بعد قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية بوقف إطلاق النار في غزة، تعالت الأصوات الإسرائيلية الرافضة لهذا القرار، واعتبار ذلك تراجعا أمام حركة حماس.
من جهته، حدد الجنرال الإسرائيلي عميرام ليفين القائد الأسبق للمنطقة الشمالية، أسبابا عدة، يمكن من خلالها الوصول إلى نتيجة أن إسرائيل خرجت من هذه الجولة التصعيدية، ويدها السفلى.
وقال ليفين في حوار مطول مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" إن "أول مؤشر على ذلك أن الحكومة والجيش خذلا مستوطني غلاف غزة، وثانيها أن عمليات الجيش الإسرائيلي باتت مكشوفة أمام حماس، ولذلك فإنه يجب الانتقال من دائرة الردع إلى العقاب ضد غزة، وثالثا أن استمرار إطلاق النار بصورة مكثفة على غلاف غزة أمر غير محتمل، وليس مقبولا، وهي فرصة لتوجيه النقد لسياسة الردع التي تتخذها إسرائيل".
وأضاف ليفين، القائد السابق لسرية هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، أن "المؤشر الثالث من نتيجة المواجهة الأخيرة في غزة، أنه لا سياسة لدينا أمام حماس، وهذه نقطة ضعف محسوبة علينا، ما يتطلب منا استخدام أسلوب المفاجأة مع حماس، وكان يجب إنهاء أي جولة تصعيد معها حين تكون يد الجيش الإسرائيلي هي العليا بصورة واضحة، غير قابلة للتحليل والتفسير".
اقرأ أيضا: جنرال: قوة ردعنا تآكلت.. وحماس قادرة على تهديد إسرائيل
وأوضح ليفين أن "المؤشر الرابع لخسارة إسرائيل لهذه الجولة، مفاخرتها باستهداف تلفزيون الأقصى التابع لحماس، وهو عمل مدعاة للاستخفاف به، فهناك أهداف أكثر قوة ونوعية تابعة لحماس يمكن للجيش الوصول إليها. أما المؤشر الخامس فهو ضرورة أن تنتهي هذه الجولة بضربة قوية لزعماء حماس والمقدرات التي يحوزونها، بحيث يصبح محظورا على حماس معاودة إطلاق النار على الإسرائيليين بصورة سافرة فظة".
وأكد ليفين أن "المؤشر الخامس على النتيجة السيئة، لهذه الجولة، أنه كان محظورا وقف إطلاق النار فيها دون استعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى والقتلى، بعيدا عن المساومة والصفقات، وقف إطلاق النار يعني بالضرورة استعادة الأسرى، حينها سيكون نصرا إسرائيليا ساحقا، وليس استخدام عبارة "استهدفنا عدة مواقع بالقصف"، كان يجب على حماس نهاية هذه الجولة أن تركع على أربع، وأن تطلب هي وقف إطلاق النار".
وأوضح ليفين أن "استمرار إطلاق النار من حماس يتطلب من إسرائيل خيارين: إما توجيه ضربة قوية ضد الحركة، ثم إعلان ضبط النفس، أو انتظار توفر هدف كبير لضربه مثل إسماعيل هنية بحيث يكون على دائرة الاستهداف، وبعده تندلع الحرب".
لا حلول سرية
وأشار إلى أنه "لا توجد حلول سحرية للوضع المتفجر في غزة، ففي المشاكل المعقدة لا توجد حلول بسيطة، خاصة مع أولئك الداعين لإبادتنا والقضاء علينا، لكن الأفضل أن نبدأ من أعلى، ومن لا يريد حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بصورة استراتيجية، لا يمكنه العثور على حلول تكتيكية في غزة، الحل يجب أن يكون بالضربات القوية والعقوبات المؤلمة ضد من يطلق الصواريخ على الإسرائيليين".
وأوضح أن "الحلول المطروحة لأزمة غزة تتطلب إعداد خطة حقيقية بعيدا عن حقائب الدولارات القطرية، أو بعض الوقود لشركة الكهرباء، وإنما هو حل إنساني بعيد المدى، ومن ذلك إنشاء ميناء لهم في غزة، لا يجب أن نخشى من ذلك".
وختم بالقول إن "الجيش الإسرائيلي يعلم ما الذي يمكنه القيام به، ومن ذلك قتل قائد في حماس، وبجانبه عشرة فلسطينيين مدنيين، لقد خذلنا مستوطني غلاف غزة، لأننا خفنا وفقدنا الهدف السياسي من أي عملية عسكرية، وها قد آن أوان وقف هذه السياسة، لأنه لا يمكننا التنازل عن أمن الإسرائيليين، ومحظور علينا التنازل عنه".
إسرائيليون يعلقون على التهدئة: ما هكذا يُبنى الردع أمام حماس
عسكريون إسرائيليون: الحكومة جعلتنا رهائن لقرارات حماس
الكابينيت يتكتم على نتائج اجتماعه حول غزة.. وتحذير من "غدر"