أدان المؤتمر القومي ـ الإسلامي بأشد العبارات عملية اختفاء الإعلامي السعودي جمال
خاشقجي منذ دخوله قنصلية بلاده الثلاثاء الماضي، واعتبر ذلك جريمة كبرى.
ورأى المنسق العام للمؤتمر القومي ـ الإسلامي المحامي المغربي خالد السفياني، في حديث مع "
عربي21"، أن "عملية اختفاء خاشقجي في قنصلية
السعودية في إسطنبول، تؤكد مرة أخرى أن النظام السعودي لم يعُد يُشرّف الأمة العربية والإسلامية".
وقال: "ما جرى لجمال خاشقجي جريمة كبرى أدينها بأشد العبارات، وأطالب بالكشف عن
مصيره، ولكنها جريمة طبيعية من نظام يقتل شعوب الأمة في دول مختلفة، ويوزع مئات المليارات على أعداء الأمة بينما الفلسطينيون يستجدون الأنروا لكي يطعموا أبناءهم، هذا النظام ليس خادما للحرمين الشريفين، لأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن لقتل أبناء الأمة والتواطؤ عليهم مع أعدائهم من الصهاينة وغيرهم".
ودعا السفياني السلطات السعودية إلى الإفراج عن خاشقجي وسجناء الرأي لديها، وقال: "الدفاع عن سجناء ومعتقلي الرأي واجب إنساني ومبدأ نذرت له حياتي، فقد دافعت كمحام عن 90 بالمئة من سجناء الرأي عندنا في سنوات الرصاص، كما شاركت في الدفاع عن المعتقلين السياسيين في مصر وتونس ودول أوروبية".
وأضاف: "المطلوب من السعودية أن تعود إلى حضن أبناء أمتها، والقيام بدورها التاريخي الذي بسببه فضلها الله وبعث فيها رسولا للعالمين، وتفرج عن كافة معتقلي الرأي لديها".
وتابع: "هم الآن يتناسون هذه الأشياء، ولكنني أؤمن بالآية الكريمة: (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين)، هم لا يعتقدون أنهم سيتحولون إلى لقمة بيد ترامب والصهاينة بمجرد أن ينتهي دورهم ويدفعون ما لديهم من أموال الشعوب العربية والإسلامية، دورهم قادم لا محالة".
وأعرب السفياني عن أسفه لما وصفه بـ "الإهانات" التي قال بأن "الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وجهها إلى النظام السعودي"، وأشار إلى أنه "لم يكن لعربي أن يقبل إهانات مماثلة كالتي هدد بها ترمب النظام السعودي بأنه لا يستطيع أن يصمد لمدة أسبوعين بدون حماية أمريكية".
وبعد أن أكد السفياني، أن "الانتصار لخاشقجي ولمساجين الرأي هو انتصار لمبدأ"، دعا القوميين والإسلاميين ومعهم اليساريين إلى تجاوز خلافاتهم والتوحد دفاعا عن الأمة في مواجهة أعداء الأمة من الأمريكيين والصهاينة.
وقال: "نظرية الكتلة التاريخية تثبت حتميتها وجدواها على الأرض، وهذا ما لمسناه في اجتماعات جرت في العاصمة اللبنانية بيروت قبل نحو ثلاثة أسابيع من قيادات قومية وإسلامية وتعبيرهم عن مواقف بدأت تقترب من بعضها البعض من أجل الدفاع عن ثوابت الأمة وكيانها"، على حد تعبيره.
وتسعى السلطات التركية منذ الثلاثاء الماضي إلى الكشف عن حقيقة اختفاء الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، من دون أن تتمكن حتى الآن من الوصول إلى نتيجة نهائية، وتطالب السلطات السعودية بتقديم الدليل على خروج خاشقجي من قنصليتها بعدما ثبت دخوله إليها.
يذكر أن "المؤتمر القومي الإسلامي الأول"، تأسس لأول مرة في تشرين الأول / أكتوبر 1994، بهدف الدعوة إلى وحدة الأمة، والتعاون بين التيار القومي والتيار الإسلامي، والحوار بينهما، والدفاع عن قضايا الأمة مثل فلسطين، ويرأس المؤتمر حاليا المغربي خالد السفياني.