صحافة إسرائيلية

مسؤول إسرائيلي: هذا ما يمنعنا من استعادة الردع بغزة

المسؤول قال إن كبار قادة الجيش الإسرائيلي ساهموا في تغييره للأسوأ- جيتي

هاجم مستشار إسرائيلي بارز، الاستراتيجية الإسرائيلية العسكرية في التعاطي مع التطورات الجارية في المنطقة، مؤكدا أن هناك "انقلاب" في المعادلة بالنسبة لفهم دور الجنود الإسرائيليين في الجيش.

وأكد يورام دوري، وهو ناطق سابق باسم وزير الخارجية الإسرائيلية، ومستشار لاستراتيجية الإعلام السياسي والدبلوماسي الإسرائيلي، أن "إسرائيل في الأيام الاخيرة، وفي إطار الإعلان عن وقف النار، شهدت فقدان الردع تجاه حماس وباقي الفصائل العاملة في قطاع غزة".

وأضاف: "من يعزو ذلك لفك الارتباط (الانسحاب من غزة) يخطئ، فالنار على إسرائيل كانت قبل فك الارتباط، أما من يدعون بأن تردد الحكومة وانبطاحها؛ هو السبب لفقدان الردع، فهؤلاء أصابوا الكثير من الحقيقة في كلامهم".

وفي تحليل أعمق لفقدان الردع مع قطاع غزة، ذكر دوري  في مقال له اليوم بصحيفة "معاريف" العبرية، أنه "يوجد تغيير في المعادلة التي كانت قائمة بين الجمهور الإسرائيلي منذ قيام إسرائيل وحتى السنوات الأخيرة"، زاعما أنه حينما كانت مهمة الجيش الدفاع عن الإسرائيلي، كانت العقيدة هي نقل الحرب إلى أرض العدو".

ولكن في السنوات الأخيرة، وفق المستشار الإسرائيلي، "نشأ نوع من الهرم المقلوب؛ فجنود الجيش الإسرائيلي عليهم أن يكونوا محميين من الجبهة الداخلية، وبحسب هذا النهج السائد بين الجمهور، فإن الجبهة الداخلية يمكنها أن تحتمل القصف، ونمط حياتنا يمكنه أن يتشوش تماما، والمهم أن يكون الجنود محميين".

وتابع: "لست واثقا من أن الجنود يتبنون هذه المعادلة الغريبة، ولكن يخيل لي أن هذا هو الرأي العام"، مؤكدا أنه "طرأ أيضا تغيير كبير في فهم الناس للجيش، والمسؤول عن ذلك هم كبار قادة الجيش الإسرائيلي".

ونوه إلى أن وحدات الاستخبارات أصبحت "الجهة الرائدة والنموذج للاقتداء، وفجأة أصبح محللو الرموز وفنانو مفاتيح الحاسوب الأبطال هم رأس حربة الجيش، ولذلك فعندما تستثمر الميزانيات الطائلة في وحدات مثل 8200، فلا عجب أن الجيش تغير".


اقرأ أيضا: تقارير إسرائيلية تسلط الضوء على وحدة 8200 الاستخبارية

وسبق أن أعتبر الخبير العسكري أور هيلر، وحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، هي "أيقونة جهاز أمان، لأن من أهم مهامها العمل على تجديد الردع"، مؤكدا أنها "أهم وحدة في الجيش الإسرائيلي، ولعلها من بين الأفضل على مستوى العالم لدى أجهزة الاستخبارات الدولية، لأن معظم القرارات المصيرية التي تتخذها الحكومات تستند لما توفره من معلومات".


وأوضح دوري الذي عمل سابقا كمستشار وثيق ومتحدث باسم الرئيس الإسرائيلي الراحل، شمعون بيرس أنه "عندما يصبح رجل دبابة في نظر الجميع إمعة، وعندما ينظرون إلى مقاتل المشاة كهاذ، فجأة تصبح عملية برية ذات إمكانية كامنة كارثية".

وقال: "هكذا تحولت النار الصاروخية على الإسرائيليين في الجنوب وأصبحت تسمى تنقيطا؛ ومحاولات حرق الغابات، تسالي بالونات؛ وجهود الإسرائيليين لإيجاد مجال محصن في غضون 15 ثانية "جولات"؛ وكذلك أصبحت الكلمة البائسة "احتواء" الاسم الرديف للعجز".

ورأى المستشار الإسرائيلي، أن "انقلاب المعادلة بالنسبة لفهم دور الجنود، والتشديد على نشاط خبراء الحاسوب هو ذو تأثير على تردد القيادة السياسية، وغياب الحماسة لدى القيادة العسكرية العليا من عملية كانت ستعيد الردع حيال غزة".