يعيش أكثر من 50 ألف نازح سوري ظروفا إنسانية صعبة، داخل مخيمات بريف إدلب الغربي تفتقر لأدنى من مقومات الحياة، وسط تدهور حاد في الخدمات الطبية وامدادات الغذاء.
ومع اقتراب فصل الشتاء يعمل العديد من سكان المخيمات على تأمين خيامهم بالشوادر وحفر قنوات في الأرض لإبعاد مياه الأمطار عن خيامهم، صدم النازحون بنبأ وقف منظمة "أكتد" لخدماتها التي تقدمها للنازحين ما أثار قلقهم ومخاوفهم بشكل كبير.
وقال الإداري في مخيم صلاح الدين أحمد الصادق، إن منظمة أكتد تقدم خدمات عديدة لسكان المخيمات أهمها المياه الصالحة للشرب، وعمليات النظافة حيث تعمل المنظمة على ترحيل القمامة بشكل يومي من المخيمات وتنقلها بعيداً، والصرف الصحي حيث يقوم عاملون من المنظمة بتنظيف الحمامات الموجودة بالمخيمات مرتين كل يوم وهذه الخدمات تقدم لجميع مخيمات المنطقة والتي يبلغ عددها ما يزيد عن 40 مخيم تمتد من قرية الحمبوشية وصولاً إلى قرية دركوش بريف إدلب الغربي والعديد من الخدمات الأخرى.
وأضاف الصادق في حديث لـ"عربي21"، أن المنظمة بالإضافة لما ذكر كانت توفر العديد من فرص العمل للشباب والنساء من ذوي الحاجة الماسة في عمليات التنظيف وترحيل القمامة.
وأشار إلى أنه في حال قامت المنظمة بإيقاف عملها مع نهاية الشهر الجاري؛ فإن نسبة الضرر ستكون كبيرة جداً حيث أن المدنيين سيفقدون أهم مقومات الحياة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وعدم توفر منظمة بديلة يمكنها سد الفراغ الذي سيخلفه إيقاف عمل المنظمة على حياة الناس.
من جهتها قالت أم جميل إحدى سكان مخيم الجبل التي تقدم له المنظمة خدمتها إنه في حال أوقفت المنظمة عملها سيكون النازحين في وضع كارثي حيث سيجبرون على شراء الماء بمبالغ مالية لا تقدر عليها، حيث ستضطر كل عائلة لدفع ما يقارب ألف ليرة سوري يوميا لتوفير مياه الشرب.
وقالت إن معظم النازحين لا يوجد لديهم دخل مادي، فهم أجبروا على ترك منازلهم وقراهم بسبب القصف والمعارك ومعظمهم لا يعمل الآن.
وأضافت أن نازحي المخيمات كانوا ينتظرون زيادة في الدعم مع دخول فصل الشتاء، فالحاجة ملحة إلى الحطب أو المحروقات للتدفئة، وحليب الأطفال وشوادر جديدة لحماية خيمهم من مياه الأمطار.
في سياق متصل، قال مدير مكتب منظمة أكتد في ريف إدلب الغربي، عمار سليمان، إن المنظمة قدمت الكثير من الخدمات للنازحين منذ شهر نيسان عام 2016 إلى اليوم، وهي تعمل لتخفيف معاناة الأهالي، وعدد المستفيدين من الخدمات التي تقدمها ما يقارب 35 ألف مدني، ولكن السبب الأساسي الذي سيجبرهم على إيقاف عملهم بالمخيمات هو رفض OFDA تقديم منحة مالية جديدة للمخيمات، والأكتد لا يمكنها تحمل التكاليف التشغيلية لهذه المشاريع على نفقتها لعدم توفر المال الكافي.
وأضاف سليمان لـ"عربي21": "لا زلنا نبحث مع مكتب تركيا لتوفير منظمة أو جهة حكومية يمكنها أن تقدم لنا الدعم المالي للاستمرار في مشاريعنا التي ننفذها بالمخيمات، ولكن في حال لم نجد سيكون هذا الشهر هو نهاية عملنا بمخيمات ريف إدلب الغربي، وهذا أمر محزن جداً بالنسبة لنا لأننا ندرك أهمية ما نقدمه للنازحين وحاجتهم الماسة له، لكن مع الأسف لا يمكننا القيام بشيء في حال لم نجد جهة توفر لنا الدعم الكافي".
وعن دور حكومة الإنقاذ والحكومة المؤقتة قال سليمان، إنه لا يوجد أي نوع من الشراكة والتعاون بينهم وبين الحكومتين وأنهم كانوا يقدمون خدماتهم من خلال فرقهم والعاملين معهم من داخل المخيمات.
وحول إمكانية أن تكمل الحكومة المؤقتة أو حكومة الإنقاذ عملهم في توفير مياه الشرب للنازحين قال: "هذا أمر صعب جدا ولا يوجد أي جهة أو منظمة قادرة على تحمل تكاليف مثل هذه المشاريع من دون تمويل خارجي".
ويسكن مخيمات ريف إدلب الغربي والتي يبلغ عددها ما يزيد عن 40 مخيم أكثر من 7 آلاف عائلة أي ما يقارب 50 ألف مدني معظمهم نزحوا من قراهم ومدنهم بعد التدخل الروسي في سوريا نهاية عام 2015 وتقدم قوات الأسد على الأرض.
فتح المعابر مع سوريا.. رئة للشعب أم شريان حياة للنظام؟
ما مصير "التنظيمات الجهادية" في سوريا بعد اتفاق سوتشي؟
الجولاني باختبار صعب وسط انقسام يهدد بتفكك تحرير الشام