تسببت الأنباء الواردة والمتتالية حول مقاطعة اللواء الليبي، خليفة حفتر لمؤتمر "باليرمو" المنعقد حاليا، ردود فعل وإرباكا للمشهد، وسط تكهنات بتعمد الجنرال الليبي ذلك لإثبات قوته وإفشال المؤتمر الإيطالي.
وتأكد غياب "حفتر" عن الجلسات الافتتاحية للمؤتمر الدولي المنعقد اليوم في مدينة باليرمو (جنوب إيطاليا)، إلا أن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، توقع حضور "حفتر" للالتحاق بالمؤتمر عبر مشاركته في جلسات نقاشية غير الافتتاحية"، حسب وكالة "رويترز".
قمة مصغرة
من جهتها، ذكرت وكالة "نوفا" الإيطالية، اليوم الإثنين، أن ختام أعمال مؤتمر باليرمو سيتضمن قمة أمنية مصغرة برئاسة إيطاليا وبحضور خليفة حفتر، وأن "القمة ستكون بحضور دول روسيا ومصر والجزائر وتشاد والسودان والنيجر وتونس".
وكشفت الوكالة أن "الأطراف المُشاركة، هم: رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، ورئيس تونس، الباجي قايد السبسي، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وعن الجزائر، الوزير الأول أحمد أويحيى، وممثلة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، ورئيس تشاد، إدريس ديبي."، وفق الوكالة.
وطرح غياب "حفتر" ثم تأكيد حضوره، عدة تساؤلات من قبيل: هل تعمد " حفتر إرباك مؤتمر باليرمو بإشاعات غيابه ثم حضوره؟ وهل يريد إثبات قوته أم ينفذ خطة وضعتها له روسيا وفرنسا كما قيل؟.
انعدام ثقة
من جهته، قال الباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل إن "حفتر يريد حضور شيء ذو أهمية، لذا سيكتفي بحضور قمة أمنية مصغرة ربما تكون الأكثر إفادة له، خاصة أنه جرب هذه الأطراف الحاضرة الآن في "باليرمو" خلال لقائها في باريس وأبو ظبي ولم يجد\ لهم نفعا ولا دورا"، كما قال.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "البعد السياسي في المؤتمر أمر لايعني "حفتر"، والرجل لن يجلس أبدا مع قادة "ميليشيات" ليبية تم دعوتهم إلى باليرمو، لذا غيابه أمر طبيعي، وتم التفاوض معه قبيل المؤتمر لكنه لم يقتنع وربما يغيب أصلا عن القمة الأمنية حال تم دعوة هؤلاء القادة لها"، حسب توقعاته.
وبخصوص دور روسي أو فرنسي وراء مقاطعة "حفتر" للمؤتمر، قال عقيل: استبعد وجود ضغوط روسية عليه لاقناعه بالمقاطعة، أما فرنسا فقد تكون هي وراء مقترح قمة أمنية مصغرة وهي من أقنعت "حفتر" بحضورها كون ذلك يصب في مصلحتها بخصوص محاربة الهجرة غير الشرعية".
فشل المشروع العسكري
ورأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار أن "تصرفات حفتر تأتي من باب تسليط الضوء عليه وإثبات أنه طرف هام، لكن واقع الحال يقول إن الزمن تجاوزه وواقع المشهد الليبي يدل على ذلك، وما تواصل الإيطاليين معه إلا من جانب الدبلوماسية والكياسة"، حسب قوله.
اقرا أيضا : هل ستخرج ليبيا بالفعل من الأزمة بعد مؤتمر باليرمو؟
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "المشروع العسكري فى ليبيا فشل وانتهى، وستكون ليبيا دولة مدنية ديمقراطية، أما مخرجات مؤتمر "باليرمو" ستكون إيجابية فى الدفع بمسار الأحداث إلى الأمام"، كما صرح.
مؤتمر مجهول الهوية
وقال الصحفي الليبي، حسين العريان إن "باليرمو" مؤتمر مجهول الهوية نظراً لتغييب عدة أطراف فاعلة بالمشهد الليبي ومنهم أنصار النظام السابق وكذلك الأحزاب السياسية وقادة المجموعات المسلحة ورؤساء لجان المصالحة، وهذا ما أعطى مؤشر لحفتر بعدم فاعلية نتائج المؤتمر".
وأضاف: "وليس هذا انتقاصا لمن قدمت لهم الدعوة ولكن أغلبهم ليسوا فاعلين حقيقيين في الملف الليبي، أما هدف المؤتمر الخفي فقد بدا واضحا وهو تسجيل حضور إيطاليا بالملف الليبي وليس من أجل وضع حلول للقضية الليبية"، وفق قوله لـ"عربي21".
تقليد "القذافي"
لكن الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير أوضح أن "حفتر يمنح لنفسه أهمية أكثر من الأطراف الأخرى ويريد من إثارة الغموض والتساؤل حول حضوره من عدمه إقناع الآخرين بهذه الأهمية الزائدة التي يراها لنفسه، وهذه الأوهام تشبه ما كان يفعله "القذافي"، حسب كلامه.
وأكد لـ"عربي21" أن "غياب الجنرال الليبي سيؤثر على نجاح المؤتمر باعتباره طرفا رئيسا في الأزمة، لكنه يدرك أن تغيبه لن يكون في مصلحته وسيحرج داعميه، ولا أتوقع عقوبات دولية ضده كون بعض الأطراف لاتزال بحاجة إليه"، وفق تقديره.
هل ستخرج ليبيا بالفعل من الأزمة بعد مؤتمر باليرمو؟
مؤتمر "باليرمو".. من الأقوى مشاركة بين الأطراف الليبية؟
ما مصير حكومة السراج بليبيا بعد اتفاق البرلمان والأعلى للدولة؟