تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها عن نداء الصحافي السعودي جمال خاشقجي الأخير، وهو مقاله الذي كتبه قبل اختفائه في 2 تشرين الأول/ أكتوبر داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن خاشقجي عبر في مقاله عن القضايا التي دافع عنها طوال حياته، وهي حرية التعبير في العالم العربي، فغياب الحرية، كما كتب، يعني أن العرب "إما لا يعلمون أو يضللون، وهم غير قادرين على معالجة أو مناقشة الأمور التي تتأثر فيها المنطقة وحياتهم اليومية".
وتقول الصحيفة إن "خاشقجي جعل مهمته في الحياة ملء هذا الفراغ، وترك السعودية حتى يكون قادرا على التحدث بحرية، حيث كان يشغل منصبا مهما في مؤسسة العائلة المالكة، وانتقل إلى واشنطن، وأصبح كاتبا منتظما في صحيفة (واشنطن بوست)، وكان يخطط للبحث عن طرق يخلق فيها مساحة للأصوات العربية التي لا تتعرض للرقابة، لأن تدافع عن الإصلاح الديمقراطي، ودعا مقاله الأخير إلى (خلق منبر دولي مستقل بعيد عن تأثير الحكومات القومية التي تنشر الكراهية عبر البروباغندا)."
وتلفت الافتتاحية إلى أن "خاشقجي، الذي كان سيبلغ الستين من العمر في نهاية الأسبوع الماضي، تولى مناصب عدة أثناء عمله، بما فيها مستشار لسفير السعودية في بريطانيا والولايات المتحدة، لكنه كان أولا وأخيرا صحافيا، وظل دون انقطاع يدفع حدود حرية التعبير، وتم فصله مرتين من رئاسة تحرير صحيفة (الوطن)؛ لنشره مقالات نقدية للتطرف الإسلامي، وتم إغلاق قناة تلفزيونية ساعد على إنشائها في البحرين عام 2012، وبعد يوم واحد؛ لبثها مقابلة مع معارض ناقد لنظام ديكتاتوري".
وتنوه الصحيفة إلى أن "نقطة التحول في حياة خاشقجي جاءت عام 2016، عندما حذره نظام الملك سلمان وابنه ولي العهد محمد بن سلمان من (النقد الواضح للتعامل مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب)، كما وصف ذلك في مقالة له في صحيفة (واشنطن بوست)، وتم منعه من الكتابة في صحيفة (الحياة)، وأجبر على إلغاء حسابه على (تويتر)، وكتب في أولى مقالاته التي نشرها في (واشنطن بوست) قبل 13 شهرا، قائلا: (بقيت صامتا لستة أشهر، أراقب وضع البلد والخيارات التي أمامي).
وتفيد الافتتاحية بأنه قرر بعد ذلك التحرك، فقال: "قررت ترك بلدي وعائلتي ووظيفتي، ورفع صوتي"، مشيرة إلى أن خاشقجي قدم في المقالات التي نشرها قبل اختفائه رسالة واضحة، وهي: السعودية بحاجة للإصلاحات الليبرالية التي وعد بها محمد بن سلمان، لكن يجب ألا ترفق بالقمع، وكتب في نيسان/ أبريل: "استبدال الأساليب القديمة من عدم التسامح بالقمع ليس الحل".
وتبين الصحيفة أن "خاشقجي وجه سهام نقده وبشكل مستمر لولي العهد، الذي كان يأمل أن يؤثر عليه للأفضل، وكان يريد نجاح برنامج النظام، وقال إنه يحب لو كان دعاة الإصلاح أحرارا للحديث، (فمن خلال تشجيع النقاش العام، وتخفيف القبضة على إعلام البلد، والإفراج عمن سجنوا لتعبيرهم عن آرائهم، فإن (ابن سلمان) سيثبت أنه مصلح حقيقي)".
وتجد الافتتاحية أن "مقالات خاشفجي تناقض الدعاية المثيرة للاشمئزاز التي ينشرها الذباب الإلكتروني وبعض المحافظين الأمريكيين، وهي أن خاشقجي هو متطرف إسلامي، فمع أنه انضم لجماعة الإخوان المسلمين في شبابه، معتقدا أنها أفضل وسيلة للإصلاح في العالم العربي، لكنه اكتشف لاحقا أن (الديمقراطية والحرية في العالم العربي هي الأمل الوحيد لتطهيره من الفساد والحكم الفاسد الذي مقته)، كما كتب ديفيد إغناطيوس في مقالة له عن خاشقجي".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالإشارة إلى قوله إن تحوله من مبعد من السعودية إلى ناقد جعله يشعر بالفزع، وكان "يصحو كل صباح يتساءل عن الخيار الذي فعله للحديث علانية"، وفي النهاية فإنه دفع الثمن غاليا لذلك القرار المبدئي والشجاع.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
نيويورك تايمز: هكذا كان خاشقجي وهذا ما خطط له
الغارديان: مخاوف على سلامة الصحافي السعودي جمال خاشقجي
التايمز: هل تم ترحيل المعارض السعودي خاشقجي من تركيا؟