قالت مجلة "إيكونوميست" إن طالب الدكتوراة البريطاني ماثيو هيجز (31 عاما)، الذي قضى خمسة أشهر في سجن انفرادي، ظهر أخيرا في المحكمة ليستمع لحكم لم يستغرق سوى خمس دقائق.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن محكمة في أبو ظبي أصدرت يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر حكما على هيجز بالسجن بتهة التجسس، لافتا إلى أن ماثيو، الطالب في جامعة درام، سافر إلى الإمارات لمواصلة بحثه في السياسات الأمنية المحلية في البلد، وأصبح مشاركا دون رغبة منه في بحثه عندما اعتقلته السلطات الإماراتية في أيار/ مايو عند وصوله إلى مطار دبي.
وتلفت المجلة إلى أن الإمارات لم تقدم أي دليل، ولم تذكر حتى اسم الدولة التي يتجسس هيجز لصالحها، مستدركة بأن القضية مرتبطة على ما يبدو بقطر، التي تشارك الإمارات في حصارها مع السعودية ومصر والبحرين.
وينقل التقرير عن زوجة هيجز، قولها إن السلطات الإماراتية لم تسمح له بالاتصال مع محام، إلا في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، وأن هذا المحامي لا يعرف اللغة الإنجليزية بشكل جيد، وأجبر، بحسب ما تقول، على التوقيع على اعتراف باللغة العربية لم يكن قادرا على قراءته، لافتا إلى أن لديه 30 يوما للاستئناف على الحكم.
وتقول المجلة إن المسؤولين البريطانيين طرحوا القضية مع الإمارات، مشيرة إلى أنه مقارنة مع البريطانيين الذين اعتقلوا في المنطقة، فإن المسؤولين التزموا بالصمت أكثر من تعبيره عن "الصدمة والخيبة" ردا على الحكم، مع أن وزير التجارة البريطاني زار الإمارات قبل أسبوع.
ويلفت التقرير إلى أن الإمارات تقدم نفسها، من خلال "وزارة السعادة" ومعالمها السياحية، على أنها بلد مرح ومتنوع في الخليج، مع أنها بنت نظام رقابة واسعا للتنصت على المواطنين والزوار، وأصدرت على نقاد الحكومة والناشطين في مجال حقوق الإنسان أحكاما طويلة بالسجن؛ فقط لأنهم وضعوا مواد على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتستدرك المجلة بأن مناخ القمع في تزايد منذ العام الماضي، حيث أصبح "التعاطف مع قطر" جريمة يحكم فيها على الشخص 15 عاما وغرامة قدرها 500 ألف درهم (136 ألف دولار).
وينوه التقرير إلى أن جامعة نيويورك بدأت في عام 2010 بتقديم حصص في أبو ظبي، التي كانت واحدة من الجامعات الأمريكية التي فتحت فروعا لها في المنطقة، ووعد الإداريون بالالتزام بالحرية ذاتها، كما في المركز الأصلي، مع أن الأكاديميين العاملين فيها يقولون إن الوضع هو العكس، فمنعت السلطات الأستاذ في جامعة نيويورك أندرو روس، من دخول الإمارات؛ لأنه انتقد الممارسات التي تستخدم ضد العمالة الوافدة إلى البلد.
وتفيد المجلة بأن الإمارات ليست هي الدولة الوحيدة في هذه الممارسات، فقد منع متخرج من جامعة جورج تاون من دخول قطر العام الماضي.
وتختم "إيكوموكيست" تقريرها بالإشارة إلى أن المؤسسات الثقافية تحاول تجنب الأمور الخلافية، فباعة الكتب في معرض دبي لا يعرضون في أماكنهم المخصصة كتبا ذات طابع سياسي، وربما وجد أساتذة الأدب الإنجليزي ما يتشابه مع ما كتبه ألدوس هاكسلي "عالم جديد شجاع"، لكنهم لن يجدوا بالتأكيد هذه المقارنة في الإمارات العربية المتحدة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: لا عدالة في الإمارات ويجب على بريطانيا التحرك
الغارديان: لهذا تخطط بريطانيا للخروج من اليونسكو
واشنطن بوست: هل وصلنا إلى نقطة تحول في حرب اليمن؟