نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن المصير الغامض الذي ينتظر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إذ يمكن للساعات القليلة القادمة أن تكون حاسمة في تحديد مستقبل هذا الأمير، الذي لم يخف طموحه أبدا في اعتلاء العرش وتولي زمام الأمور.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن وكالة المخابرات المركزية ستقدم تقريرها النهائي حول قضية
مقتل خاشقجي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالاعتماد على هذا التقرير، سيتضح
ما إذا كان ترامب سيوجه إصبع الاتهام نحو بن سلمان أم لا.
وأشارت الصحيفة إلى الحملة الكبيرة التي تجري الآن
في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لإنقاذ ولي العهد محمد بن سلمان،
الذي، ووفقا لتسريبات وكالة المخابرات المركزية، أمر باغتيال خاشقجي في الثاني من
تشرين الثاني/ أكتوبر في القنصلية السعودية بإسطنبول.
وفي الأسبوع الماضي، قام محمد بن سلمان ووالده الملك
سلمان، بجولة في مختلف محافظات البلاد لتوزيع الأموال والوعد بتوفير الوظائف، فضلا
عن الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والرعاية الاجتماعية بقيمة مليارات
الدولارات، ويبدو أن ابن سلمان يسعى، عن طريق هذه الوعود والأموال، إلى تلميع صورته
داخل البلاد، التي تشوهت بعد مقتل خاشقجي، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن محاولات السعودية لتبرئة ابن
سلمان لا تزال متواصلة، وكما لوحظ في الأسابيع الأخيرة، تم تسليط رقابة مشددة على
المساجد، حيث يتم تقديم بن سلمان "كمصلح"، سواء للإسلام أو الحكومة، ولا
شك في أن السعودية بحاجة أكبر إلى رجل إصلاحي، وليس إلى حاكم مغامر لطخت يداه
بدماء شهداء الحرب في اليمن، أو يفرض الحصار على قطر، وعلى الرغم من أن بعض
الإصلاحات التي قام بها تسير في الاتجاه الصحيح، إلا أنه سيكون من الضروري ألا
يسعى ابن سلمان إلى زعزعة استقرار إيران والشرق الأوسط والدخول في حرب تحت حماية
الرؤساء الغربيين وإسرائيل.
اقرأ أيضا: "MEE": تعليقات ترامب حول مقتل خاشقجي مجرد أكاذيب فارغة
وتطرقت الصحيفة إلى أن تسريبات وكالة المخابرات
المركزية لصحيفة "واشنطن بوست" تؤكد تورط ابن سلمان المباشر في مقتل
خاشقجي، وقد أثار التقرير، الذي وصفه ترامب بأنه "سابق لأوانه"، أسئلة
حول ما إذا كانت وكالة المخابرات ترغب، بطريقة أو بأخرى، في تسوية الحسابات مع جاريد
كوشنر، الحليف الرئيسي لمحمد بن سلمان في الولايات المتحدة، أو مع الرئيس الأمريكي
بشكل مباشر.
من جهته، التزم كوشنر الصمت حول قضية خاشقجي. مع
ذلك، من الواضح أنه لا زال المساند الرئيسي للأمير السعودي وأنه سيبذل أقصى ما
بوسعه لإنقاذه من هذه الورطة، لذلك أراد بعض المحللين رؤية دليل ضده من طرف وكالة
المخابرات المركزية.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب لم يستمع بعد إلى التسجيل
الصوتي الذي بحوزة الأتراك والذي يؤكد تورط ابن سلمان في قتل الصحفي، أما فيما
يتعلق بتسريبات وكالة المخابرات المركزية، فقد أشار ترامب إلى أنه في انتظار
التقرير الرسمي الذي سيتم تقديمه، وبالنسبة للتسجيل الصوتي، قال ترامب أنه يمكن أن
يكون أمرا مزعجا للغاية، رغم أنه لم يبد انزعاجه من مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين
بالأسلحة والقنابل التي قدمها للسعودية.
وأبرزت الصحيفة أن ابن سلمان قد أثنى، الاثنين
الماضي، على القضاة والمدعين العامين، قائلا إنهم "يقومون بعملهم في خدمة
العدالة"، ويعد هذا التصريح إحدى التفاصيل التي لا ينبغي تجاهلها.
من جانبه، أشار عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، ليندسي
غراهام، المقرب من ترامب، إلى الفرق بين السعودية وشخص بن سلمان حيث قال إن
"المملكة السعودية حليف مهم جدا بالنسبة لنا، لكن ولي العهد يفتقر إلى
العقلانية، وألحق الكثير من الضرر بالعلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة
السعودية، كما ليس لدي أي نية للعمل معه في المستقبل".
بطبيعة الحال، يفكر ترامب بشكل مختلف تماما، إذ يبدو
مستعدا لفعل أي شيء لإنقاذ بن سلمان، وفي نهاية الأسبوع الماضي، قال الرئيس إن
المملكة العربية السعودية "حليف رائع"، و"حليف مهم من حيث مواطن
الشغل والتنمية الاقتصادية"، في السياق ذاته، دافع نتنياهو أيضا عن بن سلمان
بحجة أن الأمر المهم هو "الحفاظ على الاستقرار"، في المقابل، من الواضح
أن انعدام الاستقرار قد زاد عن حده خلال السنوات الثلاث التي قضاها ابن سلمان في
منصبه.
وفي الختام، لفتت الصحيفة إلى أن مستقبل الأمير
السعودي سيكون صعبا للغاية حتى في حال بقائه في السلطة، نظرا لأن هذه القضية قد
خلقت له عدد كبيرا من الأعداء في وقت قصير، حتى داخل بلاده.
هكذا قرأت "وول ستريت" بيان ترامب حول خاشقجي
سوزان رايس: محمد بن سلمان لم يعد شريكا يوثق به
صحيفة: الرياض طلبت حماية سفاراتها قبيل مقتل خاشقجي