمليات خطف واخفاء، إضافة إلى أن خاشقجي هو إعلامي وصحفي وليس مسؤولا أو ذا صفة رسمية، ولا يشكل أي تهديد لأي نظام أو كيان.
وكانت "عربي21" نشرت خبرا حصريا الثلاثاء يفيد باختفاء خاشقجي بعد دخوله إلى مقر السفارة بحسب تصريحات لخطيبته خديجة أزرو التي كانت برفقته وترك هاتفه الخاص معها قبل دخول المبنى.
وسبق أن نفت مصادر تركية مطلعة لـ"عربي21"، نبأ وصول الكاتب السعودي جمال خاشجقي إلى الرياض، بعد اختطافه من داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وذكرت المصادر أن السلطات التركية تقوم بإجراءات حثيثة من أجل إنهاء أزمة اختفاء خاشقجي.
اقرأ أيضا: آخر مستجدات وتفاعلات احتجاز الكاتب السعودي خاشقجي (ملف)
وعن سبب ذهاب خاشقجي لقنصلية بلاده، قالت صحيفة تركية إنه كان مضطرا للذهاب إليها للحصول على وثيقة تثبت طلاقه من زوجته الأولى، ليتمكن من عقد قرانه على مواطنة تركية.
وأضافت صحيفة "غازاتيسي" التركية، أن "خاشقجي وبعد زيارته في وقت سابق للقنصلية، تم إخباره بالحضور يوم 2 أكتوبر لاستلام أوراق الإثبات".
فيما انتقدت صحف أجنبية اليوم الأربعاء، احتجاز القنصلية السعودية للكاتب خاشقجي، ونشرت تفاصيل عن اختطافه، منتقدة "مجهودات حثيثة تبذلها المملكة العربية السعودية لتضييق الخناق على المعارضة داخل البلاد وخارجها".
التفاصيل الكاملة لاختفاء خاشقجي بقنصلية الرياض باسطنبول
جدل حول نية لبنان بناء جدار حول مخيم للاجئين الفلسطينيين
كيف ستتعامل تركيا مع الفصائل الرافضة لاتفاق إدلب؟