زعم وزير
إسرائيلي
الأربعاء، أن طائرات الشبح الإسرائيلية، بإمكانها التغلب على منظومة الدفاع الجوي
الروسية "إس-300" التي وصلت
سوريا.
وفي حديث له مع
"إذاعة الجيش الإسرائيلي" حول تسليم
روسيا لمنظومة "إس-300"
لسوريا ومدى إمكانية التأثير على حرية عمل الطائرات الإسرائيلية في الأراضي
السورية، قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنجبي: "لا على
الإطلاق".
وأضاف: "كنا
دائما ندرك كيف نتعامل ونواجه التهديدات"، مؤكدا أن "القدرات التشغيلية
للقوات الجوية الإسرائيلية ليست مقيدة عن العمل مع وجود مثل تلك البطاريات
(إس-300)".
وفي تلميح من هنجبي،
حول إمكانية التغلب على منظومة "إس-300" التي وصلت سوريا، نوه في حديثه إلى
أن "إسرائيل" تمتلك طائرات الشبح "إف-35" الأمريكية، وقال:
"هذه البطاريات (إس-300) غير قادرة على اكتشافها".
وأعلن وزير الدفاع
الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء الماضي، أن روسيا سلمت سوريا 49 وحدة من المعدات
العسكرية؛ بينها 4 منصات إطلاق صواريخ خاصة بمنظومة "إس-300".
وقررت روسيا تزويد
النظام السوري بهذه المنظومة الدفاعية، عقب سقوط طائرة الاستخبارات الروسية
"إيل-20" (طائرة تجسس) بتاريخ 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، خلال شن
الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على اللاذقية، والتي تسببت بمقل جميع طاقمها
البالغ عددهم 15 عسكريا روسيا برتب مختلفة، حيث حملت موسكو "تل أبيب"
المسؤولية عن تدمير الطائرة.
يشار إلى أن رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو، عارض بشدة قرار روسيا تزويد سوريا بمنظومة "إس-300"،
وأوضح أن "نقل أسلحة متطورة لجهات غير مسؤولة سيزيد من حدة المخاطر في
المنطقة"، مؤكدا في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن
"إسرائيل ستواصل الدفاع عن أمنها ومصالحها (استمرار العمل في سوريا)".
وفي تحليل لصحيفة
"يديعوت أحرنوت" أعده الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي، أكدت أن بطاريات
"إس-300" المضادة للطائرات، تصعب من عمليات الجيش الإسرائيلي، لكن تلك
العمليات تبقى "غير مستحيلة"، مشددا على أهمية أن يتخذ نتنياهو بعض
"التحركات الدبلوماسية، في ظل هذه المواجهة الدبلوماسية غير الواضحة مع
روسيا".
وقال: "ربما
يستيقظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في النهاية ويتدخل".
وأشار إلى أن الخطوات
التي أعلنت عنها روسيا عقب إسقاط الطائرة، وهي 3، قامت بترتيبها حسب "مستوى
الخطورة"، وذكر في مقدمتها، تزويد سوريا بمنظومة "إس-300" المضادة
للطائرات، وهو ما تم حسب الإعلان الروسي.
وأما الخطوة الثانية،
فهي "تزويد جهاز الدفاع الجوي السوري بأنظمة مراقبة إلكترونية حديثة، وهذا من
شأنه أن يسمح للسوريين بالتفريق بشكل أفضل بين طائرات العدو والصديق"، منوها إلى
أن الخطوة الثالثة هي "استخدام الإلكترونيات ونظم الحرب الإلكترونية لتعطيل
أنظمة الملاحة GPS والرادارات المثبتة على الطائرات المقاتلة
التي تريد روسيا منعها من الاقتراب من المجال الجوي السوري أو اللبناني أو من
مهاجمة أهداف في سوريا".
وتابع بن يشاي:
"لم يقل وزير الدفاع الروسي إن هذا الإجراء يهدف إلى منع الطائرات
الإسرائيلية من الوصول إلى مناطق يمكن منها إطلاق النار على سوريا أو تعطيل
الصواريخ أو القنابل التي يطلقها سلاح الجو الإسرائيلي، ولكن من الواضح أن
الطائرات الإسرائيلية والأسلحة الموجهة بدقة هو ما كان يدور في خلد الروس".
وعلى أي حال،
"حتى لو كان هدف الروس هو منع وتعطيل عمليات المقاتلات والصواريخ الإسرائيلية
في المجال السوري والبحر المتوسط، فمن الواضح أن هذه الإجراءات يمكن أن تعطل
أيضا عمليات المقاتلات الأمريكية والفرنسية والبريطانية التي تحارب داعش" وفق
قولها.
وأكد بن يشاي أنه
"لا يوجد سبب للذعر أو الإفراط في التشاؤم، ومن المهم أن تفحص إسرائيل
التفاصيل بدقة من أجل التوصل إلى تقييم عميق للأثر الحقيقي الذي يمكن أن تحدثه
الخطوات الروسية على حرية العمليات الجوية للجيش الإسرائيلي وعلى قدرة إسرائيل على
إحباط التعزيز العسكري الإيراني في سوريا".
وأضاف: "منظومة
إس-300 في الواقع أكثر فعالية من أي نظام اعتراض آخر لدى السوريين، وهي لا يمكنها
اعتراض الطائرات فحسب، بل الصواريخ الباليستية في مدى يصل إلى 250 كيلومترا وعلى
ارتفاعات عالية جدا".
يذكر أن سوريا تعاقدت
مع روسيا عام 2010، لتوريد منظومة "إس-300" ولكن الصفقة أوقفت بالضغط على بوتين من قبل نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وفق ما ذكرته
"يديعوت".