كشفت خديجة جنكيز؛ خطيبة الصحفي جمال خاشقجي عن تفاصيل جديدة لم تنشر، عن تعارفهما وخطبتهما والساعات الأخيرة التي جمعتهما قبل الفراق.
وكانت جنكيز تتحدث إلى كل من لافدي موريس وسعاد ميكنيت من صحيفة "واشنطن بوست" التي كان خاشقجي حتى اختفائه يكتب فيها بشكل دوري.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن آثار السهر بادية على وجه خديجة، حيث تذكرت اللحظات الأخيرة مع خاشقجي قبل دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول.
ووافق والد خديجة على الزواج عندما ذهب جمال لطلب يدها. ورافقه صديقه طوران كيشلاكجي للترجمة، مشيرا إلى أن والدها كان مترددا في البداية بسبب فارق العمر. واشترى خاشقجي شقة لهما في إسطنبول حيث انتهيا من فرشها.
واستعادت خديجة في مقابلتها مع "واشنطن بوست" قصة الحب بينهما كما حكتها للشرطة. والتقيا معا في مؤتمر في أيار/مايو.
ولا تزال خديجة تؤمن أنه على قيد الحياة إلا إذا ثبت العكس. وفي آخر رسالة منه لها، كتب يقول: "البيت جميل مثل ساكنته".
وقالت: "لم أتخل عن الأمل"، و"آمل أن نعرف قريبا ماذا حدث وأؤمن أنه حي، ولكنني أريد أن أعرف أين جمال؟ ويجب أن أعرف ماذا حدث له".
ولدى خديجة اهتمام بدول الخليج. وقالت إنها كانت معجبة بعمل خاشقجي قبل لقائهما. وكان من ضمن المتحدثين في المؤتمر وسألته سؤالا وجلسا في زاوية وتحدثا. وبقيا على اتصال والتقيا عندما زار إسطنبول، و"زادت الرابطة أكثر فأكثر".
اقرأ أيضا : آخر ما قاله خاشقجي لخطيبته قبل دقائق من دخوله القنصلية
ومنذ اختفائه تساءل بعض المعلقين السعوديين على وسائل التواصل إن كانت خديجة جزءا من مؤامرة لتشويه سمعة المملكة. وفي ردها على ذلك قدمت صورا من على هاتفها، وقالت: "أنا موجودة وهو خطيبي".
ومضى أسبوع على اختفاء الرجل الذي كانت تخطط للزواج منه. وهي أي خديجة (36) عاما الشاهد الوحيد على دخوله القنصلية،
وقالت إنها انتظرته أمام مدخل القنصلية، حيث قال لها: "كل شيء سيكون على ما يرام عزيزتي"، قبل أن يدير ظهره ويدخل المبنى الأصفر المرتبط بالبعثات الدبلوماسية السعودية. ولم يخرج خاشقجي، (59 عاما) من المبنى. ويُعتقد أنه قتل على يد مجموعة من العملاء السعوديين الذين جاؤوا خصيصا لتنفيذ المهمة وغادروا في نفس اليوم.
ولم يقل أحد لخديجة إن كان خطيبها لا يزال على قيد الحياة أم أنه مات. وقابلتها الشرطة للمرة الثانية يوم الاثنين. وأخذت بعضا من ملابسه والأشياء التي تركها لأخذ عينات الحمض النووي منها.
وتؤكد القنصلية أن خاشقجي غادر المبنى يمشي على قدميه عبر البوابة الخلفية. ورفض المسؤولون فيها مقابلة الصحيفة. ولو ثبت مقتله فسيشكل ذلك مستوىً جديدا من الجرأة السعودية على ملاحقة المعارضين للنظام.
وعندما قابلت الشرطة التركية خديجة في اليوم الأول الذي اختفى فيه جمال؛ قدمت لها الشرطة صورة ثابتة على كاميرا من الكاميرات التي تقوم الشرطة التركية بإدارتها أمام القنصلية.
وشوهد خاشقجي وهو يمشي داخلا إلى المبنى. وقالت الصحيفة إن ست كاميرات موضوعة أمام القنصلية لمراقبة الداخل والخارج منها.
اقرا أيضا : الإعلام التركي يبث فيديوهات لخاشقجي والمشتبه بهم (شاهد)
وسألتها الشرطة: "هل هذا هو؟"، فأكدت أنه هو، حيث كان يرتدي سترة سوداء. وفي خلف المبنى هناك أربع كاميرات تراقب المرآب والمدخل الخلفي، بالإضافة إلى ثلاث كاميرات موجهة إلى الشارع القريب من المدخل الخلفي مثبّتة على المدرسة القريبة. ووفرت شركة "أي أس أس" التي تدير الكاميرات اللقطات للأمن التركي.
وقالت خديجة إنها قررت عدم الذهاب إلى الجامعة حيث تدرس الدكتوراه وقررت مرافقة خاشقجي إلى القنصلية في الساعة الواحدة ظهرا من يوم الثلاثاء. وفي الطريق إليها ناقشا وهما في السيارة مستقبلهما.
وقالت إن خاشقجي كان مرتاحا نسبيا عندما دخل القنصلية. لكنه كان قلقا قبل زيارتهما الأولى للبعثة. "قال في لحظة: ربما ليس من المناسب ذهابي"، و"كان قلقا من أمر سيحدث له"، لكنه غيّر رأيه.
وقال كيشلاكجي الذي يترأس الجمعية الإعلامية التركية- العربية إنه حاول الحصول على تطمينات بشأن سلامة خاشقجي من أشخاص مقربين من ولي العهد، وكذا حاول صديق آخر في لندن رفض الكشف عن هويته.
وكان خاشقجي مصمما على الزواج من خديجة التركية، ومن أجل إتمام الزواج كان عليه الحصول على وثيقة طلاق.
وعومل بطريقة جيدة عندما زار القنصلية أول مرة، حيث طلبوا منه العودة بعد أيام. وتقول خديجة إنها بدأت اتصالاتها في الساعة الرابعة مساء.
وقالت لأقاربها إن أمرا ما حدث له. وفحصت مواعيد إغلاق القنصلية، فكانت 3.30 مساء، مضيفة: "عند ذلك بدأت أسأل: أين ذهب جمال؟"، وقالت: "لا أشعر أنني على قيد الحياة"، "لا أستطيع النوم ولا الأكل".
وتضيف: "اتصلت مع صديقة، ومشيت نحو البوابة. وقالت صديقتي إنني لست على ما يرام عندما اتصلت بها.. فقدت عقلي".
وأضافت: "سألت الحارس: "أين جمال؟". واتصلت بالقنصلية وقلت أين جمال، أنا أنتظر على باب القنصلية، وقد دخل جمال ولم يخرج". وجاء رجل وقال لي: "لا أحد في الداخل"".
وكان خاشقجي قد طلب منها أن تتصل بمستشار للرئيس أردوغان إن حدث له شيء، وفعلتُ ما طلب واتصلت بالشرطة. ولكن لا معلومات عنه من السلطات التركية.
وقالت إن الأمر بيد السعوديين لدعم روايتهم. "إنها مسؤولية السعودية لشرح وإثبات الطريقة التي ترك فيها جمال القنصلية، من أين ومتى؟".
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)
نيويوركر: مديرة في "رايتس ووتش" تعتبر ابن سلمان مثل القذافي
الغارديان: تركيا تزيد الضغط على السعودية بشأن خاشقجي
إنترسيبت: هذا ما قاله خاشقجي عن مناخ الخوف السعودي