تمكن النفط من التقاط أنفاسه خلال تعاملات الاثنين بعد سلسلة خسائر حادة خلال الجلسات الماضية حينما سجل خام غرب تكساس الوسيط خامس خسارة أسبوعية متتالية، وسط مخاوف متزايدة من وفرة المعروض حتى في الوقت الذي ينظر فيه المنتجون الرئيسيون إلى خفض الإنتاج.
ويوم الجمعة الماضي، انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.7 بالمئة إلى 50.42 دولار للبرميل، وهو أكبر تراجع في يوم واحد خلال 3 سنوات. وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" إلى ما دون 60 دولاراً للمرة الأولى منذ تشرين الأول / أكتوبر 2017.
ويرصد المحللون ثلاثة أسباب لخسائر النفط أولها الحرب التجارية بين أمريكا والصين والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية حيث أحدثت تذبذبا وحالة عدم يقين في السوق..
خاصة أن الرئيس دونالد ترامب يتطلع إلى زيادة التعرفة الجمركية بنسبة 10 بالمئة إلى 25 بالمئة على منتجات صينية تبلغ قيمتها الإجمالية 200 مليار دولار، وقد يؤدي ذلك إلى إحداث أضرار كبيرة بقطاع التصنيع الصيني.
وانخفاض التصنيع يعني انخفاض الطلب على النفط الخام، وبما أن الصين هي أكبر مستورد للنفط الخام، فإن هذا الأمر يهدد المضاربين على الفط.
وانخفض الطلب الصيني على المنتجات النفطية والبنزين إلى أدنى مستوى له في 13 شهراً، وهذا دليل على أن النزاع التجاري بين بكين وواشنطن يلحق الضرر بثاني أكبر اقتصاد في العالم وأحد أكبر مستوردي النفط في العالم.
ويتمثل السبب الثاني في إعفاءات بشأن العقوبات على إيران حيث كان من شأن استمرار محاولة ترامب فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية أن يؤدي إلى نقص هائل في العرض العالمي.
وفي ذلك الوقت كان من المتوقع أن فرض عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني سيؤدي إلى ارتفاع أسعار نفط خام تكساس الوسيط فوق 80 دولاراً للبرميل، ولهذا السبب بدأ المستثمرون في تداول النفط الخام بفضل المشاعر الإيجابية، ما دفع الأسعار إلى أعلى مستوى خلال 4 سنوات عند 76.88 دولار للبرميل.
ومع ذلك، وبعد أن ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات قياسية، منحت واشنطن إعفاءات مؤقتة لثماني دول، بما في ذلك الصين والهند، اللتان تعتبران أكبر مشتريين للنفط الإيراني.
وفي تشرين الثاني / نوفمبر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنه وفي إطار العقوبات التي أعيد فرضها على إيران، فإن 8 دول مستوردة للنفط، بما في ذلك الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا وإيطاليا واليونان واليابان وتايوان، ستحصل على إعفاءات لمدة 180 يوماً، حيث سيسمح لها بشراء النفط الإيراني طالما أنها ستخفض حجم وارداتها.
وقد أدى إعفاء بعض الدول إلى تهدئة المخاوف من نقص إمدادات النفط. ولكن بسب التوقعات المتعلقة بتراجع النمو الاقتصادي وسط نزاع تجاري مستمر بين الولايات المتحدة والصين أدى ذلك إلى مزيد من المخاوف بشأن الطلب على النفط.
ورداً على ذلك، فإن جميع المتداولين الذين بحوزتهم عقوداً آجلة للنفط الخام أصيبوا بالذعر وتسببوا بعمليات بيع للنفط مما أدى إلى انخفاض الأسعار لتصل إلى 50 دولاراً للبرميل في 23 تشرين الثاتي / نوفمبر.
أما السبب الثالث فيتمثل في ارتفاع الإنتاج، حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن انتاج النفط الخام الأمريكي ارتفع بنسبة 25% هذا العام ليصل إلى 11.7 مليون برميل يومياً.
وهذا الأمر يثير مخاوف من أن الإمدادات ستدمر الطلب، في حين أن منتجين رئيسيين آخرين مثل روسيا والسعودية يشهدون ارتفاعاً في مستويات الإنتاج أيضاً.
النفط يتكبد خسائر بـ20 بالمئة خلال أيام.. تعرف على الأسباب
الليرة التركية تقترب من أعلى مستوى لها في 3 أشهر
النفط يهبط بعد استثناءات أمريكية لاستيراد النفط الإيراني