تساءل محرر الشؤون الأمنية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فرانك غاردنر، عن "انتهاء شهر العسل لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
غاردنر عاد إلى الوراء قليلا بربط موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالي والسابق من الرياض، قائلا: "هل يُصدق أنه لم يمض 18 شهرا على هبوط طائرة الرئاسة الأمريكية في الرياض ليبدأ استقبال رسمي حافل؟".
وتحدث غاردنر عن الاحتفاء السعودي بتخصيص ترامب للمملكة في أولى زياراته، وموقفه الداعم لها في الاتفاق النووي مع إيران.
وتابع بأنهم كانوا يرونه "شخصا يمكن أن تُعقد معه الصفقات. فقد رفع القيود التي كانت مفروضة في عهد أوباما على مبيعات السلاح لتساعدهم في حرب اليمن، كما أنه امتنع عن توبيخهم بشأن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى سعادته بعلاقة العمل بين صهره جاريد كوشنر وولي العهد السعودي، الرجل القوي، محمد بن سلمان".
وأعقب هذا زيارة ولي العهد السعودي إلى البيت الأبيض، ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وهوليوود. وقوبل ابن سلمان بترحيب رسمي في لندن رغم الاحتجاجات التي نُظمت ضده، والتي رأت أن ضلوعه في الصراع في اليمن يزيد من وطأة المأساة الإنسانية هناك.
وقال المحرر إن الإصلاحات الداخلية بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وإطلاق الرؤية الاقتصادية 2030، جاءت بنتائج لم يكن ابن سلمان يتوقعها.
وتابع: "ظهرت مؤشرات تحذيرية على أن ابن سلمان ليس الإصلاحي الليبرالي الذي كان يظنه الغرب، وذلك حين احتجز العشرات من الأمراء وكبار رجال الأعمال في فندق فاخر العام الماضي، لاتهامهم بالفساد. كما أنه احتجز سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، لفترة وجيزة وسط مزاعم بإجباره على الاستقالة. وقد أمر باعتقال كل من يجرؤ على معارضة أجندة الإصلاح التي أعلنها، حتى لو كان هذا عبر تغريدة بموقع تويتر".
ولفت إلى أن "الاختفاء المريب للصحفي السعودي جمال خاشقجي، أبرز منتقدي ابن سلمان، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول هو ما دفع حتى حليفه البارز ترامب إلى الحديث عن (عقاب شديد) إذا ثبت تورط الحكومة السعودية. وجاء رد فعل السعودية يوم الأحد الماضي بالتأكيد على أنها قادرة على الرد، مذكرة العالم بدورها الحاسم في سوق النفط".
ورغم التأييد الظاهر من قبل السعوديين لابن سلمان، فقد قال محرر "بي بي سي"، إنه و"بصورة سرية، بدأ آخرون يتساءلون عن ما إذا كان ابن سلمان، 33 سنة، تمادى في ما يفعل، وهو الرجل الذي نُظر إليه ذات يوم على أنه المنقذ صاحب الرؤية".
وختم قائلا إن شهر العسل لابن سلمان ربما يكون على مشارف النهاية، "فلقد ورط بلده في حرب مكلفة ولا تبدو قابلة للربح في اليمن. كما أنه أدخل السعودية في نزاع ضار مع جارتها قطر، وخلاف مع كندا حول حقوق الإنسان، واعتقل العشرات من المتظاهرين السلميين، مع تهميش عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة ورجال الأعمال. وربما دفع هذا بالمزيد من السعوديين المحافظين إلى الحنين إلى أوقات كانت أكثر هدوءا في تاريخ البلاد".
سخرية واسعة من "كتيبة المطربين" بعد تضامنهم مع ابن سلمان
معارض سعودي تعليقا على استدراج خاشقجي: هذا ما حصل معي
محطات مثيرة للجدل منذ قدوم ابن سلمان للحكم آخرها خاشقجي