مع
إعلان المعارضة عن الانتهاء من سحب سلاحها الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح بحسب
اتفاق "سوتشي" حول
إدلب، تطغى حالة من الترقب، إلى جانب التساؤلات عن
الخطوات القادمة على المشهد في الشمال السوري.
وكانت
المعارضة، أمس الثلاثاء، أنهت سحب سلاحها الثقيل من المنطقة المتفق عليها، معلنة
أن المنطقة باتت خالية من السلاح الثقيل، فهل يعني ذلك أن الاتفاق اجتاز مرحلة عنق
الزجاجة، أم على العكس من ذلك تماما؟
من
جانبه، عدّ الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد أديب عليوي، أن الانتهاء من سحب
السلاح الثقيل يؤذن بدخول المرحلة الأصعب للاتفاق.
وقال
لـ"
عربي21"، إن المرحلة القادمة هي مرحلة معقدة وصعبة للغاية، وتحديدا
في ما يخص مستقبل "هيئة تحرير الشام" ومصير المقاتلين الأجانب في صفوفها.
وأضاف
عليوي، أن الصعوبة في إدلب تكمن في أنها آخر معاقل المعارضة في الشمال السوري.
ورأى
أنه "ما من مجال لنقل هؤلاء أو ترحيلهم وعائلاتهم إلى منطقة ثانية خاضعة
لسيطرة المعارضة، ما يعني أننا أمام معضلة جديدة من نوعها، لم يسبق وأن حدثت من
قبل".
وأمام
هذا المشهد، لم يستبعد عليوي أن تتحول إدلب إلى ساحة اقتتال داخلي بين الفصائل
المدعومة
تركيا من جهة، وبين "تحرير الشام" من جهة أخرى.
وفي
الوقت الذي لم يجزم فيه عليوي بحتمية حدوث الاقتتال بين الفصائل، أكد أن
"الحل لا زال مغيبا للآن"، واعتبر أن أكثر ما يبعث على المخاوف من حدوث
ذلك، هو "التحكم الروسي الواضح ببنود القرار"، مضيفا أن "الرؤية
الروسية حتى الآن تدل على نوايا مبيتة ضد إدلب، وهي الرؤية السائدة حتى
الآن"، كما قال.
مصادر
إعلامية نقلت عن قياديين بالمعارضة تأكيدهم، أن "استكمال سحب الأسلحة قبل
الوقت المحدد لا يعني أن الاتفاق سيُنفذ بسلاسة إلى النهاية، والخطوة المقبلة هي
انسحاب كل الجماعات المصنفة إرهابية، مثل النصرة وحراس الدين وغيرهما من الجماعات
المتشددة الصغيرة إلى داخل إدلب".
غير
أن الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، اعتبر أن سحب "تحرير الشام"
لسلاحها يعني أنها موافقة على الاتفاق، ما يشير إلى قرب الإعلان عن ذوبانها في
التشكيلات العسكرية التابعة للجيش الحر.
وأضاف
أن الاتفاق أنجز في مرحلته الأولى، ولم يتبق إلا النقاط الأخرى المتعلقة بتسيير
الدوريات العسكرية التركية والروسية، وهذه النقاط يبدو أنها ستطبق بسلاسة، وذلك في
حال لم يطرأ أي حوادث إطلاق نار من جانب النظام.
فتح
الطرق الدولية
وبالمقابل
رأى في حديث لـ"
عربي21"، أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على فتح
الطرق الدولية أمام الحركة التجارية، وتحديدا طرق "حلب- حماة، حلب-
اللاذقية"، ومن ثم تشكيل المجالس المحلية.
كما
رهن السعيد ذلك بقدرة روسيا على الوفاء بتعهداتها، عبر كبح جماح النظام والمليشيات
الإيرانية في الجانب المقابل، على حد قوله.