أثارت تصريحات تلفزيونية وصحفية أطلقها بعض الوزراء غضب المصريين وسخريتهم، فيما وصفها
متابعون بأنها خالية من المسؤولية، وتكشف
عن تعالي الوزراء، وبُعدهم عن أرض الواقع.
وقبل أيام، قال وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار،
بمنتدى برلماني بشرم الشيخ، إننا "نواجه حربا، لكننا مستمرون" و"إللي متعلمش في مصر ماتعلمشي"، وذلك قبل أن يعلن محذرا الطلاب ببداية العام الدراسي،
أن "السياسة أشد المحرمات بالجامعات".
متابعون انتقدوا الوزير، متهمينه بتجاهل وضع مصر بذيل
جودة التعليم العالمي، وتصنيف الجامعات المصرية المتأخرة عالميا، فيما سخرت الناشطة ماجدة
أبو عثمان، قائلة: "أصله ماعداش على مصر"، متسائلة عبر "فيسبوك"،
"هو الكلام دا على مصر، ولا فانتازيا ولا الكاميرا الخفية".
وانتقد الناشط وجدي رافاييل، التصريح الثاني للوزير
بقوله: "السياسة أشد المحرمات بالجامعات، والقهاوي والمصانع والبيوت"، مضيفا
عبر "فيسبوك": مش ناقص غير تحريمها على السرير وفي الأحلام".
أما وزير التعليم طارق شوقي، صاحب قرار تطوير منظومة
التعليم وتوزيع الجهاز اللوحي "التابلت" على طلاب المدارس عبر قرض قيمته
500 مليون دولار، وتكلفة بلغت مليار جنيه لتأليف كتب النظام الجديد، فقد نال الحظ الأكبر
من التصريحات المثيرة للجدل.
ومن بينها قوله: "الدول تسأل نفسها مصر طورت
منظومتها إزاى؟"، و"منظومة التعليم الجديدة هتعلم أولادنا زي الغرب"،
و"المردود الإيجابي لنظام التعليم الجديد بأسابيعه الأولى فاق توقعاتنا"،
و"5 ملايين ولى أمر مبسوطين بالنظام الجديد"، و"المشككون بتطوير التعليم
كالمشككين بعبور خط بارليف".
وزاد شوقي الجدل بتصريحات تناقض ما سبق بقوله:
"المدارس في مصر غير مؤهلة لنظام التعليم"، وقراره بغلق صفحات المدارس بـ"فيسبوك"
بعدما كشفت صور ومقاطع مصورة حالة المدارس المتردية والكثافة الكبيرة للطلاب بالفصول،
كما اتهم الزيادة السكانية بالتسبب في تكدس الفصول وادعى أن تكلفة بناء الفصل الدراسي
200 ألف جنيه، وعن وفاة تلميذ بالدقهلية قال: "حادثة متوقعة وبتحصل كل سنة".
ومن الانتقادات الموجهة لشوقي،
ما قاله الصحفي أبوالعباس محمد عبر "فيسبوك": "شكرا لنظام التعليم الجديد
الذي كشف لنا أن الوزير لم يعرف أحوال مدارس مصر وتردي حالتها إلا من التابلت".
وتندر الصحفي سليم عزوز، بقوله: "وقعة أبوكم سودة"، مضيفا: "وزير التعليم، بعد أن أعلن أن كل العالم يقف على رجل واحدة بانتظار تطبيق نظام
التعليم، عاد ليقول إن المدارس ليست مؤهلة لتطبيقه"، ساخرا: "نطبقه بدور السينما".
وقال الأكاديمي محمد عزالدين، إن الوزير مجرد منفذ
لتعليمات وأقوال السيسي، بداية من ماذا يصنع التعليم بوطن ضايع؟ ودعوته لتعليم النخبة
فقط دون بقية الشعب.
وفي السياق ذاته، ورغم تعيينها فقط قبل 4 أشهر، إلا أن
تصريحات وزيرة الصحة هالة زايد، أثارت كثيرا من الجدل، ومنها: "إذاعة السلام الجمهوري
بالمستشفيات"، و"إطلاق أكبر مبادرة بتاريخ الإنسانية لعمل مسح طبي شامل للمصريين"،
و"العالم منبهر بما تحققه مصر"، و"ننقل تجربتنا بالعلاج لأمريكا"،
و"محدش مصدق اللي بنعمله"، و"سبب زيادة مرضى الفشل الكلوي أن المريض
بقى يعيش وده بيسبب لنا معاناة".
تصريحات الوزيرة تأتي وسط وفاة 5 مرضى بالفشل الكلوي
بمستشفى ديرب نجم، ووفاة طبيبة صعقا بالكهرباء بمستشفى المطرية، وانهيار منظومة العلاج
بالمستشفيات.
وسخر المستشار محمد سليمان، من
قرارها إذاعة السلام الوطني بالمستشفيات، مقترحا عبر "فيسبوك" نشيدا جديدا
يردده الأطباء يقول: "سرنجاتي سرنجاتي سرنجاتي لكي حبي وتحياتي، مستشفياتنا يا أم
المستشفيات أنتي غايتي والمراد، وعلى كل العباد التبرع للمستشفيات".
وخاطبها الصحفي سليم عزوز:
"أين يا أختي عبر العالم عن انبهاره هذا، وماذا يبهر وأنت ورئيس حكومتك بزيارة
للمرضى بإحدى المستشفيات استدعوا اثنين من الموظفين ليقوما بدور المريض على مسرح السيسي"،
ومثلت بعض تصريحات وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي،
أيضا صدمة للمصريين، وأثارت مخاوفهم بعد قولها: "نسبة خصوبة الصعيد مرتفعة، وتعد
الأعلى بمصر، وسنحاول تعطيلها ببرامج خفض معدلات الإنجاب"، وقولها: "من الضروري
وجود عقوبة قانونية على كثرة الإنجاب".
ورد عليها الباحث محمد عبد العزيز الهواري بمقارنة
مع تركيا، وقال إن أردوغان يدعو للإنجاب، ويقول إن "نهضة تركيا الحقيقية تبدأ
إذا وصل عددهم ثلاثمئة مليون"، مضيفا عبر "فيسبوك": "كما أطلقوا قانونا
يلزم الدولة براتب شهري 600 ليرة عن كل طفل مع إنجاب الطفل الثالث".
ووصف الصحفي محمد جمال تلك التصريحات من المسؤولين
المصريين بـ"الشوطة"، وأكد عبر "فيسبوك"، أن "إعلان أي مسؤول
عن هذه العبقرية المعملية الفذة بمجاله وتهافت العالم علي تجربة وزارته أو محافظته
أو إدارته؛ مؤشر أنه فاشل ويلجأ لتلميع نفسه".
وانتقد رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي،
تلك التصريحات، وبخاصة وزير التعليم، مؤكدا أن "ما يقوله ويفعله الوزير حتى الآن يكشف أنه ليس لديه خطة لتطوير التعليم، بل ليس
لديه معلومات كافية عن مكونات عناصر التعليم".
الشهابي، أوضح لـ"عربي21"،
تناقضات الوزير بقوله تارة إنه يحتاج 32 ألف فصل تعليمي بتكلفة 100مليار جنيه، وأخرى
يقول 260 ألف فصل بتكلفة 130 مليار جنيه، وللفصل الواحد نصف مليون جنيه"، مبينا
أنه "بالرغم من أنه المسؤول الأول عن التعليم فإنه لا يملك المعلومة ولا تكلفة الفصل
الدراسي الحقيقية".
وانتقد الشهابي المنهج الذى استورده الوزير من شركة
ديسكفري الأمريكية بمليار جنيه للصف الأول الإبتدائي، واصفا إياه بـ"المنهج السطحي"،
معتبرا أن ذلك "فشل" جعله محل سخرية من المتخصصين والتلاميذ وأولياء الأمور،
مؤكدا أن "طارق شوقي لا يمتلك رؤية متكاملة لتطوير التعليم ويبيع الوهم من خلال
حديثه وتعاليه على الخبراء".
هكذا وزع السيسي "كعكة" العاصمة الإدارية الجديدة
ما دور السيسي في خطة أوروبا الجديدة لوقف تدفق اللاجئين؟
عامل بالحديد والصلب المصرية: هكذا يتدخل الجيش لتصفية الشركة