نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن رحلة مسبار "إنسايت" إلى كوكب المريخ. واليوم الاثنين، من المنتظر أن يصل هذا المسبار إلى الكوكب الأحمر بهدف التنقيب في باطنه والتثبت مما إذا كان يملك نواة صلبة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في شهر أيار/ مايو الماضي، انطلق صاروخ "أطلس 5" وعلى متنه مسبار "إنسايت" في اتجاه كوكب المريخ في أول مهمة لتجميع معلومات حول هذا الكوكب.
ولأول مرة، لم ينطلق هذا المسبار التابع لوكالة ناسا من مدينة كيب كانفرال في ولاية فلوريدا وإنما من الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية.
ودار هذا المسبار حول كوكب الأرض على مدار يؤدي إلى القطبين الشمالي والجنوبي ثم انفصل عن حقل الجاذبية ليتجه نحو كوكب المريخ.
ونقلت الصحيفة عن توم هوفمان، مدير مشروع "مهمة إنسايت" بمختبر الدفع النفاث، قوله إن "بصفتي أصيل ولاية كاليفورنيا، كان من الرائع أن ننهي احتكار الساحل الشرقي الأمريكي لعمليات إطلاق الصواريخ المتجهة للفضاء".
وأضاف هوفمان أنه "من المنتظر أن نحط اليوم الاثنين على سطح كوكب المريخ. وفي الوقت الراهن، لا يمكننا أن ندور حول كوكب المريخ في حال هبت عاصفة رملية هناك".
وأكدت الصحيفة أن هوفمان يخشى ألا يحتمل مسبار "إنسايت" الحرارة المرتفعة عند اختراق الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
وأوضح هوفمان أنه "بصفتي رئيس بعثة، أخشى أن يسقط "إنسايت"، ولكننا نأمل أن يطلق هذا المسبار صواريخه الكابحة في الوقت المناسب".
وتقلص هذه الصواريخ سرعة المسبار إلى ثمانية كيلومترات في الساعة قبل أن يلامس سطح الكوكب. ومن المنتظر أن يهبط المسبار في منطقة "إليسيوم بلاتينا"، التي تخلو تقريبا من الحفر والحجارة".
اقرا أيضا : مسبار "ناسا" يقترب من المريخ.. هذه مزاياه وأهداف رحلته
وأوضحت الصحيفة أن مسبار "كوريوزيتي" يدور حول كوكب المريخ على بعد حوالي 300 كيلومتر من مسبار "إنسايت"، لذلك لن يتصادم المسباران.
وأفاد المسؤول عن تعطيل أدوات هذا المسبار بمختبر الدفع النفاث، حاييم سينغر، بأن ""إنسايت" سيهبط على منطقة جديدة من كوكب المريخ لم يشاهدها أحد". وتابع سينغر أنه "في البداية، نرغب في التقاط بعض الصور لسطح الكوكب الأحمر".
وحيال هذا الشأن، صرح كبير العلماء في مختبر الدفع النفاث، بروس بانردت: "نريد أن نفهم كيفية تشكل الأجرام الفلكية".
ولتحقيق هذا الهدف، يجب علينا أن نخترقها نظرا لأن باطنها أشبه بكبسولة زمنية تتضمن العديد من المعطيات حول كيفية تشكل الكواكب.
وإذا نظرنا إلى بنية كوكب المريخ الصخري وتركيبته وما يجري داخله، فإننا نعود بالزمن إلى 45 مليار سنة مضت، أي إلى الوقت الذي تشكل فيه هذا الكوكب".
وأضافت الصحيفة أن العلماء الألمان مهتمون بدورهم باكتشاف باطن كوكب المريخ. وقد أورد الباحث لدى معهد أبحاث الكواكب بمركز الطيران والفضاء الألماني، تيلمان شبون، أنه "إذا أردت اكتشاف كوكب ما، من المهم أن تطلع على باطنه".
وأضاف شبون أن "التضاريس التي تظهر على سطح الأرض تشكلت عن طريق تحولات داخلية. ومن شأن هذه التحولات أن تؤدي إلى حدوث براكين وزلازل وتشكل الجبال".
وبينت الصحيفة أن مركز الطيران والفضاء الألماني ساهم في بناء مسبار "إنسايت" عن طريق أداة تخترق كوكب المريخ.
وقال شبون إن "هذه الأداة تخترق باطن الكوكب تماما كالخلد". ومن المنتظر أن تنقب هذه الأداة في باطن كوكب المريخ على عمق يصل إلى خمسة أمتار ثم ترسل نبضات الحرارة إلى مقدمتها.
اقرأ أيضا : كيف ستحل الشرطة الجرائم بالمريخ إذا استعمره البشر؟
ومن ثم، تحدد أجهزة الاستشعار الوقت الذي قد تستغرقه عملية تبريد التربة. وبهذه الطريقة، سيعرف العلماء ما إذا كانت تربة المريخ تنقل الحرارة بشكل جيد أم لا.
في هذا الصدد، قال المهندس المكلف بمهمة مسبار "إنسايت" بمختبر الدفع النفاث، لي هادسون، "نرغب في الاطلاع على نواة كوكب المريخ".
وذكرت الصحيفة أنه من المنتظر أن يصل مدى رؤية مسبار "إنسايت" إلى ارتفاع 6000 كيلومتر، حيث يوجد قمر كوكب المريخ "فوبوس"، وهو عبارة عن صخرة على شكل ثمرة بطاطس يبلغ قطرها 27 كيلومترا.
ويتحكم فوبوس في سطح كوكب المريخ، حيث يقوم برفعه وخفضه تماما مثلما يفعل القمر مع كوكب الأرض. وقد أفاد بروس بانردت بأن "هذه التحولات ستكشف لنا عن بنية نواة كوكب المريخ".
وأبرزت الصحيفة أن كوكب المريخ لا يملك حقلا مغناطيسيا في الوقت الراهن، لكن ربما كان يملك ذلك في السابق.
وقال الباحث الألماني شبون: "نعتقد أن النواة الداخلية الصلبة ضرورية لإنشاء حقل مغناطيسي مثل كوكب الأرض. وفي حال كان كوكب المريخ دون نواة صلبة، فسنفهم سبب افتقاره لحقل مغناطيسي".
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن مسبار "إنسايت" مرفوق بمسابير إضافية تُسمى "كيوب سات" ترسل إشارات لاسلكية إلى الأرض عندما يخترق "إنسايت" الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
وقد صرح رئيس مصلحة المهمات الصعبة في المجموعة الشمسية بمختبر الدفع النفاث، غريغ فان، بأن "مهمة "كيوب سات" تتمثل في التحليق فوق كوكب المريخ في نفس اللحظة التي يلتقط فيها هوائي "إنسايت" البيانات ويسجلها، ثم تختفي في أعماق الفضاء".