شدد معلق إسرائيلي الثلاثاء، على ضرورة أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بإعادة النظر في مسارها العسكري والسياسي، لأنها بذلك تعزز من قوة "حماس"، وتضعف السلطة الفلسطينية، وهو ما ينذر بتدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة.
ورأى المعلق العسكري لدى صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أليكس فيشمان، أن عملية الدهس التي وقعت أمس، في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، "لا تبشر بالضرورة بموجة عمليات أو تغيير في أنماط العمليات في الضفة"، معتبرا أنها "تذكر بالغباء والوقاحة اللذين يميزان عمل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية".
وزعم أن "إسرائيل بيدها تبني حماس ليس فقط في غزة بل وفي الضفة، وللدقة؛ فهي تبني يحيى السنوار كزعيم فلسطيني، وعندما تقلعه، يكون محمود عباس (رئيس السلطة) قد فقد ما تبقى له من مراسي تأييد في الضفة"، مضيفا: "من هنا الطريق قصيرة الطريق حتى الانفجار المحتمل للهجمات الكامنة في الضفة؛ وعملية أمس جزء صغير منه".
وذكر فيشمان، أن هذه الفترة الأخيرة، هي "مثال واضح على هذه السياسة الشوهاء؛ لتعزيز حماس وإضعاف السلطة؛ وهي سياسة تخرج من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ بينما القيادة الأمنية، ولأسبابها تقول من خلفه القيادة الأمنية: آمين".
اقرأ أيضا : الاحتلال يقر خطة لدعم بؤر استيطانية في الضفة الغربية
واعتبر أن طريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع العملية العسكرية السرية الفاشلة في قطاع غزة، والتي أدت لكشف القوة الإسرائيلية التي تسللت إلى شرق خان يونس، ساهمت في تحول السنوار إلى "بطل قومي"، مؤكدا أن ما حدث في تلك الفترة (اشتباك المقاومة مع القوة الإسرائيلية، وما تلاها من قصف متبادل)، أحدث دفعة دراماتيكية في مكانة السنوار"، وفق قوله.
وأوضح أن استقالة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، "منحت حماس صورة النصر التي بحثت عنها، وفي اليوم الذي توقف فيه إطلاق النار أصبح السنوار الزعيم الفلسطيني المطلق"، مضيفا: "من هنا بدأت مسيرة جد خطيرة، من شأنها أن تؤدي إلى الانفجار ليس فقط في غزة، بل في الأساس بالضفة".
وتابع: "لقد دخل قادة حماس في حالة من الغرور، فصالح العاروري "المطلوب" لواشنطن، وصل الأسبوع الماضي لمصر، من أجل محادثات المصالحة مع السلطة، وتبين أن كل الاتفاقات بين حماس والسلطة والتي تحققت في السنة الأخيرة عبر مصر شطبت وكأنها لم تكن، وأعلن العاروري أنه ليس هناك أي حديث عن دخول وزراء من رام الله لإدارة غزة".
وأشار إلى أن حركة "حماس"، تتحدث عن "تشكيل حكومة وحدة وطنية، وانتخابات، ودخول منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة لتقديم الحركة إلى مصر قائمة مطالب من إسرائيل، لا يوجد وضع تستجيب فيه تل أبيب لهذه المطالب".
ولفت فيشمان، إلى أن القيادي العاروري، طالب "بتوسيع مساحة الصيد من 9 أميال إلى 20 ميلا، رغم أن اتفاقات حرب 2014، تحدثت عن حتى 12 ميلا، ولكن بعد الجولة الأخيرة تشعر حماس بأنها على الحصان"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا : شهيد برصاص الاحتلال بزعم دهسه جنودا للاحتلال بالخليل
وطالبت، "بخط كهرباء آخر من إسرائيل – بتمويل قطري – مع علمها التام بأن إسرائيل لا يمكنها أن تفعل ذلك، إذ إنه في كل ما يتعلق ببناء البنى التحتية مطلوب إذن من السلطة الفلسطينية، بل وإزالة معظم القيود عن استيراد وتصدير البضائع من غزة".
وأكد المعلق، أن "الوضع الذي يكون فيه النشاط العسكري والسياسي الإسرائيلي، يعزز حماس ويحطم السلطة؛ هو وضع غير منطقي، ويستدعي من إسرائيل أن تعيد النظر في مسارها العسكري والسياسي".
ونوه إلى أنه "عندما تضعف السلطة وأجهزة الأمن الفلسطينية، فالجمهور الفلسطيني في الضفة يصبح نديا أكثر للسلطة، فيما توضح إسرائيل له كل يوم كم هي العمليات مجدية، ومن هنا يندفع القطار في اتجاه واحد نحو التصعيد الأمني".