نشرت "واشنطن بوست" مقالا للصحافية كريستين فيليبس، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجنب توجيه اللوم لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال إجابته على أسئلة الصحافيين حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي، الذي كان يكتب عمودا في "واشنطن بوست"، بالرغم من استنتاج وكالة الاستخبارات المركزية بأن ولي العهد السعودي أمر باغتياله.
وتشير فيليبس في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه عندما سأل أحد المراسلين، الرئيس ترامب يوم الخميس، في الوقت الذي كان يجلس فيه في منتجعه الخاص مارالاغو في فلوريدا: "من الذي يجب أن يتحمل المسؤولية؟"، فإن الرئيس أخذ نفسا عميقا، حيث كان يفكر في الجواب على ما يبدو، ثم قال: "قد يكون العالم هو من يجب أن يحمل المسؤولية؛ لأن العالم مكان شرير".
وتعلق الكاتبة قائلة: "هذا الأسلوب من التفكير ليس جديدا بالنسبة لترامب، فعندما يواجه أسئلة عن أفعال إجرامية أو إساءة استخدام للسلطة ضد الحكام المستبدين، كان دائما يستخف بها حتى في وجه أدلة دامغة، وكان يرد تلك الاتهاماب باتهام بلدان أخرى بارتكاب أفعال إجرامية، أو أمريكا لأن فيها (كثيرا من القتلة)، إنه يشجب العالم ولا يشجب الأشخاص الأقوياء المتهمين بجعله (شريرا) من الأساس".
وتلفت فيليبس إلى أن مقدم البرامج السابق على "فوكس نيوز" بيل أورايلي، قد ضغط على الرئيس العام الماضي بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والاتهامات بأن بوتين وشركاءه قتلوا الصحافيين والمعارضين في روسيا، وقال أورايلي: "بوتين قاتل"، إلا أن ترامب، الذي رفض شجب بوتين، بالرغم من توصل المخابرات الأمريكية إلى تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، بدا باردا، ورد بالقول: "هناك الكثير من القتلة، ولدينا الكثير من القتلة، حسنا، هل تظن أن بلدنا بتلك البراءة؟".
وتفيد الكاتبة بأن هناك حوارا مشابها لترامب مع جو سكاربرا عام 2015، حيث قال مقدم برنامج "ذي مورننغ جو" عن بوتين: "إنه يقتل الصحافيين الذين يختلفون معه"، فرد عليه ترامب بالقول: "حسنا، أعتقد أن بلدنا تقوم بالكثير من القتل أيضا يا جو".
وتنوه فيليبس إلى أن 34 صحافيا على الأقل قتلوا في روسيا منذ عام 2000، بحسب موقع "بوليتفاكت"، الذي جمع بيانات من منظمتين غير ربحيتين تقومان بتسجيل تلك الأحداث.
وتورد الصحيفة نقلا عن نينا أوغنيانوفا، من قسم اوروبا ووسط آسيا في لجنة حماية الصحافيين، قولها لموقع "بوليتيفاكت"، بأنه يمكن للصحافيين أن "يقتلوا في روسيا تحت حكم بوتين دون مساءلة"، مشيرة إلى أن ما يشجع القتلة على فعلهم هو التهميش الذي يعاني منه الصحافيون، وأقرت بعدم وجود أدلة تربط بوتين نفسه بمقتل الصحافيين.
وتنقل الكاتبة عن الأستاذ المتخصص في شؤون روسيا وأوروبا الشرقية في جامعة جورج تاون، هارلي بالزر، قوله إن بوتين لا يحتاج إلى المصادقة شخصيا على قتل الصحافيين المنتقدين للكرملين.
وتقول فيليبس إن ترامب في تعليقاته على مقتل خاشقجي يوم الخميس، بدا أنه يخضع لما وصفه بأنه إنكار محمد الشديد لتورطه، وخالف تقدير وكالة الاستخبارات المركزية بأن الأمر المباشر جاء من ولي العهد نفسه، مشيرة إلى أنه بدا أنه يشير إلى أن حلفاء أمريكا كلهم مدانون بالتصرفات ذاتها، فقال ترامب للمراسلين إنه "لو استخدمنا المقياس ذاته الذي يستخدمه الناقدون للسعودية فلن يبقى لدينا أي بلد حليف".
وتذكر الكاتبة أن ترامب يثمن تحالفه مع السعودية؛ للدور الذي تؤديه في قتال إيران، ولصياغة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولهزيمة "الإرهاب الإسلامي"، وللنمو الاقتصادي الذي تعد به هذه الشراكة، كما كرر الرئيس مرارا، لافتة إلى أنه يقدر تحالفه مع روسيا، فقال العام الماضي: "إن كانت روسيا تساعدنا في محاربة تنظيم الدولة .. فذلك أمر جيد".
وترى فيليبس أن "المقصود ببساطة هو: قد تكون هناك أعمال وحشية تم ارتكابها، لكن مهما كان حجم الدم المسفوك، فإنه لا يستحق الأمر التضحية بالشراكة".
وتشير الكاتبة إلى أن ترامب مدح الزعماء المستبدين الآخرين، بمن فيهم ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أعلن الرئيس أنه طور معه "علاقة وثيقة جدا"، بعد اجتماعهما في حزيران/ يونيو.
وتختم فيليبس مقالها بالإشارة إلى أنه قبل حوالي عام من ذلك، في نيسان/ أبريل 2017، قال ترامب لرئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، بأنه "يقوم بعمل رائع" من خلال تخليصه بلده، الواقع في جنوب شرق آسيا، من مشكلة المخدرات الطويلة، لافتة إلى آلاف الفلبينيين قتلوا منذ أن أطلق دوتيرتي حربه الدامية ضد المخدرات.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
فانيتي فير: كيف أربكت CIA خطط ترامب لإدارة قضية خاشقجي؟
ذا هيل: هل تصمد علاقة ترامب مع ابن سلمان أمام الضغوط؟
MEE: كيف أبرزت قضية خاشقجي إتقان الأتراك لـ"القوة الناعمة"؟