طرحت عملية استهداف كتائب القسام حافلة لجنود الاحتلال في منطقة ما يعرف بأحراش مفلاسيم شرق قطاع غزة أمس وهي فارغة بعد إنزالها كافة الجنود تساؤلات بشأن الرسالة التي أرادت المقاومة الفلسطينية إيصالها مع بدايات التصعيد.
وبثت كتائب القسام مقطعا مصورا يظهر مجموعة كبيرة من حافلات النقل الصغيرة المليئة بالجنود تبعها حافلة كبيرة دخلت لموقع عسكري وأنزلت كافة ركابها الجنود قبل أن تغادر المكان ويباغتها صاروخ موجه قالت مصادر فلسطينية إنه من طراز "كورنيت".
وشوهد أحد الجنود بجانب الباص لحظة استهدافه وقال الاحتلال إن الهجوم نتج عنه إصابة واحدة فيما التقطت المقاومة مشاهد لسيارة إطفاء في المكان.
ولم يعترف الاحتلال بأن الحافلة تعمل على نقل جنود إذ زعم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي خلال مقابلة مع قناة الجزيرة أمس أنها "مدنية" لكن المقاومة دحضت مزاعمه وأكدت أنها تتبع الجيش عبر مقطع مصور بوضوح لتحركاتها.
ثغرات أمنية
وقال الباحث والمحلل المختص بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن الرسالة من استهداف الباص وهو فارغ كانت أن "المقاومة قادرة على توجيه ضربة قاسية لكنها لا تريد حربا مفتوحة".
وأوضح أبو زبيدة لـ"عربي21" أن العملية برمتها كانت تمثل إرباكا للاحتلال بسبب القدرة الجيدة على الرصد والاستعداد للاستهداف في الوقت المناسب وضرب الهدف بكل أريحية وتصويره بهذا الشكل.
وأضاف: "الاحتلال وقع في فخ بعد انكشاف تحركاته شرق غزة وكان يمكن إلحاق خسائر بشرية فادحة به حيث كان الملاحظ أن هناك أعدادا كبيرة من الجنود بينهم بالتأكيد ضباط كبار وكانوا صيدا سهلا".
وشدد أبو زبيدة على أن الفيديو الذي شاهده الجميع وصلت رسالته للاحتلال أن هناك مفاجآت ربما لن يحتملها وثغرات ارتكبها جيشه.
ولفت إلى أن ما حصل كان ضربة قوية للجبهة الداخلية للاحتلال والتي سعى الناطقون باسم جيشه إلى خداع الجميع بالترويج أن الحافلة كانت مدنية.
تصعيد مدروس
من جانبه قال المختص بالشأن الأمني الإسرائيلي الدكتور ناجي البطة إن تصعيد الأمس كان مدروسا من قبل المقاومة الفلسطينية ولم يكن استهداف الباص بهدف إشعال حرب.
وأشار البطة لـ"عربي21" إلى أن المقاومة اتبعت نفس أسلوب الاحتلال بإرسال صواريخ تحذيرية لإفراغ البنايات السكنية في غزة تمهيدا لقصفها وقام بضرب الحافلة وهي فارغة تحذيرا من هجوم أكثر قسوة على جنوده.
ورأى أن التصعيد يبدأ برسائل متبادلة بين الطرفين وتتم بشكل تصاعدي ولو لم تكن ضربة الحافلة محسوبة وراح فيها عشرات الجنود لاندلعت حرب شاملة بعد ساعات من تنفيذها ولصرنا نتحدث عن انفلات الأمور ثم التدحرج نحو قصف تل أبيب واستهداف كل شبر في غزة.
وشدد على أن العمل المقاوم في غزة "أصبح نوعيا كما هي التشكيلات العسكرية الرسمية للدول رغم نقص الكثير من أنواع الأسلحة والافتقار للدعم الدولي والإعلامي العالمي الذي تملكه إسرائيل".
وأضاف: "هناك مقاومة مشتركة بغزة تملك كفاءة في إدارة المعركة وتحسب ضرباتها بشكل جيد ولم تكن هناك نية للاستعجال بدحرجة الأمور نحو حرب شاملة لكن الرسالة كانت واضحة أننا قادرون على إيقاع خسائر في صفوفكم في الوقت الذي نراه مناسبا".
محللون: جيش الاحتلال فشل بعملية خان يونس وخسارته مزدوجة
تقديرات إسرائيلية: دول الخليج تتنافس للتقارب مع إسرائيل
هل تنجح فرنسا بإحياء المفاوضات بين السلطة وإسرائيل؟