نشر موقع "المونيتور" مقالا للزميل الباحث في معهد بروكينغز، والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" بروس ريدل، يتساءل فيه عما حدث للصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي.
ويقول ريدل: "إننا قد لا نعرف تماما ما حدث لخاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول الأسبوع الماضي، فدموع التماسيح لولي العهد السعودي وبقية المسؤولين السعوديين هي محاولة للخداع والمراوغة، فاختفاء خاشقجي يتناسب مع أنماط استفزاز وإسكات المعارضين السعوديين".
ويورد الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن مصادر تركية، قولها إن خاشقجي قتل في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، وأرسلت جثته إلى المملكة، مشيرا إلى أن المعارضة السعودية قالت الشيء ذاته قبل ذلك بأيام.
ويذكر الكاتب أن "السعوديين سمحوا للأتراك بتفتيش القنصلية، ما يشير إلى أنه قد أخرج منها حيا أو ميتا على يد المخابرات السعودية".
ويقول ريدل إن "ولاء خاشقجي لبلاده لم يكن محل شك أبدا، فكان مساعدا لرئيس المخابرات السابق وسفير المملكة في الولايات المتحدة وبريطانيا الأمير تركي الفيصل، وكان انتقاده لبلاده تعبيرا عن خيبة أمل ليس إلا".
ويلفت الكاتب إلى أن خاشقجي يعيش في الولايات المتحدة منذ أن طلبت منه السلطات السعودية التوقف عن نقد ولي العهد، مشيرا إلى أن مقاله الأخير في صحيفة "واشنطن بوست" كان عن الحملة التي ارتبطت به في اليمن.
وينوه ريدل إلى أن "ابن سلمان باعتباره وزيرا جديدا للدفاع، لم يتجاوز عمره 29 عاما، قرر في عام 2015 التدخل في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، والأمير معروف بحساسيته المفرطة تجاه النقد، خاصة أن الحرب التي تحولت إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، وأضعفت المملكة وقوت إيران".
ويشير الكاتب إلى أن خاشقجي دعا في مقالته في "واشنطن بوست" السعوديين لوقف إطلاق النار والقبول بهدنة وطنية، ودعا الرياض إلى عقد مؤتمر سلام في الطائف، التي كانت محلا للوساطات السعودية السابقة، ليتم العمل مع الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين وحكومة هادي والقوى السياسية اليمنية كلها للعثور على حل سياسي للحرب.
ويفيد ريدل بأن "خاشقجي ناقش بأن كرامة السعودية ودورها بصفتها قائدة للعالم الإسلامي باتا على المحك، فالحرب التي استمرت ثلاثة أعوام ويزيد شوهت سمعة السعودية، بالإضافة إلى أنها كشفت عن السعودية بصفتها دولة عقيمة بلطجية، ونفرت الحرب اليمنية الناس في العالم، بمن في ذلك الدول الحليفة للسعودية، مثل واشنطن ولندن، وفي أنحاء العالم الإسلامي كله تضررت الماركة السعودية، وقال خاشقجي إن السعودية لم تعد تختلف من الناحية الأخلاقية عن الديكتاتور السوري بشار الأسد والإيرانيين من ناحية القسوة في كل من سوريا واليمن، وكان هذا بمثابة شجب قوي".
ويعلق الكاتب قائلا إن "مقالته في (واشنطن بوست) كانت واضحة في تحميل ولي العهد المسؤولية الكاملة عن الحرب والقتل الذي تسببت به، بما في ذلك الذي حدث داخل السعودية، ويعكس هذا الاتهام العام الذي وجهه الأخ غير الشقيق للملك الأمير أحمد بن عبد العزيز، وهو أن الأمير محمد بن سلمان، وليست العائلة المالكة، هو المسؤول عن الحرب، إن هناك أدلة تتزايد على وجود انقسامات داخل البيت السعودي بسبب قرارات ولي العهد في اليمن".
ويبين ريدل أن "هذا الانقسام في داخل البيت السعودي يثير قلق الأمير محمد، فوالده الملك يوفر له الحماية، ولا أحد يتساءل عن شرعيته في الوقت الحالي، لكن ابنه هو أول شخص يطمح لتولي العرش وليس ابن الملك عبد العزيز، مؤسس السعودية الحديثة، ومن هنا فإن شرعية ولي العهد هي محل تساؤل".
ويقول الكاتب إن "النزاعات على العرش هي دائما كعب أخيل الملكيات المطلقة، وللسعودية تاريخ طويل في اختطاف المعارضين، ولكن وتيرة ذلك زادت منذ تولي الملك سلمان العرش عام 2015، وكان ولي العهد القوة الدافعة وراء الاحتجاز الجماعي للأمراء ورجال الأعمال في ريتز كارلتون العام الماضي، فيما لا يزال ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف تحت الإقامة الجبرية، وتواجه ناشطات اعتقلهن الأمير أحكاما بالإعدام، بالإضافة إلى داعية سعودي لمعارضته الحصار على قطر، وطردت السعودية السفير الكندي لانتقاد بلاده سجل حقوق الإنسان في المملكة".
ويختم ريدل مقاله بالقول إن "الأنماط واضحة، وحتى الذين يؤيدون الأمير محمد يلاحظون الحقائق، لكن الأمير محمد يعلم أن إدارة دونالد ترامب لن تفعل أي شيء ضد انتهاكات حقوق الإنسان، وربما كان محقا".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
أتلانتك: احتمالات نهاية سعيدة لخاشقجي تتضاءل
وول ستريت: ما تأثير مصير خاشقجي على سمعة الرياض بأمريكا؟
نيويوركر: مديرة في "رايتس ووتش" تعتبر ابن سلمان مثل القذافي