قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إنه لا توجد أرضية مناسبة للموافقة على
تصدير السلاح إلى
السعودية، حتى استكمال التحقيقات، ومعرفة ما الذي جرى في حادثة مقتل الصحفي جمال
خاشقجي.
وأضاف ماس في تصريحات للتلفزيون الألماني، السبت، أنه "ما دامت التحقيقات جارية، وما دمنا لا نعرف ما الذي حدث هناك، فلا توجد أرضية لاتخاذ قرار إيجابي بخصوص صادرات
الأسلحة للسعودية".
وذكر ماس أن كافة المخاوف بشأن مقتل خاشقجي بصورة صادمة، تبين أنها "كانت محقة".
وأشار ماس إلى عدم كفاية التصريحات الصادرة حول القضية، وأن "هناك أسئلة أكثر من الأجوبة".
ولفت إلى "عدم الانسجام" في التصريحات (السعودية)، التي قالت إن خاشقجي قد غادر قنصلية المملكة في بادئ الأمر، ومن ثم أقرت بأنه قتل داخل القنصلية.
وجدد ماس دعوة ألمانيا للسلطات السعودية، بشأن ضرورة كشف ملابسات الحادثة، وذكر أنهم يتابعون المستجدات عن كثب.
وردا على سؤال، عما إذا كان التفسير السعودي سيكون كافيا، أم أن هناك حاجة لتحقيق أممي لكشف الملابسات، قال ماس: "ندعم كل ما من شأنه المساعدة على توضيح هذه الحادثة".
وتطرق ماس إلى إعلان العديد من الساسة ومندوبي الشركات مقاطعة مبادرة الاستثمار "دافوس الصحراء"، المقرر انعقاده الثلاثاء المقبل، ولثلاثة أيام، في السعودية.
وأكد أن هذا يعد رسالة على خلفية ما جرى لخاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.
وأردف: "أنا شخصيا لا أشارك حاليا في أي مؤتمر ينعقد بالرياض".
وباعت ألمانيا، في الأشهر الـ9 الأولى من 2018، أسلحة بقيمة 417 مليون يورو للسعودية، وذلك رغم انتقادات برلين للمملكة؛ بسبب دورها في الحرب الجارية باليمن.
وفجر السبت، أقرّت الرّياض بمقتل خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول إثر "شجار" مع مسؤولين عقب دخوله القنصلية، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به، وأعلنت توقيف 18 سعوديًا على خلفية الواقعة.
ولم توضح السعودية مكان جثمان خاشقجي، كما لم تحدد كيفية مقتله.
وعلى إثر ذلك، أعفى العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها "تثير الشكوك الفورية"، خاصة أنها أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي، بعد صمت استمر 18 يوما.