نشر موقع "سي أن أن" مقالا لمحلل الشؤون الأمنية في الشبكة بيتر بيرغين، يقول فيه إن توصل المخابرات الأمريكية إلى نتيجة تتعلق بتورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتل صحافي "واشنطن بوست"، أدى إلى تصعيد الأزمة في العلاقة الأمريكية السعودية إلى مستوى جديد.
ويشير بيرغين في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بناء على المصادر التي تحدثت إلى "سي أن أن" وبقية المؤسسات الإعلامية، فإن هناك أدلة كافية لنسبة الأوامر المتعلقة بالقتل إلى ابن سلمان، المعروف بـ"أم بي أس".
ويلفت الكاتب إلى أن محمد بن سلمان قاد حربا كارثية في اليمن، وحصارا على دولة قطر، وقام باختطاف رئيس الوزراء اللبناني، وعمليات الاعتقال في فندق ريتز كارلتون في الرياض، الذي احتجز فيه المئات من الأمراء ورجال الأعمال، وأجبرهم على التخلي عن مليارات الدولارات من ثرواتهم باسم مكافحة الفساد.
ويجد بيرغين أن "من المثير للدهشة أنه رغم أهمية السعودية للمصالح الامريكية إلا أن ترامب لم يعين سفيرا فيها، ولهذا ظلت السياسة الأمريكية تقوم على معلومات يقدمها رجل واحد، وهو جارد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس البالغ من العمر 37 عاما، وصديق ولي العهد البالغ من العمر 33 عاما".
وينوه الكاتب إلى أن الرئيس رشح يوم الثلاثاء الجنرال المتقاعد جون أبي زيد ليكون سفيرا في السعودية، وهو بانتظار موافقة مجلس الشيوخ، لافتا إلى أن "ما كان مفقودا في العلاقة بين البلدين هو شخص في موقع أبي زيد ليكون في الرياض، وعلى اتصال منتظم مع (أم بي أس)، ويوفر له نوعا من المراقبة الناضجة".
ويقول بيرغين إنه "من الصعب التفكير في شخص مؤهل لهذا المنصب مثل أبي زيد، البالغ من العمر 67 عاما، الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة، وقاد القيادة المركزية في الشرق الأوسط، وهو ما يعطيه خبرة وتجربة في المنطقة وجدية للحديث مع الرئيس ترامب".
ويبين الكاتب أنه "بعدما رضيت الإدارة بمغامرات (أم بي أس) الطائشة، فإنها بدأت في التراجع قليلا، فقد أنهت الإدارة في بداية الشهر الحالي عمليات تزويد الطيران السعودي المشارك في الحرب اليمنية بالوقود، بعدما أعادت الغارات اليمنية البلد إلى العصور الحجرية، وأصدرت الإدارة قرارا لمعاقبة 17 شخصا متورطا في جريمة قتل خاشقجي".
ويقول بيرغين: "يبدو أن كل يوم يجلب قصة جديدة من الفوضى في البيت الأبيض، خاصة بعد قذف نائبة مستشار الأمن القومي ميرا ريتشارديل لأنها أغضبت ميلانيا ترامب، لكن فريق ترامب للسياسة الخارجية أصبح محترفا أكثر مما كان عليه في عهد وزير الخارجية العاجز ريكس تيلرسون، الذي يعد من أقل وزراء الخارجية الأمريكية نجاحا في التاريخ".
ويفيد الكاتب بأن "لدى تيلرسون سجلا صارخا في قدرته على تعيين الدبوماسيين، وبالمقارنة فإن خليفته مايك بومبيو نجح في تعيين عدد من الدبلوماسيين المعروفين، فبالإضافة لأبي زيد، فإنه تم تعيين زلماي خليل زاد مبعوثا خاصا لإفغانستان، وهو أمريكي من أصل أفغاني، وعمل سفيرا في كابول في الفترة ما بين 2003 – 2005 ، وعمل خليل زاد مع الرئيس حامد كرزاي عندما كان البلد مستقرا نوعا ما، وعينه جورج دبليو بوش لاحقا سفيرا في العراق والأمم المتحدة".
ويشير بيرغين إلى أن خليل زاد يقود الآن المحادثات مع حركة طالبان للتوصل إلى تسوية، وتحتاج العملية لوقت لوقف النزاع في أفغانستان، لافتا إلى أن لدى زاد الخبرة والمعرفة لجمع الجماعات السياسية المشتتة في البلاد، والتأكد من عملية انتخابية حرة ونزيهة العام المقبل.
ويرى الكاتب أن "الانتخابات الرئاسية السابقة كانت مهزلة، شابتها حالات تزوير واسعة، ولا يمكن لأفغانستان أن تعاني من انتخابات رئاسية معيبة، ويجب على خليل زاد استخدام طبيعة الرئيس ترامب، التي لا يمكن التهكن بها، وأن يحذر القادة الأفغان من انتخابات مزورة قد تؤدي إلى وقف ترامب الدعم لهم".
ويذكر بيرغين أن من بين الأشخاص الذين عينتهم إدارة ترامب كان جيمس جيفري ممثلا خاصا في سوريا، وهو دبلوماسي ذو خبرة، ويتحدث اللغة التركية بطلاقة، وعمل سفيرا في كل من العراق وتركيا، وكان نائبا لمستشار الأمن القومي في فترة جورج دبليو الثانية، وكان واحدا ممن وقعوا على رسالة "لا لترامب"، التي وقعها عدد من مسؤولي الأمن القومي أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2016، مشيرا إلى أن توقيع رسالة كهذه كان في الماضي يعني نهاية لمسيرة الموقع، إلا أن خبرة جيفري انتصرت على موقفه السابق.
ويلفت الكاتب إلى أنه تم تعيين بريان هوك، الذي أدار سياسة التخطيط في الخارجية في أثناء فترة تيلرسون، مبعوثا خاصا لإيران، وفي الشهر ذاته عين ستيفن بيغون، الذي يملك خبرة في الأمن القومي في الكونغرس والبيت الأبيض، مبعوثا خاصا إلى كوريا الشمالية.
ويختم بيرغين مقاله بالقول: "يظل ترامب شخصية زئبقية، يمكن أن يغير رأيه في أي موضوع يتعلق بتحديات السياسة الخارجية الكبرى من أفغانستان إلى السعودية، رغم وجود هذه الأسماء والتعيينات المهمة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
بوليتكو: لماذا أمسكت قصة خاشقجي بخيال العالم ولم تختف؟
التايمز: تنحي ابن سلمان هو المخرج لأزمة خاشقجي
نيويورك تايمز: حجة ترامب في التهاون مع السعودية كذبة مخزية