تشهد محافظة
السويداء جنوب
سوريا، حالة من الغضب والغليان الشعبي، وذلك على خلفية إعدام تنظيم الدولة لإحدى
المختطفات، حيث تجمع عشرات المدنيين بالإضافة إلى الفصائل المحلية أمام مقام عين الزمان في المدينة، احتجاجا على عملية الإعدام، في حين حمل المحتجون النظام السوري مسؤولية ما حدث.
وجاءت عملية إعدام إحدى المختطفات وتدعى "ثروت أبو عمار" بعد ساعات على اعتذار أعضاء لجنة متابعة شؤون مختطفي محافظة السويداء لدى تنظيم الدولة عن الاستمرار بعملهم.
وقال عضو "شبكة السويداء 24" نور رضوان: "إن العشرات من المواطنين الغاضبين وعناصر من الفصائل المحلية، تجمعوا أمام مقام عين الزمان في مدينة السويداء، بعد إعدام تنظيم
داعش لمختطفة من السويداء".
وأضاف أن المجتمعين يطلقون النار بشكل كثيف في الهواء، وسط أجواء متوترة بعد إعدام داعش للمواطنة "ثروت أبو عمار"، التي تبلغ من العمر 25 عاما فقط.
وأشار إلى قيام رجال دين وشبان من محافظة السويداء بقطع الطريق المحوري بين الشرطة العسكرية ودوار المشنقة وقطع الطرق المؤدية إلى مبنى المحافظة، حيث يمنعون السيارات من العبور عبر هذه الطرق، مطالبين بإعادة المخطوفين أحياء.
من جهتها، أعلنت لجنة المفاوضات في بيان لها على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، اعتذارها عن الاستمرار بعملها، معتبرة أن قضية المخطوفين من النساء والأطفال هي شأن وطني وإنساني وأخلاقي، يهم كل الشرفاء، وليست شأنا عائليا أو محليا.
وأشارت إلى أن عمل اللجنة تعرّض إلى عراقيل رفضت الإفصاح عنها في الوقت الراهن، مبينة أنها عملت على إيصال صوت المخطوفين وذويهم إلى كل المنابر الداخلية والخارجية التي استطاعت الوصول إليها.
وقالت إنهم عملوا جاهدين للوصول إلى النتائج المرجوة متمنين أن تُكلل بإطلاق سراح المخطوفين، ولكنهم لم يصلوا إلى هذه النتيجة، وذلك لأسباب عديدة أهمها "عدم إرسال الجهة الإرهابية الخاطفة أية مطالب ليتم عرضها أو مناقشتها".
بدوره، اعتبر الناشط السياسي وائل الأحمد، أن ما يقوم به تنظيم الدولة من إعدام للمدنيين بهذه البشاعة "خدمة لنظام الأسد بالدرجة الأولى، ما يدفع المجتمع الدولي للوقوف معه وتصديق أكاذيبه، بأن ما يحدث إرهاب فقط، وليس ثورة".
وشدد في حديثه لـ"
عربي21" على أن "عرض تنظيم داعش لفيديو الإعدام خدمة للنظام تقدم على طبق من ذهب، حيث سيعزز مكانته دوليا"، متسائلا: "أليس النظام من نقل داعش من جوبر إلى الجنوب ضمن مخطط لديه؟".
ويرى الأحمد أن الاحتقان الشعبي الحاصل في السويداء لن يقدم شيئا، مؤكدين استمرار أهالي السويداء بالضغط على النظام لإنقاذ المخطوفين، حيث إن الموضوع بيد النظام وحياتهم رهن النظام.
يذكر أن تنظيم الدولة كان قد اختطف 30 مواطنا من السويداء، أثناء هجومه على قرية "الشبكي"، في شهر تموز/ يوليو الماضي، بينهم 11 سيدة و18 طفلا، وشاب واحد يدعى "مهند أبو عمار"، وكان أول شخص أعدمه مطلع شهر آب/ أغسطس.
ويتبقى من المختطفين لدى تنظيم الدولة 10 سيدات و18 طفلا، بعد "وفاة إحداهن بمرض"، وفق ما أورده التنظيم.