أثار فيديو يصور اعتداء عنيفا على تلميذ سوري لاجئ في شمال بريطانيا؛ غضبا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما فتحت الشرطة تحقيقا بعد انتشار التسجيل الذي تفاعل معه عشرات الآلاف من المستخدمين.
ويُظهر الفيديو ملاحقة من مجموعة تلاميذ لتلميذ سوري يدعى جمال (15 عاما) في ملعب مدرسة ألموندبيري، في منطقة هيدرزفيلد بشمال بريطانيا، حيث كان تلميذ أبيض يصرخ عليه "قلها الآن إذن.."، ليهجم عليه ويمسك به من رقبته ويطرحه أرضا، ثم بدأ بسكب الماء على وجهه قائلا: "أريد أن أغرقك"، دون أن يستطيع التلميذ السوري المقاومة، حيث أن إحدى يديه كانت ملفوفة بجبيرة نتيجة إصابة سابقة تعرض في اعتداء آخر عليه قبل ذلك بنحو أسبوعين، كما أن بنية جسم التلميذ المعتدي هي أضخم من التلميذ المعتدى عليه.
وقالت شرطة مقاطعة ويست يوركشاير البريطانية، في بيان الأربعاء، إنها وجهت اتهاما لتلميذ يبلغ من العمر 16 عاما، بعد الاعتداء الجديد، حيث سيمثل أمام محكمة للأحداث لاحقا. ووقع هذا الاعتداء في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، لكن التسجيل لم ينشر على تويتر حتى الثلاثاء (27 تشرين الثاني/ نوفمبر).
وذكرت الشرطة أنها حققت مع التلميذ المعتدي بعد إبلاغها عن "اعتداء بدافع عنصري" في اليوم التالي لوقوعه، لكن على ما يبدو لم يتم توجيه الاتهام رسميا حتى انتشار الفيديو.
وسبق أن حققت الشرطة مع ثلاثة تلاميذ بعد هجوم على التلميذ ذاته في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أدى لإصابته في اليد، لكن الشرطة قررت لاحقا عدم اتخاذ أي إجراء بحق التلاميذ الثلاثة وأحالت قضيتهم لإدارة المدرسة.
وقال مدير المدرسة، تريفر بوين، في رسالة موجهة للأهالي الأربعاء؛ إن المدرسة على علم بالتسجيل الذي انتشر حديثا، وأكد أنه وقع داخل إحدى المنشآت التابعة لها قبل أسابيع، وشدد على أن المدرسة تتعامل مع الحادثة "بجدية تامة" وأشارت الرسالة إلى أن الحادثة تخضع لتحقيق الشرطة، وأنه منذ وقوع الاعتداء تم اتخاذ إجراءات، دون الكشف عن التفاصيل.
وكتب مغرد يدعى محمد خان، الذي نشر الفيديو لأول مرة، أن التلميذ جمال تعرض سابقا لعدة اعتداءات ومضايقات "كراهية"؛ دون أن يتم التعامل مع هذه الحوادث بجدية، كما قال.
وقد أنشأ متضامنون مع التلميذ السوري صفحة على الإنترنت لجمع التبرعات لصالح عائلته بعد ظهور تسجيل الفيديو الثلاثاء، حيث تم جمع أكثر من 80 ألف جنيه إسترليني حتى الآن.
وقال محمد طاهر، الذي أطلق حملة التبرعات، إن جمال تعرض مع شقيقته الصغرى لمضايقات على مدى أشهر، وأن أخته كُسرت عدسة نظارتها نتيجة اعتداء، وحاولت نتيجة ذلك قطلع وريد يدها في حمام المدرسة، بحسب ما كتبه طاهر على الصفحة المخصصة للتبرع.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن والدة التلميذ المعتدي؛ كانت قد مثلت الماضي أمام محكمة لاتهامات تتعلق باعتداء عنصري أيضا.